الدكتورة حنان فتحى تكتب لبوابة الدولة الاخبارية :أفريقيا ومتطلبات التنمية
الدكتورة حنان فتحى رئيس وحدة الدراسات المالية والاقتصادية بمركز الحوار للدراسات السياسية والاعلامية.. تكتب لبوابة الدولة الاخبارية :أفريقيا ومتطلبات التنمية
لا يزال الحديث عن متطلبات واحتياجات القارة الافريقية للنهوض بأوضاعها وتنمية ظروف حيوات شعوبها تحتاج إلى مزيد من الدراسات والحوارات والمناقشات، ولعل المبادرة المصرية بتنظيم "ملتقى الشباب العربى الافريقى فى أسوان" والتى تأتى تزامنا مع رئاسة مصر الدورية للاتحاد الافريقى، تلك الرئاسة التى انعكست على حجم الاهتمام الذى اولته مصر ليس فقط مع هذه البداية وإنما قبل ذلك وتحديدا مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم منذ عام 2014، حيث نجحت مصر فى استعادة جزء كبير من دورها وتعميق ارتباطها بقارتها الافريقية بعد طول غياب.
وغنى عن الذكر ان الرئاسة المصرية للاتحاد الافريقى حملت معها كثير من المبادرات التنموية التى تدرك طبيعة ظروف القارة وتحدياتها، وهو ما عبرت عنه كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى معرض حديثه أمام ملتقى الشباب، إذ أشار إلى ان القارة الافريقية تحتاج إلى:" تمويل هائل، وحسن إدارة، وجرأة فى اتخاذ القرار لتحويل الموارد التى تتمتع بها إلى مشروعات مشتركة تسهم فى تنمية القارة بأكملها"، فقد لخصت هذه الكلمات كل ما تحتاجه القارة الافريقية بعيدا عن الخطابات الاستهلاكية والكلمات المنمقة التى تملأ الكثير من المقالات وصفحات الجرائد، إذ الواقع يؤكد على ان القارة لا تزال فى حاجة إلى تمويل هائل وحسن ادارة لمواردها، وهو ذات المعنى الذى أشار إليه التقرير الاخير الصادر عن البنك الدولى بعنوان "الفقر فى افريقيا"، حيث كشف عن أن نصف سكان افريقيا جنوب الصحراء يعيشون دون خط الفقر، وأن الدول التى ما زالت مصنفة الافقر فى العالم كلها افريقية باستثناء واحدة.
وقد اعزى هذا التراجع فى مؤشرات الفقر والتنمية الاجتماعية فى افريقيا رغم النمو الاقتصادى الذى تشهده القارة إلى أسباب عديدة، منها: النمو السكانى السريع الذى من المنتظر أن يؤدى الى تضاعف عدد سكان القارة بحلول عام 2050، كذلك الحروب والنزاعات المسلحة، تغيرات المناخ وتأثيراتها، تفشى الامراض.
ما أود ان نخلص إليه هو أن نهضة القارة الافريقية وتنميتها الحقيقية تظل رهنا بالفهم الصحيح لتحدياتها والصعوبات التى تواجه أبناءها، وهو ما تدركه القيادة المصرية جيدا وتعمل جاهدة على التعامل مع تلك التحديات بحرفية عالية من خلال تعددية المبادرات المطروحة فى مختلف المجالات، ولعل المبادرة الرئاسية الاخيرة بعلاج مليون افريقى يعيشون فى مصر من فيروس سي تمثل واحدة من المبادرات الداعمة لجهود التنمية المصرية فى معاونة الشعوب الافريقية لتحقيق نهضتها الشاملة وتقدمها المستمر.