جوائز عالمية في استغلال مخلفات التين الشوكي
أميرة محمد
كشف الدكتور محمود جلال العالم المصرى، عن اختراعه "منتجات مبتكرة من ألواح نبات التين الشوكي" والذي حصد من خلاله على الميدالية الفضية بمعرض جنيف الدولي للاختراعات، لأنه يقدم مشروعا جديدا يخص مصالح أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع، ويساعد فى حل العديد من المشكلات من بينها مشكلة المياه التى تتأثر بها مصر بعد ملىء سد النهضة ، مؤكدا أن أختراعه ياخذ طابع المشروعات القومية عندما تتشارك قطاعات متعددة من الدولة في إقامته، وعندما يرتبط نجاحه بصالح أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع، وتفاعلًا مع التحديات التي تواجها مصر من، "محدودية مصادر المياه - مشكلة ملىء سد النهضة وتأثر حصة مصر من مياة النيل - زيادة عدد السكان في ظل ثبات حصة مصر من مياه النيل - العجز في إنتاج الأعلاف واللحوم وإنفاق مليارات الدولارات سنويا على الإستيراد لسد هذا العجز - تأثيرات التغيرات المناخية (تطرف المناخ) على الزراعات في مصر".
وأضاف جلال أن نبات التين الشوكي هو السلاح الأفضل لتأمين مصدر دائم للغذاء للإنسان والحيوان والطاقة بدون الإعتماد على نهر النيل مما يجعله يمثل صمام آمان وبعدًا إستراتيجيا في التحديات التي تواجهها مصر خاصة في ملف مياه نهر النيل، لذلك تم تقديم سلسلة مقالات في سبيل مشروع قومي، لعرض مقترح لمشروع قومي لزراعة التين الشوكي في مصر وإنتاج الأعلاف ومنتجات أخرى منه، وذلك إستعانه بتجارب الدول الأخرى التي تعاني من مشاكل تقارب ما تواجه مصر ومع ذلك إستطاعت بالتوسع في زراعة التين الشوكي في تجاوز هذه المشكلات وتحقيق الإكتفاء الذاتي في إنتاج الغذاء للإنسان والحيوان وكذلك إنتاج الطاقة والعديد من المنتجات الطبية والتجميلية التي حققت لها أرباحًا وصلت إلي مئات الملايين من الدولارات، مثل المكسيك، تونس، المغرب، الجزائر، بيرو، شيلي، البرازيل، إيطاليا، ونؤكد أن من يعيش في محيط هذا النبات لا يهلكه جوع ولا عطش.
أستكمل: "كفى أن نعلم أن المساحة المزروعة بالتين الشوكي في دولة المكسيك تصل إلي ما يزيد عن إجمالي الرقعة الزراعية في مصر التي يتغذى عليها 100 مليون مصري، والتي بها تتربع دولة المكسيك على عرش الدول الأكثر تصديرا للثمار والألواح والمصنعات المتنوعة من نبات التين الشوكي" مشيرا إلى أنه يمكن توفير الآراضي المزروعة بالأعلاف في مصر مثل البرسيم لإنتاج المحاصيل الغذائية الهامة مثل القمح والأرز، و الإستعاضة عنها بالتوسع في زراعة التين الشوكي في صحاري مصر التي تمثل 96% من مساحتها، هذا النبات الذي أطلقت عليه منظمة الفاو ألقاب عديدة مثل نبات العجائب وغذاء المستقبل وأيضا الذهب الأخضر، نظرا لإنتاجه السريع والغزير من الألواح عاليه المحتوى من البروتين والكربوهيدرات ومختلف المعادن والأملاح والفيتامينات ومضادات الأكسدة، وطعمه مقبول للإنسان والحيوان، وعند إستخدامه كأعلاف يعطى معدلات إنتاج اللحوم والألبان تضاهي الأعلاف التقليدية، بالإضافة إلي أنه يعمل على تحسين مناعة الحيوان أو الطائر مما يعمل على تقليل أخطار الأوبئة التي قد تصيبها.
وأردف إلى ان زراعته إقتصاديه وصحيه نظرا لأنه لا يحتاج إلي التسميد والمبيدات في زراعته مما يجعله نبات منتجه عضوي وصحي وآمن على الإنسان والحيوان، وأيضا إحتياجاته من المياة تصل إلي 10% فقط من النباتات المثيلة له، بالإضافة لتحمله الري بمياة شديدة الملوحة التي لا تصلح لزراعة أي نبات آخر، وأيضا يصلح زراعته في الأراضي المفككة بل ويعمل على تثبت هذه التربة وتحسين خواصها حتى تصلح مستقبلا لزراعة محاصيل أخرى لم تكن مناسبة سابقا.
