الرئيس عبد الفتاح السيسى يفتتح قاعدة محمد نجيب العسكرية وسط حضور عدد من أمراء وسفراء الدول العربية والدولية
كتب - محمد صالح
أفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم، السبت، قاعدة محمد نجيب العسكرية، وسط حضور عدد من أمراء وسفراء عدد من الدول العربية والدولية.
وتمثل قاعدة «محمد نجيب» قاعدة للتدريب المشترك مع الدول المختلفة تتوافر بها جميع الإمكانيات الحديثة.
وقامت الهيئة الهندسية بإنشاء 1155 مبنى ومنشأة داخل القاعدة، و72 ميدانا تدريبيا، وقاعة مؤتمرات كبرى، وعدد كبير من ميادين الرماية، وسكن الضباط وضباط الصف، على مدار عامين.
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، أن وجود الأشقاء العرب خلال الاحتفال بافتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية وتخريج دفعات الكليات والمعاهد العسكرية، يعد تأكيدًا على وحدة الصف العربي.
ورحب الرئيس السيسي، في كلمة له خلال الاحتفال بافتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية وتخريج دفعات الكليات والمعاهد العسكرية، بضيوف مصر، لافتًا إلى أن تواجدهم اليوم بيننا له تأكيد على وحدة الصف العربي، وتأكيد جديد على ما يجمع بلدنا وشعوبنا من مصير مشترك وتعاون بنّاء لمواجهة التحديات التي تواجه أمتنا العربية.
وأضاف الرئيس عبدالفتاح السيسي: «كما أتوقف في هذه المناسبة لتوجيه تحية تقدير واعتزاز لأرواح الشهداء، شهداء مصر من أبطال القوات المسلحة والشرطة ممن ضحوا بأرواحهم الغالية ليحيا شعب مصر في أمان، أقول لأسرهم اليوم إن هذا الوطن أصيل وبار بأبنائه، وإن مصر وشعبها يعلمون حجم ما قدمتموه من تضحيات وما تكبدتموه من آلام وستكونون أنتم وأبناؤكم دومًا محل رعاية الوطن وعنايته، كما ستكون ذكرى أبطالنا عنوانًا للأمل ورمزًا للإلهام وقدوة للتضحية لنا جميعًا».
ووجه الرئيس السيسي كلمة لأسر الشهداء والمصابين قائلًا أنتم قدمتم أشياء عظيمة من أجل أن تبقى مصر وتظل دائمًا باقية، فقد قدمتم أبناءكم لمصر من أجل أن تبقى وتواجه الإرهاب والتطرف ومحاولات إسقاط الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن الحفاظ على شعب قوامه 100 مليون ليس بالأمر اليسير، حيث إن الإرهابيين يحاولون النيل من معنوياتكم.
كما وجه الرئيس السيسي رسالة للدول التي تتدخل في أمور مصر قائلًا: «لن تستطيعوا النيل من مصر ولا من أشقائنا في المنطقة، مشيرًا إلى أنه يجب ألا نتدخل في أمور بعضنا البعض، وحينما نذكر ذلك، فهذا أمر شرعي ومحمود لأن كل دولة لها خصوصيتها رغم أنه تجمعنا ديانة وثقافة ومنطقة واحدة».
وتابع الرئيس السيسى قائلًا: «إن مصر بها 100 مليون نسمة يتناولون وجباتهم الثلاث في اليوم الواحد بمقدار ما تستهلكه بعض الدول في عام، وعندما ننفذ مشروع إسكان، فإننا ننفذ مليون شقة في عامين أو ثلاثة، ولن نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا والشعب المصري هو سند لمصر ولأمته العربية في الحق والبناء والتعمير وليس في القتل والتخريب والدمار ويجب أن تتوقفوا أمام كل كلمة أقولها، حيث تُنفق المليارات من أجل تدمير الدول ومصر».
وتوجه الرئيس السيسي بالتهنئة للخريجين الجدد من الدول العربية الشقيقة الذين شاركوا أبناء مصر التعليم والتدريب والاستعداد القتالي، وقال: «نقف معا جميعا اليوم لنقول للعالم أجمع إننا نتشارك في البناء وليس التدمير، في التعاون وليس التآمر، في الحفاظ على السلام وليس في بث الفرقة والنزاع بين الدول والشعوب».
وأضاف الرئيس: «شعب مصر العظيم، نحتفل غدًا بالذكرى الـ 65 لثورة 23 يوليو المجيدة، هذا اليوم الخالد من أيام مصر، الذي استرد فيه المصريون حكم بلادهم، وبدأوا بعده مسيرة طويلة وشاقة من الكفاح، لتحقيق آمالهم في الاستقرار والحرية، تجاوز تأثير الثورة نطاق مصر وألهمت الشعوب عبر العالم ليصبح التحرر الوطني حقيقة واقعة ويصبح حق الشعوب في تقرير مصيرها أمرًا مسلمًا به».
وتابع: «نتذكر في هذا اليوم اسم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قائد ثورة يوليو الذي تجسدت فيه آمال المصريين نحو الحرية والكرامة وعبر عنها بإخلاص وكبرياء ووضع اسم مصر في مكانة عالية إقليميًا وعالميًا واجتهد لمواجهة تحديات عصره بكل طاقته وقدرته».
وأوضح الرئيس السيسي أن مصر واجهت تحديات فرضتها عصورًا وأزمنة متعاقبة، مضيفًا أن مصر كما خاضت من قبل معارك الاستقلال الوطني وتحرير الأرض فإنها تخوض اليوم معركتين فاصلتين وهما مواجهة الإرهاب وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأردف: «لا يخفى عليكم أن طبيعة الحروب قد تغيرت وأصبح العدو مستترًا متخفيًا لا يلجأ للمواجهة المباشرة وإنما يعتمد على ترويع الآمنيين وبث روح الإحباط وهو ما لن نسمح به أبدا بإذن الله» .
وقال الرئيس السيسي في كلمته: «إن الإرهاب ظاهرة معقدة لها جوانب متعددة لعل من أهمها وطال الصبر عليه هو دور الدول والجهات التي تقوم برعاية الإرهاب وتمويله، فلا يمكن تصور إمكانية القضاء على الإرهاب من خلال مواجهته ميدانيًا فقط والتغافل عن شبكة تمويله ماديًا ودعمه لوجيستيًا والترويج له فكريًا وإعلاميًا، ولا يمكن التسامح مع من يمول الإرهاب بمليارات الدولارات فتسبب في مقتل مواطنينا بينما يتشدق بحقوق الأخوة والجيرة».
ووجه حديثه لممولى وداعمي الإرهاب قائلًا: «لهؤلاء نقول إن دماء الأبرياء غالية، وما تفعله لن يمر دون حساب»، مؤكدًا أن مصر ستظل على عهدها دولة محبة للسلام وداعمة له بكل قوة جيشها وشرطتها ومفكريها وجميع أبنائها، وستظل عصيّة على الرضوخ لتهديدات الإرهاب ومن يقفون وراءه، وسيظل شعبها على عزيمته رافضًا للإحباط وستعلو إرادته دومًا فوق إرادة أعداء الإنسانية بمشيئة الله.
ووجه الرئيس حديثه إلى الشعب المصري قائلًا: «شعب مصر العظيم لم ولن نتخذ الإرهاب يومًا كذريعة لتعطيل الحياة الطبيعية للمجتمع، رغم ما تفرضه مواجهته من أعباء جسيمة ومتطلبات استثنائية، ولم نتخذ الإرهاب يومًا كمبرر لعدم الاستمرار في تحديث اقتصادنا وإصلاحه وتحقيق التنمية الشاملة، بينما نتخذ تحدي الإرهاب كحافز إضافي لبذل مزيد من الجهود على كل المسارات.
وفي ذات الوقت، دعوني أقُل لكم إن حجم الجهد والإنجاز الذي تحققونه كل يوم في جميع أرجاء مصر هو الرد الأمثل والأقوى على محاولات أعدائكم النيل منكم، كما أنه الطريق الوحيد لتحقيق آمالكم وتطلعاتكم نحو المستقبل».
