بوابة الدولة
الأحد 2 فبراير 2025 06:54 صـ 4 شعبان 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

معاهدة القوى النووية فى مهب الريح بعد تعليق روسيا وأمريكا الالتزام بها


كتبت - ريهام الحداد

مثلت مصادقة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى الثالث من شهر يوليو الجاري، على تعليق مشاركة موسكو فى معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، ضربة قاصمة للمعاهدة زجت بها فى مهب الريح ، كما مثلت ضربة قوية لاستقرار الأمن العالمي، وبداية لتأسيس نظام عالمى جديد لم تتضح معالمه بعد ، وفتحا للطريق أمام سباق تسلح ، مما ينذر باندلاع حروب جديدة قد تطال معظم القوى العالمية المؤثرة فى موازين وهيكل النظام العالمي .

تعليق مشاركة روسيا على المعاهدة جاء بعدما علق الرئيس الأمريكى دونالد
ترامب مشاركة الولايات المتحدة فى المعاهدة فى شهر فبراير الماضى ، وأمهل
روسيا إلى شهر أغسطس المقبل حتى تمتثل لبنودها ، إذ تتهم كل منهما الأخرى
بخرق المعاهدة وبذلك تكون روسيا والولايات المتحدة قد علقتا مشاركتهما فى
تلك المعاهدة، الأمر الذى يهدد بانهيارها والتوقف عن العمل بموجب نصوصها
بعد عدة أسابيع.


مخاوف سباق التسلح
 


تعد المعاهدة التى أبرمت بين واشنطن وموسكو فى 8 ديسمبر عام 1987، ودخلت
حيز التنفيذ فى يونيو عام 1988، حجر الزاوية فى بنية الحد من التسلح، ويثير
احتمال انتهاء العمل بها، الذى يلوح فى الأفق ـ بعد تأكيد واشنطن أنها سوف
تنسحب كلية منها فى 2 أغسطس المقبل، إذا لم تقم روسيا بتدمير نظام
صواريخها الجديد ـ مخاوف بشأن مستقبل معاهدة ستارت الجديدة بين روسيا
والولايات المتحدة، التى تحد من أعداد الرؤوس النووية.

ويقول مراقبون إن خطورة الانسحاب من هذه الاتفاقية تكمن فى احتمال بدء
منافسة جديدة بين البلدين فى التسلح، وذلك إلى جانب التهديد لاتفاقية
"ستارت" حول الحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية التى ينتهى مفعولها أصلا
عام 2021.

وقد عبر الاتحاد الأوروبى عن قلقه البالغ من أن معاهدة أساسية للحد من
الأسلحة النووية قد يتوقف العمل بها فى غضون الفترة المقبلة، وحث الاتحاد
الأوروبى روسيا على الاستمرار فى التزامها بمعاهدة الأسلحة النووية
المتوسطة المدى.

وقالت مفوضة شؤون السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبي، المنتهية ولايتها
فيديريكا موجيريني:"نحن قلقون جدا من التطورات الأخيرة المتعلقة
بالمعاهدة، التى يمكن أن تنتهى فى 2 أغسطس 2019 ، وأنها تأسف للخطوة التى
اتخذتها روسيا، ردا على تعليق الولايات المتحدة لمشاركتها".

وأضافت قائلة أن: "الأيام المقبلة تمثل الفرصة الأخيرة للحوار، واتخاذ
الإجراءات الضرورية للحفاظ على هذا الركن المهم فى بنية الأمن الأوروبي"،
معربة عن قلقها الشديد من نظام صواريخ كروز الأرضية الروسي، التى يقول حلف
شمال الأطلسى (ناتو) إنها تندرج تحت الأسلحة التى تحظرها المعاهدة.


العالم فى مهب الريح
 


تشير هذه التطورات بين أمريكا وروسيا بشأن عدم الالتزام بنصوص معاهدة
القوى النووية متوسطة المدى، إلى أن العالم بات فى مهب الريح وأصبح أكثر
تعرضاً لهزات أمنية، وفى هذا السياق، تؤكد الدراسات المتخصصة فى العلاقات
الدولية، ووفقاً للنظرية الواقعية الجديدة التى تفترض أن الاضطراب فى
النظام الدولى يرتبط بالتغير فى توزيع القوة، فإن وجود دول قوية غير راضية
عن الوضع الراهن للنظام الدولى (روسيا وأمريكا) يعزز التصورات لديهما
بإمكانية فرض نظام وواقع عالمى جديد، وهو الأمر الذى تسعى إليه كل من
واشنطن وموسكو، مقابل القوى الأخرى التقليدية ممثلة فى الصين والهند وكوريا
الشمالية، التى تسعى لمنع هذه القوة المتحدية من تغيير توازن القوى، وهو
ما يؤدى ـ وفقاً لأستاذ العلاقات الدولية روبرت جلبن- إلى تفجر "حروب
الهيمنة".

وقد يكون للقرارين الأمريكى والروسى تأثيرات على معاهدة خفض الأسلحة
الاستراتيجية الجديدة (ستارت) التى سينتهى سريانها فى عام 2021. إذ تعد
معاهدة "ستارت" اتفاقية أخرى لنزع السلاح وقعتها واشنطن وموسكو فى عام 1991
وعقب انتهاء سريان معاهدة ستارت الأصلية فى عام 2009، قام الجانبان
بتجديدها فى عام 2010. وعندما سُئل وزير الخارجية الأمريكى بومبيو، عما إذا
كانت الولايات المتحدة مستعدة لبحث تمديد معاهدة ستارت الجديدة، تجنب
بومبيو الإجابة بشكل مباشر، وقال فقط إن واشنطن مستعدة للدخول فى أى
اتفاقيات "تصب فى المصلحة العليا لأمريكا".

