السر وراء دفن محمد على باشا فى مسجده بالقلعة
أحمد محسن
أنشأ محمد على باشا الكبير، والى مصر العثمانى الذى استطاع أن ينفرد بحكمها فى أسرته بعيدا عن الدولة العثمانية - مقابر "حوش الباشا"، فى عام 1816، ورغم ذلك لم يدفن بها، حيث دفن بجامعه الشهير فى قلعة صلاح الدين.
وتمر اليوم الذكرى الـ141، على رحيل محمد على باشا، الوالى العثمانى الذى حكم مصر بعد جلاء الحملة الفرنسية، إذ توفى فى 2 أغسطس سنة 1849، عن عمر يناهز 80 عاما، الذى يوصف تاريخيا بأنه "مؤسس مصر الحديثة".
وكان محمد على باشا يعانى من المرض فى أيامه الأخيرة، وكان قد بلغ من الخرف حدًا لا يمكنه أن يستوعب خبر وفاة ابنه إبراهيم، فلم يُبلّغ بذلك، عاش محمد على بضعة شهور بعد وفاة ولده، وتوفى فى قصر رأس التين بالإسكندرية بتاريخ 2 أغسطس سنة 1849م، الموافق فيه 13 رمضان سنة 1265هـ، فنُقل جثمانه إلى القاهرة حيث دُفن فى الجامع الذى كان قد بناه قبل زمن فى قلعة المدينة.
ويرجع الباحث وسيم عفيفى، سبب دفن محمد على باشا فى قلعة الجبل، بدلا من مقابر "حوش الباشا" الذى أسسها بنفسه، هو رغبته فى الدفن بالقرب من مقام السيدة عائشة، وهو المقام الشهير فى الحى الذى يسمى باسمها وهى السيدة عائشة بنت سيدى الإمام جعفر الصادق بن سيدى الإمام محمد الباقر بن سيدى على زين العابدين بن سيدى الإمام الحسين.
وكان محمد على باشا قد أوصى قبيل تعبه ومرضه كل أسرته بالاهتمام بمشاهد آل البيت خاصة مسجد الحسين، ومقامى السيدتين نفيسة وعائشة، وطلب أن يدفن فى مسجده الذى بناه فى قلعة صلاح الدين، حتى يكون بالقرب منها.