الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب إحذروا الغيبة والنميمة بضاعة الجبناء
دعونى للغنى أسعى فإنى ،رأيت الناس شرهم الفقير، قابلت الكثير من الأعداء ، أسوأهم الذين يدعون أنهم أصدقائي ويلقون عليك بالاتهامات محاولين تشوية صورتك للاخريين ،لـ أقرب الناس الى قلبك ووجدانك
لذلك أقول "اللهم إكفني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم" كلمات جميلة ومعبرة هذه الجملة التي أطلقها نابليون بونابرت : اللهم إكفني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم. إن هذه الجملة هي عصارة تجربة ثرية عاشها أحد رموز القادة الذي خاض وصارع وحارب وسجل أسمه في صفحات التاريخ بصرف النظر عن إتفاقنا أو إختلافنا مع مبادئه.إلا أن حكمته التي أطلقها باقية وراسخة إلى اليوم في مسارات الحياة وخبايا السياسة .
حقاً الادب لايباع ولا يشترى، بل هو طابع فى قلب من تربى، فليس الفقير من فقد الذهب ، وإنما الفقير من فقد الاخلاق والادب
هولاء مرضى نفسيين يحملون العديد من العقد لاسباب عديدة نراهم دائماً يرمون الأشجار المثمرة بالحجارة، حتى تسقط ثمرها، أما الشجرة التي لا ثمر لا يقتربون اليها، وهذه سنة الله تبارك وتعالى، كما قال سبحانه وتعالى عن الأنبياء والمرسلين: وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًّا شياطين الإنس والجن، وقال: وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًّا من المجرمين. لذلك نقول ربّي أحفظني من عيون تترقب حياتي وأكفني شرّها وأبعد عني من يودّ أن يضرني واعوذ نفسيّ أحبَبت بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق
إن الطامة الكبرى إن هولاء يعرفون أن النمام وصاحب الغيبة يعتبر فاسقاً مردود الشهادة، ،يعرفون إن النمام لا يدخل الجنة كما أكد رسولنا الكريم محمد صلى الله علية وسلم خاصة وإن النميمة من كبائر الذنوب ومن أسباب عذاب القبر وعذاب النار، لكنهم لايخشون الله
هولاء يعلمون إن النميمة والغيبة بضاعة الجبناء من الناس، فالمغتاب لا يتكلم إلا في حال الغيبة، ولو كان شجاعاً لتكلّم وأظهر ما في نفسه في حال وجود من اغتاب في الخفاء، ولكنه جبان وضعيف الشخصية؟!
هولاء يعلمون إن ديننا الحنيف حرم الغيبة لما فيهما من السعي بالإفساد بين الناس، وإيجاد الشقاق والفوضى وإيقاد نار العداوة والغل والحسد والنفاق، وإزالة كل مودّة، وإماتة كل محبة بالتفريق والخصام والتنافر بين الأخوة المتصافين، ولما فيهما أيضاً من الكذب والغدر والخيانة والخديعة وكيل التهم جزافاً للأبرياء، وإرخاء العنان للسبّ والشتائم وذكر القبائح، هولاء يحملون العديد من عناوين الجبن والدناءة والضعف، فهم أكثر الناس عيباً، وأسوأهم خُلُقاً، وأضعفهم أمانة وإيماناً ،هذا إضافة إلى أن أصحابهما يتحمّلون ذنوباً كثيرة تجرّ إلى غضب الله وسخطه وأليم عقابه.
علينا نعلم إن هناك أسباب ودوافع وراء الغيبة والنميمة، منها على سبيل
المثال لا الحصر،ضعف الإيمان وعدم الاكتراث بعقاب الله وعدم الاكتراث بمعصيته عز وجل،
كذلك التربية السيئة التي ينشأ عليها الطفل، ورفاق السوء ،والكِبرُ والتعالي، واغترار
الإنسان بنفسه، ورؤيته لها أنها أفضل من الآخرين،و الحقد والحسد اللذان يدفعان بالإنسان
أن يغتاب غيره،و التسلية وإضاعة وقت الفراغ،والجهل، وذلك إما جهلاً بحكم الغيبة والنميمة،
أو جهلاً بعاقبتهما السيئة وأليم عقاب الله سبحانه عليهما.
حقاً من الناس من يعيش صفيق الوجه شرس الطبع سليط اللسان لا يحجزه عن المباذل
يقين، ولا تلزمه المكارم مروءة عديم الحياء، فإذا وجد مجالًا للحديث أطلق لسانه بالفحش
والبذاءة لا يوقفه شيء ، لديهم شهوة فلو سلطوا ألسنتهم على أمر من أمور الناس أفسدوه،
وإذا سلطوه على حقائق الدين شوهوه، نقول لهولاء أحفظ لسانك أيّها الإنسان ، لا يلدغنّك
إنّه ثعبان، كم في المقابر من قتيل لسانه كانت
تهاب لقاءه الشّجعان
أقول لهولاء ولكل من دفعه حقده ودعته
كراهيته، أحذروا الغيبة ظاهرة كانت أو خفية ، فإنها آفة خطيرة من آفات اللسان ، ومرض
عضال من أمراض المجتمع ، ومعصية كبرى حرمها الإسلام ونهى عنها القرآن وحذر منها رسول
الله صلى الله عليه وسلم لما فيها من المضار الشخصية ولما يترتب عليها من المفاسد الاجتماعية
سواء في أمور الدين أو الدنيا .