ووفقاً للخبراء والمحللين، فإن الوضع العالمى الناشئ عن عدم الالتزام
الروسى والأمريكى بمعاهدة القوى النووية متوسطة المدى والمعاهدات الأخرى،
ربما يخلق حالة من اختلال التحالفات العالمية الخاصة بالقارة الأوروبية،
وهو ما بدا جلياً فى رد الفعل الأوروبى إزاء الموقف الروسي، بسبب المخاوف
من اختلال توازن القوى التى تعمل على تهديد الأمن الأوروبي، خاصة أن أوروبا
هى المستفيد الأكبر من هذا الاتفاق.

فضلاً عن أن تعليق المشاركة الأمريكية والروسية وعدم التزامهما بمعاهدة
"آى إن إف"، وخروج الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ الباليستية المضادة
عام 2002، وإشارات عدم الرغبة الأمريكية فى تجديد اتفاقية ستارت التى
تنتهى فى عام 2021، تكون بذلك كافة المعاهدات التى تحد من التسلح والتى
أُبرمت لإنهاء الحرب الباردة قد ألغيت، وهو ما يعنى عودة سباق التسلح من
جديد.


أهمية المعاهدة
 


أجبرت معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة المدى المعروفة باسم "آى أن أف"،
التى وقعت عام 1987 بين الرئيس الأميركى رونالد ريجان، ونظيره السوفيتي،
ميخائيل جورباتشوف، للمرة الأولى البلدين على خفض ترسانتيهما. ووصفت
المعاهدة بـ"التاريخية"، وفتحت الطريق لعهد جديد فى العلاقات بين الكتلتين
الشرقية والغربية إبان الحرب الباردة.

وبالرغم من أن معاهدات أخرى قد أبرمت من قبل، مثل اتفاقية الحد من الأسلحة
الاستراتيجية "سالت1 " فى 1972، و"سالت 2" فى 1979 للحد من القاذفات
الجديدة للصواريخ الباليستية، فإن القوتين تعهدتا للمرة الأولى بتدمير فئة
كاملة من الصواريخ النووية فى معاهدة الحد من الصواريخ النووية متوسطة
المدى.

وتعود بداية الأزمة بين البلدين، عندما نصب الاتحاد السوفيتى صواريخ نووية
من طراز "إس إس-20" الموجهة إلى العواصم الأوروبية، ليرد عليها حلف شمال
الأطلسى "الناتو" بنشر صواريخ "بيرشينج" فى أوروبا موجهة إلى الاتحاد
السوفيتي، وبعد عقد السبعينيات الذى شهد بعض الانفراج بين الكتلتين، عادت
الحرب الباردة إلى ذروتها من جديد.

لكن مع وصول ميخائيل جورباتشوف إلى سدة الحكم فى الاتحاد السوفيتى عام
1985، وانتهاجه سياسات البيريسترويكا (إعادة الهيكلة)، شهدت العلاقات بين
البلدين انفتاحاً جديداً، تم تتويجه بثلاث قمم بين جورباتشوف وريجان خلال
الفترة 1985 و1987 وتم التوصل إلى توقيع معاهدة الحد من الصواريخ النووية
متوسطة المدى.

وبموجب تلك المعاهدة، تعهد الطرفان بعدم صُنع أو تجريب أو نشر أى صواريخ
باليستية مُجنَّحة أو متوسطة، وتدمير منظومات الصواريخ التى يتراوح مداها
المتوسط ما بين 1000 و 5500 كيلو متر، ومداها القصير ما بين 500 و 1000
كيلو متر، وكان من المفترض أن يتم تدمير الصواريخ التى يتراوح مداها بين
500 و5500 كيلومتر فى السنوات الثلاث التالية لدخول المعاهدة حيز التنفيذ،
وتضمنت المعاهدة تدمير صواريخ "بيرشينج 1 إيه" و"بيرشينج 2" الأمريكية التى
كانت محور أزمة الصواريخ الأوروبية فى ثمانينيات القرن الماضي، وضمان
إجراءات للتحقق من عمليات التدمير فى كل دولة، من قبل مفتشين من الدولة
الأخرى.

يبقى القول أن الفترة المقبلة ربما تشهد جولات من الحوار بين واشنطن
وروسيا، بدفوع أوروبية مؤكدة لوضع حد لاستقرار العالم والقضاء على مخاوف
سباق التسلح النووى وتهديد كيان البشرية جمعاء.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى30 يناير 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.1883 50.2883
يورو 52.1758 52.2848
جنيه إسترلينى 62.3690 62.5185
فرنك سويسرى 55.2431 55.3897
100 ين يابانى 32.4907 32.5575
ريال سعودى 13.3793 13.4066
دينار كويتى 162.6218 163.0515
درهم اماراتى 13.6630 13.6928
اليوان الصينى 6.9206 6.9357

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4457 جنيه 4440 جنيه $90.02
سعر ذهب 22 4086 جنيه 4070 جنيه $82.52
سعر ذهب 21 3900 جنيه 3885 جنيه $78.77
سعر ذهب 18 3343 جنيه 3330 جنيه $67.51
سعر ذهب 14 2600 جنيه 2590 جنيه $52.51
سعر ذهب 12 2229 جنيه 2220 جنيه $45.01
سعر الأونصة 138633 جنيه 138100 جنيه $2799.86
الجنيه الذهب 31200 جنيه 31080 جنيه $630.12
الأونصة بالدولار 2799.86 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى