المستشار جمال التهامى : رئيس حزب حقوق الانسان والمواطنة ينعى الفريق محمد العصار
كتب محمد عدس- وعوض العدوى
نعى المستشار جمال التهامى رئيس حزب حقوق الانسان والمواطنة وعضو المكتب الرئاسي لتحالف الأحزاب المصرية ، الفريق محمد العصار الذى لقي ربه اليوم، الإثنين، بعد رحلة حافلة من الكفاح والنضال الوطني طوال مسيرته العسكرية والمدنية منذ أن شارك في حرب الاستنزاف وانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، وظل حتى آخر أيام عمره يعمل بجد وإخلاص فى خدمة بلاده.
وأعرب الحزب رئيسًا وقيادات وأعضاء ،عن بالغ التعازى القلبية إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقيادة العامة للقوات المسلحة وأسرة الفريق الراحل.
وأكد " التهامى " ، أن العصار كان له دور وطني بارز في كشف المخططات الإرهابية، وهو أحد أفراد القوات المسلحة الأبطال الذين دافعوا عن الوطن وانتصروا لإرادة الشعب على الجماعات الإرهابية حتى جاءت ثورة 30 يونيو 2013، ليقف الشعب خلف القوات المسلحة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حتى أصبحت مصر تتمتع بمكانة متميزة بين دول العالم.
وقال " التهامى " ، فى نعية إن شعب مصر العظيم وقائدة ،لن ينسوا مواقفه الوطنية الداعمة لمشروعات التنمية، فكان صاحب بصمات واضحة في إقامة المشروعات التنموية العملاقة، مشيرا إلى أنه المثل والقدوة لشعب مصر وشبابها، خاصة العاملين بالمصانع الحربية، حيث ستظل توجيهاته خارطة طريق من أجل مزيد من النماء والاستقرار لمصرنا الحبيبة.
وقال " التهامى " ، في نعية ، أن مصر فقدت اليوم، أحد رجالها المخلصين، والذي خدم وطنه بإخلاص وفي أي موقع تم تكليفه به، فلم يدخر جهدا من أجل رفعة وطننا الغالي،فقد كان وطنيا شريفا واستطاع أن يعبر مع زملائه الظروف الصعبة التى مرت بها البلاد فى الأحداث الأخيرة".
وأشار " التهامى " ، ، أن فقيد مصر الكبير قد قاتل وناضل بشرف فى ساحات القتال ومراكز صنع القرار ومواقع الإنتاج من أجل تحرير الأرض ، ومن أجل حماية استقرار البلاد وتقدمها ورفعتها ، وكان مشاركا بكل تفان وروح وطنية فى كل المنعطفات الكبرى التى مرت بها مصر منذ معركة تحرير التراب الوطنى فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة ، وحتى آخر لحظة من حياته ، وحظى بتقدير الشعب المصرى فى كل المراحل .
وقال " التهامى " في نعية لقد كان المغفور له مصدرا للفخر والصمود ، وسيظل شاهدا أمينا لملحمة الشرف والعزة التي خاضتها مصر خلال حقبة من الزمن ، بما حوته من أحداث فارقة ، هي الأخطر أثرا والقاسية بمسئولياتها الجسام ، حفلت بالأنواء والأهوال، لذلك استحق تقدير بلاده ، قبل انتقاله إلى جوار ربه ، بمنحه وشاح النيل لقاء ما قدمه من عطاء لوطنه ، وكان المغفور له مثالا يحتذى في الإيمان بالله ، والثقة بالنفس ، والأمل في المستقبل والمهنية والأمانة والكتمان .
وتابع " التهامى " ، إننا نفتقد هذا الرجل العظيم، ولا نملك إلا أن ندعو الله عز وجل أن يشمله بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا وشعب مصر وأسرتة صبر المؤمنين " .
وتوفي مساء الفريق محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربي، بعد صراع مع المرض، بعد أيام من منحه رتبة فريق.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر فى 26 يونيو من الشهر الماضى قراراً بترقية اللواء محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربي، إلى رتبة فريق فخري، مع منحه وشاح النيل.
الفريق العصار عُرف في الأوساط العلمية والسياسية والدبلوماسية بأنه شخص غزير المعرفة والثقافة ومفاوض متمكن فيما يخص الأمور العسكرية وصفقات السلاح، خاصة أنه حاصل على بكالوريوس الهندسة من الكلية الفنية العسكرية وماجستير الهندسة الكهربائية ودكتوراه في الهندسة الكهربائية ونال عدة أوسمة منها «الجمهورية» من الطبقة الثانية، ونوط الواجب من الطبقة الأولى، ونوط الخدمة الممتازة، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، وميدالية مقاتلى أكتوبر، ووسام جوقة الشرف مرتبة قائد من فرنسا.
