الدكتورة عصمت الميرغنى : تكتب مبادرات الرئيس ” السيسى ” وبناء الانسان المصرى
مصر اليوم على موعد مع المستقبل.. حوارات مفتوحة بين قيادة الدولة الرئيس عبد الفتاح السيسي ،والأجيال الجديدة من المصريين لبناء الشخصية المصرية والحفاظ على منظومة القيم والأخلاق المصرية .
إن اهتمام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى ببناء العقل المصرى سيحمي شبابنا من الافكار الإرهابية ومن محاولة النيل من الهوية المصرية، ومن الحروب النفسية ،وحروب الجيل الرابع التي تقوم بها الجماعات الأرهابية للتأثير في عزيمة المصريين.
لقد أكد فخامة الرئيس " السيسى " ، على محورية دور العلم في الحياة المعاصرة وضرورة الاهتمام بشقه التطبيقي ليساهم في تحسين مستوى المعيشة وتوفير احتياجات المواطنين ، وذلك من خلال مبادرتة التي لاقت ترحيباً منقطع النظير ،وهى المبادرة القومية نحو بناء «مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر»، وهي المبادرة التي كان الرئيس قد كلف المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي بإعدادها ، والتي تستهدف توجيه أولويات الدولة نحو بناء الإنسان المصري، والتي سيتم تنفيذها على 3 مراحل، قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، والتي يتم في إطارها تنفيذ العديد من المشروعات وأعمال التطوير والتحديث لمنظومة البحث العلمي، ومضاعفة المنح للمتفوقين من أبناء الوطن للدراسة في الجامعات العالمية، وإصدار قانون لتنظيم البحث العلمي، ووضع استراتيجية مصرية للبحث العلمي تتواكب مع استراتيجية تطوير التعليم.
إن مبادرات الرئيس " السيسى " ، تحتاج الى تضافر الجهود لترسخيها بين الوزارات والجهات المختلفة لتحقيق هذا الهدف النبيل من تلك المبادرات ، خاصة وإننا نرى ونشاهد تعامل الدولة المصرية منذ أن تقلد الرئيس "السيسى " مع المرأة المصرية والشباب باعتبارهم شركاء في المسئولية الوطنية من خلال مشاركتهم الفعالة في كافة المؤتمرات التي يحضرها الرئيس كونهم حاضر ومستقبل الامة ، بعد إن تعرض الإنسان المصري لحالة من عدم الاستقرار، وتعرض الاسرة المصرية لحالة من التفكك مما نتج عنة 9 ملايين طفل من حالات الانفصال قبل عام 2014 ،الا أن الدولة قامت بدعم الانسان المصرى من خلال العديد من المبادرات النى أطلقها الرئيس "السيسى " منذ قدومة للحكم وحتى الآن في كافة المجالات، على الرغم من التحديات التي تواجهها مصر، إلا أننا نسير على الطريق الصحيح ، وعلينا التحلي بالثقة والأمل في غد أفضل ومستقبل مشرق، خاصة وإن الجهود الإيجابية المبذولة في العديد من الاتجاهات التي يقوم بها فخامة الرئيس سوف تؤتي ثمارها المرجوة لتحقيق آمال وطموحات المصريين.
إننا أمام رئيس دولة يعشق وطنة وشعبة ، ويبحث عن كل ما يحلم بة شعبة من خلال مبادراتة الإنسانية والوطنية لاعادة بناء الانسان المصرى والنهوض بالخدمات المقدمة له وتفعيل المشاركة المجتمعية من كافة المؤسسات بالتعاون مع الاجهزة التنفيذية بالدولة وتوحيد الجهود لاعلاء مصلحة المواطن المصرى بالاحياء والمراكز والمدن ،والقرى والنجوع الاكثر احتياجاً
فخامة الرئيس يعلم جيداً من هو الانسان المصرى الذى تجاهلتة ، أنظمة سابقة تعرض فيها للتجرّيف والإهمال ، فهو يعلم إن الانسان المصرى يجب أن يقدر ويحترم، ويحيا حياة كريمة فهو الذى بنى السد العالى فى العصر الحديث، وهو من عبر قناة السويس فى حرب أكتوبر المجيدة ،وهو من قام بثورته ضد جماعة الإخوان الإرهابية ليزيل من على صدر الأمة المصرية حجرًا ثقيلًا. سنوات عديدة، تجعلنا نهتم بإعادة بنائه، خاصة وإن بناء حضارات الأمم لن يأتي الامن خلال القوة الحقيقية لبناء الانسان الذى يعد الذخيرة الحية للتقدم.
