لأديبة والكاتبة الصحفية : هيلانة الشيخ - تكتب إرتداء القميص الأصفر المتفجر أنوثة
عندما رأيتها ترتدي قميصًا أصفر اللون، اشتعلت عيناي غيرةً.
بدأت أفتش في خزانتي عن قميصي الأصفر كالحرباء أتلون وأتلوّى بين الرفوف.. حتى وقع في قبضتي قميصًا قديمًا اختلطت صفرته بالسواد، ارتديته على عجل، ضيقًا يكاد ينفجر تحته صدري، فتحت الأزرار الأول ثم الثاني فالثالث حتى تنفست بعض نيراني... وعلى عجل دون خجل ألتقط صورة تلو صورة، من الأعلى، من الأسفل ومن الزاوية للزاوية، من الشمال لليمين حتى انفجر القميص صارخًا : كفي .. فنزعته وأكملت من دونه.
ولكن !! عندما حان الجد تراجعت عن وضع صورتي للعامة، ليس خجلًا وليس استشرافًا ولا ترفعًا ولكن تملكني الخوف من خوض منافسةٍ قد تنتهي لصالحها هي .. فعزفت وعزمت على إبداء شيءٍ أكثر فتنة وإغواء من عُشر الصدر !
فغرست رأسي في الخزانة من جديد وأخرجت بنطالًا رقيقًا ورديًا يشبه لون بشرتي الساخنة، ارتديته بمعجزةٍ عجزت عن خلعه كما لو كان جلدًا نما فوق جسدي ولم يكتمل.. وبدأت ألتقط صورًا من الخلف ومن الجبهة اليمنى ثم اليسرى حتى انفرط وتمزقت خيوطه فصاح متألمًا : اللعنة قُضي عليّ الليلة بعد عشرين عامًا من الصبر ..
وعندما تأملت الصور أزعجني حجم مؤخرتي فحاولت وفشلت في إخفاء هذه الدهون المترهلة المتكدسة تحت هذا البنطال اللعين. فعدت لصورتها ووضعت لها شارة الوجه الباكي ربما يُهوَّن عليّ العذاب وتتراجع عن إشهار مالا أحتمل رؤيته غدًا إن تبقّى من حطبي حطب أو انطفأت بعض هواجسي القاتلة ..