وكان العصار مقاتلًا قويًا شارك في حربي الاستنزاف وأكتوبر كأحد عناصر أطقم إصلاح كتائب صواريخ الدفاع الجوي، وتقلد مناصب قيادية في منظومة التأمين الفني للدفاع الجوي وكان مساعدًا لرئيس هيئة التسليح للبحوث ثم رئيسا للهيئة ثم مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح.
عرفه كثير من المصريين خلال لقاءاته التلفزيونية بعد ثورة يناير، وعرفوه أكثر عندما كان مسئولًا عن ملف العلاقات الخارجية والاتصال بالإعلام والقوى السياسية بعد ذلك، لأنه شخص رزقه الله قبولا لا تخطئه العين وسلاسة في الكلام وحضورا طاغيا وثقافة بالغة وتواضعا كبيرا، وكان يدرك جيدا التحديات والمخاطر التي واجهتها مصر مع جماعة الإخوان الإرهابية، وحذر من سياسة قصر الاتحادية في عصرهم لأنها كانت ستؤدي إلى حرب أهلية حسبما أبلغ المقربين منه خلال تلك الآونة.
قبل 30 يونيو، تولى العصار التواصل مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وطلبت منه السفيرة الأمريكية «أن باترسون» تأجيل أي قرارات بعد انتهاء مهلة القوات المسلحة في 3 يوليو، وأكد لها أنه سينقل ذلك للقيادة العامة وسط رفض للطلب خاصة أن الهدف كان واضح لمنح الإخوان فرصة.
حاز على ثقة المشير طنطاوي خلال الأحداث الجسام التي مرت بها مصر، وأيضًا على ثقة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لاسيما أنه صاحب إنتاج وإنجاز ومشهود له بالكفاءة، حيث أسس 8 شركات صناعية جديدة بالتعاون مع عدد من الجهات المختلفة بالدولة، منها «مصر الخليج للمصاعد والسلالم الكهربائية، وأبو زعبل لخدمات التخريم، وهليوبوليس شرف كيميكلز لإنتاج الفتيل الانفجاري، والمصرية لتكنولوجيا الصناعات لإنتاج الأسوار السلكية الأمنية، والنجيل الصناعي والمصرية للمستلزمات الرياضية والوطنية للمستحضرات الدوائية وهليوبيسات لإنتاج موانع التسريب».
لم يكن دوره الكبير في الحروب فقط، لكنه كان أيضًا ذراع الدولة لصد ومكافحة جائحة كورونا، فقد تعاونت وزارة الإنتاج الحربي مع مختلف الجهات بالدولة لمكافحة الوباء بتوفير مستلزمات طبية بقيمة 243.505 مليون جنيه، منها تصنيع 6353 مليون كمامة طبية بأنواعها و959.21 ألف لتر من المطهرات والمحاليل، وتصنيع 2446 بوابة تعقيم منها 1298 بوابة لصالح وزارة التربية والتعليم فقط.
ومن أشهر المقولات المعروفة عن الفريق العصار أن المجلس العسكري لا يتدخل إطلاقًا في عمل السلطة القضائية والخطوات القانونية المتصلة بمحاكمة رموز النظام السابق وأن هناك خلافًا مع الولايات المتحدة حول عمليات تمويل منظمات المجتمع المدني غير المرخص لها رسميًا، ومن غير المقبول السماح بتقديم أموال تمس السيادة.
وولد العصار فى 3 يونيو 1946، وشارك في حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر كأحد عناصر أطقم إصلاح كتائب صواريخ الدفاع الجوى، وتقلد كافة الوظائف الرئيسية لمنظومة التأمين الفنى للدفاع الجوى ، ومساعد رئيس هيئة التسليح للبحوث، ورئيس هيئة تسليح القوات المسلحة، ثم مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح، ثم مستشار وزير الدفاع للبحوث الفنية والعلاقات الخارجية.
ولمع اسم الفريق العصار، خلال فترة 2011، حيث شغل منصب عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال الفترة بعد ثورة 25 يناير 2011 وكان مسئولاً عن ملف العلاقات الخارجية بالإضافة إلى الإتصال بالإعلام والقوى السياسية، كما كان له دور بارز خلال ثورة 30 يونيو، وكان أحد الحضور بمؤتمر 3 يوليو، والذى انتهى بالاعلان عن الانحياز لإرادة الشعب المصرى، ونهاية حكم الإخوان.