فريق طبى مصرى يكتشف طريقة جديدة لعلاج وتجديد الغضاريف القطنية بدون جراحة
كتبت هند عادل
استطاع فريق طبى مصرى يضم كل من الأستاذ الدكتور محمد محيى الدين، أستاذ جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقرى بالقصر العينى، ورئيس جمعية الشرق الأوسط للعمود الفقرى، والأستاذ الدكتور أحمد صلاح الدين أستاذ جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقرى، والأستاذة الدكتورة مرفت خورشيد، أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية، والدكتور محمد بركة مدرس جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقرى، بالإضافة إلى مجموعة من المعيدين والمدرسين المساعدين اكتشاف وإثبات نجاح طريقة جديدة لعلاج ألم غضاريف العمود الفقرى، عن طريق حقن الغضاريف ما بين الفقرات القطنية بمادة مشتقات البلازما الغنية بعوامل النمو
استمرت تلك الدراسة لمدة سبع سنوات، حيث تمكن الفريق الطبى من استخدام مستخلص معين من مشتقات البلازما يكون فى صورة سائل يمكن حقنه، بحيث يتحول بعد حقنه مباشرة إلى جل بدرجة حرارة الجسم، وبالتالى يحتوى على كمية كبيرة مركزة من عوامل النمو التى تساعد على تجديد الانسجة، حيث يتميز هذا المشتق الجديد بأنه يؤدى إلى الحصول على نتائج أعلى بكثير من مشتقات البلازما العادية التى كانت تستخدم فى جميع التخصصات الأخري.
من جهته أوضح د محمد محيى الدين: " كان هذا الاكتشاف بالنسبة لى ولزملائى حلم كبير نحلم بتنفيذه، فمنذ سنوات طويلة ونحن نبحث عن كيفية تجهيز تلك المشتقات فى صورة سائلة، حيث أنها تحتاج إلى تكنيك معين حتى نتمكن من حقنها فى فقرات المريض، بالإضافة إلى ذلك قمنا باستخدام نوع جديد من مشتقات البلازما يمكن أن يتحول إلى جل بعد حقنه، فكان بمثابة طفرة فى العلاج الإكلينيكى لمثل هذه الحالات، وتمكنا عن طريق هذا الاكتشاف من تحقيق نتائج جيدة جدًا، حيث تعتبر طفرة فى علاج الفقرات ليس فى مصر فقط ولكن على مستوى العالم "
وأضاف د. محمد محيى الدين: "فى البداية قمنا بتطبيق الدراسة على المفصل الحوض عجزى ومفاصل الفقرات وبالفعل تمكنا من الحصول على نتائج مبهرة، وتم نشر البحث فى إحدى دور النشر الدولية وهى الجريدة الرسمية للجمعية البولندية لجراحة العظام والكسور، بعدها قمنا بحقن غضاريف الحالات التى كان يحدث لها عجز مبكر غير مرتبط بالسن ويسبب الآلام للمرضى فى أسفل الظهر، حيث تابعنا هؤلاء المرضى بعد حقنهم، ووجدنا تحسن كبير فى الألم، وتحسن ملحوظ فى شكل الغضروف نفسه عن طريق الأشعة، فكان هذا سبق علمى وعالمى، حيث نعتبر انا وزملائى من الفريق الطبى فى مستشفى القصر العينى من أوائل الفرق الطبية فى العالم التى استحدثت هذه الطريقة العلاجية الجديدة".
تحمل هذه الطريقة العلاجية الجديدة فى طياتها أمل كبير لجميع المرضى الذين يعانون من آلام أسفل الظهر نتيجة خشونة الغضاريف بدون أى تدخلات جراحية وبدون استخدام أى أدوية غير مشتقات البلازما، والتى يمكن أن تكون مشتقات بلازما المريض نفسه. تعد البلازما الغنية بعوامل النمو طريقة جديدة معتمدة لعلاج أمراض ومفاصل العمود الفقرى، حيث تعمل على تجديد الأنسجة والخلايا والغضاريف وتزيد من فاعليتها.
يذكر أن الدكتور محمد محى الدين تخرج من كلية الطب جامعة القاهرة، وهو أستاذ جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقرى بالقصر العينى حاليًا، ورئيس قسم جراحة الأعصاب بمعهد ناصر سابقًا، اُختير مؤخرًا لرئاسة جمعية الشرق الأوسط للعمود الفقرى، وشغل سابقًا منصب سكرتير عام الجمعية لمدة 4 سنوات، كما أنه من الأعضاء المؤسسين بها، ومنصبه الحالى كرئيس للجمعية سيكون لمدة سنتين.
كما أنه عضو لجنة من الجامعات المصرية التابعة (EUPC) للمجلس الأعلى لترقية ولاعتماد تعيين أعضاء هيئة تدريس الجامعات المصرية فى جراحة الأعصاب، عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للجراحة العصبية (ESNS)، مؤسس وعضو مجلس إدارة مجموعة العمود الفقرى المصرى من ESNS، ومؤسس وعضو مجلس إدارة الجمعية العربية للتدخل المحدود للعمود الفقرى (PAMISS)، عضو فى جمعية ال (أ-و) للعمود الفقرى ( الشرق الأوسط)، وعضو فى الكونغرس الأمريكى لجراحة الأعصاب (CNS)، وعضو الجمعية الأميركية لجراحى الأعصاب (AANS)، عضو جمعية جراحة الأعصاب من أستراليا (NSSA)، وعضوا فى جمعية الأطباء الأخلاقية للعمود الفقرى (AESS )، الولايات المتحدة الأمريكية..
اتجه د محيى فى السنوات الأخيرة إلى الاهتمام بجراحات العمود الفقرى بصفة خاصة ونشر ثقافة التدخل المحدود الحديثة للعمود الفقرى وذلك للأطباء وللعامة وللمرضى بالبلاد العربية، إيمانًا منه بأهمية نشر هذا الفكر العلمى والعلاجى الجديد.