قال رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى، إن حزب الله يحاول فرض بعض الأمور فى لبنان، مشيرا إلى أن البلاد مرت تاريخيا بقوى قوية وأخرى ضعيفة "وفى نهاية المطاف "إذا لم يتعاون الناس بعضهم مع البعض فالبلد لا يقوم".
وأكد الحريرى، فى حوار نشرته صحيفة (النهار) اللبنانية فى عددها الصادر اليوم الخميس، أن لا أحد يستطيع أن يلغى الآخر، وأن اللبنانيين يريدون اليوم إعمار بلدهم وأن يشهدوا نموا.. مضيفا: "فلنصنع محورنا، لا أن نتبع محاور، وليكن محورنا الاعتدال والحوار والاقتصاد والمعرفة".
ونفى الحريرى أن يكون قد تخلى عن حلفائه التقليديين، مشيرا إلى أن الموضوع فى مجمله لا يتعلق به شخصيا، وإنما يتعلق بلبنان الذى يمر بوضع اقتصادى وصفه بـ "المحروق"، وهناك حلول واضحة لهذا الوضع تم وضعها فى مؤتمر دعم الاقتصاد اللبنانى (سيدر) ويجب تنفيذها "ولكى يسير الأمر فهو يحتاج إلى توافق بينى وبين رئيس الجمهورية ميشال عون وبقية الفرقاء".
وأضاف أن لديه علاقة مميزة مع الرئيس عون، ورئيس مجلس النواب نبيه برى، ورئيس التيار الوطنى الحر وزير الخارجية جبران باسيل، لافتا إلى أن الأمور تسير حاليا على خير ما يرام مع رئيس الحزب التقدمى الاشتراكى وليد جنبلاط، وواصفا علاقته برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بأنها ممتازة وتقوم على التفاهم.
وشدد الحريرى على أنه لم يقم بإبعاد "الصقور" من صفوف فريقه السياسى والوزارى الجديد، مؤكدا أنه لم يتخل عنهم.. مضيفا: "ولكن أنا من يأخذ القرار هذه المرة، ولا أسمح لأحد أن يتدخل فى القرارات التى أريد أن أخذها، وقد تعلمت بما فيه الكفاية وأخذت النصائح من الذين هم معى، ففى النهاية دائما تقع المسئولية على أنا".
وتابع الحريرى "أن أولوية عمله تتمثل فى اعتماد الموازنة الجديدة وإجراء الإصلاحات وحل أزمة الكهرباء فى لبنان، متعهدا أن يكون حل عجز الكهرباء شغله الشاغل، وتابع: وإذا فشلت فسأقول إننى فشلت، لكن أصبحت لدينا خطة، والقطاع الخاص جاهز، وكل الشركات الكبرى العالمية جاهزة لتأتى وكل ما علينا أن نقوم به أن نسرع ونعمل ما هو صحيح".
وأشار إلى أن خطته تشمل أيضا الانتهاء من مشروع الإنترنت عن طريق الألياف الضوئية، بحيث يشمل كل أنحاء لبنان، لافتا إلى أن اللبنانيين سيشهدون تحسنا ملموسا فى شبكات الاتصالات الثابتة والمحمولة خلال العام المقبل.
وأكد عدم وجود أية مخاوف على سعر صرف العملة الوطنية (الليرة اللبنانية)، مشيرا إلى وجود إنجازات فى القطاع النقدى، غير أنه أعرب عن خشيته من حدوث "تطور إقليمى لا أعرف أين ومتى، وأخشى الخلاف السياسى الداخلى الذى يؤدى إلى ضرب الاقتصاد".