وأضاف أنه تم العرض في سلسلة المقالات المنافع من التوسع في زراعة التين الشوكي منها: "القضاء على البطالة من الأيدي العاملة الكثيفة التي ستشارك في المشروع - حل مشاكل تعثر بعض مشاريع تعمير الصحراء بزراعتها بالتين الشوكي المناسب لأي ظروف وتحديات - توفير مصدر دخل آمن ودائم لبدو الصحراء وبصفة خاصة التجمعات التي تعتمد على تربية الأبل والماعز من خلال زراعة وصناعة التين الشوكي - توفير مشروعات زراعية ورعوية وتصنيعية من التين الشوكي لتوطين أهل النوبة في تجمعات لتربية وإكثار الجمال بدلا من إستيرادها من السودان - الحد من إستخدام المبيدات والأسمدة الكيمياوئية بإنتاج منتجات متنوعة من التين الشوكي خاليه من المواد الكيميائية"، متابعا "من الصناعات التي تم إستعراض إمكانيه إقامتها على ألواح نبات التين الشوكي: (إنتاج الأعلاف للدواجن والحيوانات بكافة أنواعها - إنتاج منتجات غذائية متنوعة للإنسان - إقامة العديد من الصناعات منها (مستحضرات تجميل – مستحضرات دوائية) - إنتاج الوقود الحيوي و ما يتبقي منه يصلح اعلاف و اسمدة عالية الجودة )".
وأكد أن المناطق التي تصلح لزراعة التين الشوكي التي تم إقتراحها: " زراعة فراغات الشريط الساحلي الشمالي الممتد بعمق 20-30 كيلو متر - زراعة الاراضي المستصلحة و التي واجهتها مشاكل نتيجة ضعف التربة او نقص في المياة وزياده ملوحة المياه - زراعة مسار و درب الاربعين في منطقة جنوب اسوان بدءآ من منطقة ابو سمبل و حتي وادي العلاقي و دراو و هو مسار استيراد الجمال من السودان حتي لا تهلك الجمال الضعيفة في الطريق او تفقد جزء من وزنها فيه - زراعة فراغات الشريط الساحلي الشرقي بالعمق المناسب حسب طبيعة المناطق المختلفة زراعة الوديان الممتدة بين البحر الأحمر و وادي النيل - زراعة الظهير الصحراوي لمختلف محافظات الصعيد و الوجة البحري - زراعة أطراف الواحات والمدن حماية لها من زحف الرمال المتحركة".
وأكد أنه تم عرض مخطط لبدء تنفيذ المشروع في محافظة أسوان كأولوية لأولى نظرا لتميزها بمساحتها الشاسعة الغير مستغلة، وجوها الشديد الحرارة ووجود مخزون من المياة الجوفية وبحيرة السد، ومرور تجارة الجمال مع السودان بها، وضعف الأنشطة الإقتصادية بها، وتم عرض خطوات تنفيذ هذا المشروع.
وتابع: "تم أيضا عرض تفاصيل المشاريع الزراعية والصناعية المختلفة القائمة بالعديد من بلدن العالم على نبات التين الشوكي والعائدات منها وذلك حتى تكون نقطة البداية لأي مشروع سوف نقوم به في مصر. آملين أن يساهم ذلك بفضل الإرادة السياسية القوية القائمة حاليا في تحويل هذه الإمكانات إلى حقيقة واقعة، وتتمتع مصرنا الغالية بخيرات ذلك في القريب العاجل.
وكان قد حصل الدكتور محمود جلال على "الميدالية الفضية بمعرض جنيف الدولي للإختراعات عن اختراعه "منتجات مبتكرة من ألواح نبات التين الشوكي" والذي هو عبارة عن كيفية الاستفادة المثلى من الواح نبات التين الشوكي والتي تعتبر في مصر من المخلفات الزراعية نظرا لما تحتويه هذه الالواح من نسبة عاليه من البروتين و الكربوهيدرات و الاحماض الامينية و مضادات الأكسدة منها انتاج مجموعة كبيرة من المنتجات الطبيعية من هذه الألواح مثل الاعلاف الحيوانية و للدواجن و مستحضرات طبية و مستحضرات للعناية بالبشرة والشعر و منتجات غذائية و منزلية، وهذه المنتجات تتميز بأنها خالية من المواد الكيميائية الضارة و كذلك تحتوى على العديد من العناصر المفيدة ذات الفاعلية العالية و ارخص من بدائلها التقليدية.