رباب عبده : أطفال التوحد كنز بشرط حسن التعامل معهم ودمجهم بالمجتمع
صرحت المحامية، رباب عبده , نائب رئيس الجمعية المصرية لمساعـدة الاحداث وحقوق الانسانEAAJHR ، ومسئول ملف المرأة , بأن المجتمع المصري سقط منه عمداً أو سهواً فئة خاصة ضمن أطفال مصر وهو يحتفل باليوم العالمي للطفل , وهي فئة الأطفال مرضي التوحد واللذين مازالوا خارج إطار الإهتمام المجتمعي والرسمي بهم وبإحتياجاتهم علي المستوي الصحي والتعليمي وتوفير فرص تأهيل مناسب لهم لدمجهم بالمجتمع بشكل علمي سليم ، وعلي الرغم من انحياز الدستور المصرى للاطفال بشكل عام وبخاصة بالمادة ٨٠ منه ، وإنحياذ ذات الدستور للأطفال ذوي الإعاقة بشكل خاص وذلك من خلال التأكيد على حقوق هذه الفئة فى ١١مادة من الدستور وهي المواد 8 و 37 و 39 و 53 و 55 و 60 من الدستور المعدل في يناير 2014 , وايضا المادة ٨١ والتى تنص صراحة على ان ( تلتزم الدولة بضمان حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والأقزام ، صحيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وترفيهيا ورياضيا وتعليميا، وتوفير فرص العمل لهم ، مع تخصيص نسبة منها لهم ، وتهيئة المرافق العامة والبيئة المحيطة بهم ، وممارستهم لجميع الحقوق السياسية ، ودمجهم مع غيرهم من المواطنين )
الا ان كل هذه النصوص مازلت معطلة وغير فاعلة بالشكل الذي نطمح اليه ، فهى تفتقر إلي آليات التفعيل على ارض الواقع حتي الأن ، وتحقيقاً لمبدأ المساواة والمواطنة فلازالت هذه الفئة تعانى من التهميش المتعمد لها فى التعليم والصحة والعمل وجميع مناحى الحياة ، وبما يضمن لهم التعاطي الإيجابي مع ظروفهم الخاصة ويحفظ عليهم كرامتهم الإنسانية .
وأضافت رباب عبده أنه , علي الرغم من ان هذه الفئة تشكل قطاع كبيرا داخل المجتمع المصرى يقدر بحوالى من ٨ الي ١١ مليون تقريباً ، الا ان احلامهم لم تجد من يتبناها ويحولها الي حقيقة ملموسة وواقع إيجابي حتى الان ، ومن ضمن هذه الفئة المهمشة الطفل المعاق التوحدى الذى يعانى من التهميش إبتداء من الاسرة التى يعيش في كنفها والتي ربما تجهل كيفية التعامل بشكل سليم مع حالتة ، وبما لها من دور هام في تحقيق التكيف النفسى والاجتماعى للطفل المعاق التوحدى الآمر الذي من شأنه تحقيق ذات التكييف مع باقي دوائر المحيطين به في المجتمع ، وهو الآمر الذي في حالة عدم تحققه يؤدى الي اعاقة النمو الطبيعى له ويعمل بشكل مباشر علي عدم تنمية الجانب الايجابى فى شخصية هذا الطفل .
مع الوضع في الإعتبار ضرورة تلافي النظرة السلبية للمجتمع لهذا الطفل , وضرورة إدراك طبيعة حالتة الصحية وفهم طبيعة الحالة النفسية الخاصة جداً له وكيفية التعاطي معه بشكل إيجابي وعلمي سليم ، فالمجتمع يتعامل معهم بشكل سلبي وغير منصف نتيجة عدم فهم طبيعة حالتة وظروفة الخاصة مما يجعله عرضة للسخرية او التجاهل في افضل الظروف ، وهي أمور تسهم سلباً فى تأخر حالتة مع الوضع في الإعتبار ان الطفل المصاب بالتوحد طفل ذكي وقابل للتعلم والتفوقبشرط حسن التعامل معه ىفهم حقيقة ظروفة والعمل بشكل إيجابي على إستثمار النقاط الإيجابية بشخصيته ، وهي من أهم التحديات التي نواجهها , ولنتغلب على هذه الاشكالية يجب ان نتخذ عدة خطوات من اهمها اللجوء الى مكاتب الارشاد الاسرى والنفسي وذلك لتخفيف الضغط النفسى الواقع على الاسرة لوجود طفل توحدى بها ولما تقدمه ايضا هذه المكاتب من برامج ارشادية وصحية كما تعمل على تنمية المواهب والمهارات وتجديد الثقة لهذا الطفل , ثم يأتى دور الاعلام فى التوعية وتعزيز الايجابيات داخل هذا الطفل من خلال برامج اذاعية وتلفزيونية تعمل علي إزالة النظرة المجتمعية السلبية له ، و شرح طبيعة حالتة وطرق التعامل السليم معه بما يضمن إندماجة بشكل سليم بالمجتمع وإستثمار قدراته وطاقاته الإيجابية ، مع الوضع في الإعتبار أن هذه الخطوات لن تنجح الا بزيادة الوعى المجتمعى بحقوق هذه الفئة وطرق التعامل معها من منطلق مبادي المواطنة والمساواة التى كفلها وأكد عليها دستور الدولة المصرية .