النائب علاء عابد: مصنع سماد حلوان أدى لانتشار «السرطان والفشل الكلوي»
محمد الداوي
أكد رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب، علاء عابد، ضرورة ربط التنمية بالمحور البيئي، مشيرا إلى أنه لا يوجد تنمية مستدامة دون مراعاة البيئة، وأن التنمية المستدامة تعني ترشيد استخدام الموارد الطبيعية.
جاء ذلك خلال اجتماع لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، اليوم، برئاسة النائب علاء عابد لمناقشة دور وزارة البيئة في تطبيق معايير حقوق الإنسان، في ضوء توصية مجلس الوزراء في اجتماعه الذي عقد بتاريخ 15 نوفمبر 2017 بإنشاء وحدة لحقوق الإنسان بكل وزارة ومحافظة والتنسيق بين الوزارة واللجنة، فيما يخص الشكاوى الواردة إلى اللجنة من المواطنين والهيئات بشأن ما يتعلق بحقوق الإنسان، بحضور وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد.
وتابع عابد أن هناك أكثر من 800 مصنع بالصف بالجيزة يعمل بها عدد كبير من العاملين، لافتا إلى أن مصنع سماد حلوان الشهير بمصنع "سماد عرب أبو مساعد" يعمل به العديد من الشباب ولكن هذا المصنع لا تتوافر به عوامل الحماية البيئية، مما أدى إلى انتشار أمراض كثيرة، مثل السرطان، والفشل كلوي، وتشوهات الأجنة.
وأبدى رئيس لجنة حقوق الإنسان، تخوفه من وقوع أضرار أيضا على العاملين بمصنع سماد عرب أبو مساعد، لافتا إلى أن هناك سماسرة يعينون الشباب "بمصنع الموت"، مؤكدا أن المنطقة ذات كثافة سكانية عالية، وبالتالى يصاب عدد كبير من المواطنين بالأمراض بسبب تلك الانبعاثات والمواد الخطرة على صحة المواطنين بالمنطقة.
ولفت إلى أن الحفاظ على البيئة الصحية تبدأ بالحفاظ على صحة المواطن وهذا من أهم حقوق الإنسان.
وقالت وزيرة البيئة في كلمتها، إن هناك تحديات كثيرة في ملف البيئة ونسعى إلى مواجهتها بالبحث والدراسة وزيادة الوعى لدى المواطنين، قائلة إن مسألة زيادة الوعى ومحاربة الجهل البيئي من أكبر تحديات الوزارة، مؤكدة العمل مع كافة الوزارات والهيئات والقطاعات للمساهمة في تحسين الصورة الذهنية لدى المواطنين عن البيئة وزيادة وعيهم بأهمية ذلك.
وضربت الوزيرة مثلا بمبادرة "اتحضر للأخضر" لنشر الوعي البيئي تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدة أن رعاية الرئيس السيسي لهذه المبادرة هى رسالة قوية بأن البيئة أصبحت من أولويات الدولة.
ولفتت إلى أن علاقة البيئة بحقوق الإنسان تتمثل في توفير بيئة نظيفة للإنسان وزيادة الوعى بها والمساهمة في تحقيق هذا الهدف بالتنسيق مع لجنة حقوق الإنسان بالمجلس، منوهة بقيامها بعمل مبادرات مع المواطنين في الشوارع من أجل ترسيخ هذا الهدف.
وكشفت فؤاد أن ما يؤكد كلامها بشأن حقوق الإنسان وعلاقتها بالبيئة هو حرصها على إقامة إدارة لحقوق الانسان في الوزارة بالتوازي مع خدمة المواطنين، لافتة إلى أن الوزارة تدرب العاملين فيها للعمل في مجال حقوق الإنسان، بالتنسيق مع المجلس القومى الإنسان والجمعيات الأهلية وكافة الجهات المعنية.
واستعرضت فؤاد الإجراءات التي اتخذتها الوزارة خلال الفترة الماضية، من أجل تحسين النظام البيئي ومواجهة ارتفاع نسبة التلوث.
وقالت: "إن هناك عدة مشكلات تعمل الوزارة علي حلها، على رأسها تغير المناخ والذي تسبب علي سبيل المثال في تأخر فصل الشتاء والارتفاع والانخفاض غير الطبيعي في دراجات الحرارة، وهطول كمية كبيرة من الأمطار بشكل غير متوقع، وللأسف تتحمل الدول المتقدمة هذا الأمر نتيجة الثورة الصناعية وحجم الانبعاثات التي حدثت خلال هذه الفترة، لذلك نتفاوض معها حتى تتحمل التمويل اللازم لإدخال التكنولوجيا النظيفة".
وأضافت: "الملف المهم الأخر هو التخلص من المخلفات الخطرة، وبالفعل نجحت الوزارة في نقل مخلفات خطرة عمرها ٢٠ عاما من مخزن الصف، وتم إخراجها خارج البلاد، وطالبت وزيرة البيئة بضرورة ترشيد وحسن استخدام الموارد " ميتفعش نستخدم خرطوم المياه في غسل السيارات".
وأوضحت الوزيرة، أن الوزارة تعاملت أيضا مع ملف "السحابة السوداء"، حيث أتاحت المعدات والإمكانيات اللازمة للفلاحين للاستفادة من قش القمح وتحويله لسماد وأعلاف، وبالتالي امتنع الفلاح عن حرقه طالما أنه يستفيد منه "كان كل الناس اللي عندها حساسية بتدخل المستشفى في موسم السحابة السوداء".
ونوهت بأن جهاز تنظيم إدارة المخالفات رفعت نحو 42 مليون طن من المخالفات الزراعية، ويتم العمل الآن مع المخلفات الطبية والتكنولوجيا، قائلة: "إلقاء الموبيلات في القمامة خطر جدا ويعتبر من المخلفات الخطرة".