وتساءل الرئيس السيسي «ما هو شكل المستوى الذي نرجوه لمصر؟».. وقال «إننا إذا كنا متفقين جميعًا على أننا نريد أن نرى بلادنا قوية حديثة متقدمة ينعم الجميع فيها بحياة كريمة ومستوى معيشة لائق وخدمات تعليمية وصحية متميزة، فإن هناك التزامًا أخلاقيًا ووطنيًا على كل منا بأن يدرك- ويمكن للناس إدراكه- أن سبيل تحقيق ذلك هو الإصلاح الاقتصادي الجذري والشامل والصبر على أعبائه حتى نحصد ثماره».
وأوضح أنه على مدار عقود طويلة ونتيجة لأسباب متعددة لم يكن هيكل الاقتصاد المصري يقوم بدوره الأساسي في تحقيق الاستفادة المثلى من مواردنا وتراكمت أزمات الاقتصاد حتى ارتفعت تكلفة إصلاحه وبات على جيلنا حتمًا لا اختيارًا أن يتصدى لهذه المهمة ويُرسي الأساس المتين لمصر جديدة متقدمة ينعم شعبها بالرخاء والازدهار.
وأكد أننا في هذا الطريق نسير بقوة وتصميم متسلحين بمنهج علمي منظم وإصلاح اقتصادي مدروس ومحسوب بدقة وليس عشوائيًا.. نفتح اقتصادنا للاستثمار الجاد سواء كان مصريا أو عربيا أو أجنبيا ونتيح فرص عمل جديدة للشباب تتناسب مع معدل النمو السكاني شديد الارتفاع ونعالج الاختلالات الهيكلية في الموازنة ونعمل على زيادة إيرادات الدولة لتحقيق نقلة نوعية يشعر بها كل المواطنين في مستوى الخدمات العامة وخاصة في الصحة والتعليم وبرامج الحماية الاجتماعية ومحاصرة الفقر.
وأضاف الرئيس عبدالفتاح السيسي: «نسير في هذا الطريق موقنين أن شعب مصر يميز بين الخبيث والطيب ويدرك مصالحه العليا بوعي وحكمة وأن هذا الشعب العريق عاقد العزم على إتمام مسار الإصلاح الاقتصادي حتى يجني ثمار التحمل والتعب من أجل مستقبل كريم ووطن مزدهر».
ووجه الرئيس التحية والتقدير لشعب مصر، قائلًا: «إنما هو تقدير حقيقي لأن وعيكم وإدراككم لمتطلبات الإصلاح وصبركم وتحملكم أمر يقدره ليس فقط الشعب المصري وإنما العالم أجمع».
وأوضح الرئيس السيسي أن المصريين أرادوا أن يغيروا واقعهم وأن يكونوا في دولة تعتمد على ذاتها، مدركين أن هذا الثمن صعب لأن الظروف تحتاج إلى هذا، وقال: «أنا مسنود بالشعب وكرامتي مرفوعة وكرامة مصر بكم، وإنه لابد من تغيير واقعنا ونبني بلدنا بأيدينا وصبرنا وتحملنا.. إن الله سيكافئ جزاء الصبر والتحمل».
وأشار إلى أنه على علم بالأسعار وتأثيرها على المواطنين، معربًا عن تقديره للشعب المصري قائلًا: «أنتم شعب عظيم جدًا، كل التحية والتقدير لكم.. شعب مصر هو سند مصر وهو الذي يحميها ويحافظ عليها ويرفع من شأنها وهو سند أشقائه، مثلما هم سند لنا».
وقال الرئيس السيسي، في ختام كلمته: «أتوجه بالتحية والتهنئة وكل عام وأنتم بخير ومصر العزيزة بأمان واستقرار وتقدم، والأمة العربية في رخاء وازدهار، ودائمًا نردد جميعًا، تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر، وتحيا الأمة العربية».