قائمة اعتذاري قد تطول أعذرني.. إن كنت أحببتك بولع
قائمة اعتذاري قد تطول أعذرني إذا
كنت أخطأت في حقك وأقتحمت حياتك دون إذن وأمطرتك بالوان الغزل، أعذرني وسامحنى إن
كنت أحببتك بولع ؟ اعذرني فأنت تستحق أجمل
ما في الحياة.
ولكن السؤال لماذا
عندما غادرتني لم تأخذ صورك وهمساتك وأنفاسك معك، كيف لك أن تغادر وتترك هذا الكم الهائل
منك حولي, يحاصرني في كل مكان، مازلت هنا أراك في كل الزوايا, أسمع كلماتك مع كل لحن،
أتأمل عينيك مع كل إشراقة صباح، رحيلك وهم, حضورك حقيقة.
يا شخصا علمنى أبجديات
الحروف, وحينما رحل ضاعت كلماتي، يا كيانا حدد خارطة حياتي, وعندما ابتعد ضاعت خطواتي،
قالوا لنا إن الرحيل يعلمنا النسيان, وإن النظر إلى المساحات البعيدة يلغى الدائرة
الصغيرة، أخطأوا فلا الرحيل علمنى النسيان, ولا المساحات استطاعت أن تلتهم الدائرة
الصغيرة، كلما حاولت أن أنظر إلى المساحات البعيدة أكتشف أنني أسترق النظر إليك في
خيالي, وأتأمل الآخرين لأثبت لنفسي حقيقة أنك الاختلاف، وأن المقارنات مع الغير ظالمة،
أنت حالة استثنائية لا تنطبق عليك المقاييس العادية.
أنت لم ترحل, بل
أخذتني من الرحيل إليك، أختطفت كل العالم وأبقيت نفسك، و أنا معك في صراع الثنائيات،
خيار يفرض نفسه، إما أن تأتي, أو رد لي عالمي؟ وحدك من يصنع الفرق, حضورك يصنع للمكان
روحا, ويرسم للفضاء ألوانا جديدة. وأنا عالمي يفقد إيقاعه وأنت بعيد، حينما لقيتك اكتشفت
مساري، أعتقدت أنني اكتشفت طريقي, وأنني رسوت على مينائي الأول والأخير، ألغيت صلتي
بعالم ما قبلك, وربطت مستقبل الغد بمصيرك،حسمت أمري في خياراتي, أنت أو لا أكون، فلا
تتعبني في عالم الاحتمالات، كلما حدثت نفسي بالرحيل, خانتني نفسي, وذهب بي إليك الحنين.
ما الذي يحدث في عالمي..بعدما أخرجتك وأغلقت الباب وجدتك في كل الأماكن تنتظرني.. أشخاص يغيرون مسار حياتنا، يفتحون نوافذ جديدة، ينقلوننا إلى مدى أوسع وإلى فضاء أكبر. لا يجتهدون كثيراً في ذلك، كونهم بطبيعتهم وبساطتهم وعفويتهم يتميزون، الأقنعة تسقط مبكراً، الحقائق تستمر، وأنت منذ أن دخلت حياتي قررت أبواب السعادة أن تفتح أبوابها، وتصادق معي الفرح، وأصبحت الابتسامة عنواني.
في حياة كل منا نقطة
تغيير، تختلف المسارات ولكن تظل هناك نقطة فاصلة، وأنا أدركت حجم التغيير بعدما إكتشفت
معك الحياة، وجودك في حياتي جعلني أستعيد طفولتي، بل وركضي وجنوني، أعاد لي جزءاً من
العمر كان تائها، الأشخاص الذين يعطوننا الأمل لايمنون علينا العطاء، بل العكس، يجعلوننا
نشعر أننا أصحاب الفضل، هم دائما كالنسمة في حضورهم، لكن غيابهم صعب وقاس.
معك كنت أستعيد أبجديات
الحياة، وأفهمها من جديد، الحياة نعيشها لنتمتع بها، وليس لنرصد كم بقي من أعمارنا،
التسامح يمنحنا طمأنينة، ويجعلنا أكثر تفاؤلا، الخير موجود، نحن المفروض أن نبادر، صور جديدة للحياة لم أكن أعرفها. كانت الأمور بالنسبة لي ضبابية، لم تكن خطواتي حاسمة،
ولم يكن المسار واضحاً، كانت سنوات العمر تهرب، كتسلل الماء بين الأصابع. وبعدما شع
ضياء نورك في عالمي اكتشفت أنني في بدايات العمر، ارتشف ولادات الفرح، وأسعد بالتفاصيل
الصغيرة. كل فصول الربيع التي رحلت خلسة، عادت لتنبت الزهر في حدائق أيامي.
أعترف لك أن نظرتي
للحياة اختلفت، وقاموس كلماتي تغير. وخارطة العالم تشكلت بقالب جميل. أنت المدن، والباقي
فراغ. أنت الحقيقة، ما عدا ذلك أوهام.
مرة أخرى قائمة اعتذاري قد تطول أعذرني إذا كنت أخطأت في حقك وأقتحمت حياتك دون إذن وأمطرتك بالوان الغزل، أعذرني وسامحنى إن كنت أحببتك بولع ؟ اعذرني فأنت تستحق أجمل ما في الحياة.
بقلم نشوى علوان