إن التحدى الاكبر الى نواجهة اليوم، هو تحويل العنصر البشرى والسكانى فى مصر من عنصر يشكل عبئًا على التنمية وعلى الاقتصاد القومى. إلى عنصر يكون الدافع لعجلة التنمية،والوسيلة الرئيسية لعبورها نحو أهدافها القومية العاجلة والبعيدة المدى ، فى توفير الأمن والرخاء ودعم مركز مصر الحضارى فى عالم سريع الخطى نحو التقدم . لذلك جاءت مبادرات الرئيس السيسى .
لذلك فإننا إذا كنا نبحث عن الطريق الأمثل للاستفادة بمواردنا البشرية لصالح الأهداف القومية فإن ذلك الطريق يتلخص فى عبارة واحدة ، وهى طريق بناء الإنسان المصرى وتهيئة المناخ المناسب لانطلاقه ذلك وحده هو الطريق للوصول بمصر إلى أهدافها القومية، وهذا أيضاً ما يعنية فخامة الرئيس " السيسى "
إن طريق إعادة البناء يحتاج منظومة تتضافر فيها جهود مجموعة من المؤسسات الرسمية والمجتمعية، والبداية من خلال المؤسسات التى يقع على عاتقها تشكيل وجدان وعقلية ومعرفة الشخصية المصرية، وهى مؤسسات الإعلام والثقافة بكل وسائلها المقروءة والمسموعة والمرئية، والمؤسسات التربويــة التعليمية والأكاديمية، والمؤسسات الدينية،
ولابد من وجود آلية للتنسيق والتعاون بين الجهات المختلفة للعمل على منظومة موحدة ومتكاملة، واضحة المعالم والأهداف من أجل الإصلاح وإعادة البناء، كما يجب أن نحدد المستهدفين من إعادة البناء وهل هم الأطفال أم الشباب أم فئات عمرية أكبر؟..
وهناك ضرورة ملحة لإصلاح المؤسسات الثقافية المعنية بالنشر والإبداع، فيجب إحياء دور الثقافة الجماهيرية، و توجيه الشباب نحو الإبداع لتشكيل ذوق راق وبناء منظومة قيم ترتقى بالمجتمع، كما يجب الاهتمام بأدب الأطفال لأنهم مستقبل الوطن،مع إعادة إحياء دور المسرح ليكون مدرسة للشعب، وتقديم مسرحيات هادفة، وتخفيض أسعار التذاكر، وتصوير المسرحيات وعرضها تليفزنيًا.
ولا شك أن محور بناء الإنسان يبدأ من التعليم، وإصلاح التعليم يعنى بناء نظام تعليمى قادر على تشكيل وإنتاج إنسان ينفع نفسه وينفع مجتمعه فى كل التخصصات، ويكون قادرًا على اكتساب العِلم والقدرة على المنافسة، وعلينا أن نبدأ فى مرحلة رياض الأطفال وكذلك مرحلة ما قبل التعليم الجامعى، وهذا يتطلب معلمين على المستوى اللائق لتشكيل عقلية ووجدان الطالب المصرى.
إن تحقيق أى تنمية لن يتم بعيدًا عن العنصر البشرى، لأن الاستثمار فى البشر هو ما يصنع الحضارة، فالإنسان هو الذى يشكل أساس التطور والتقدم لأى مجتمع، فكم من دول ليس لديها ثروات طبيعية ولكنها فى مقدمة الدول لأنها اهتمت ببناء الإنسان على أساس علمى وأخلاقى.
وأستعير مقولة رئيس وزراء سنغافورة الراحل، لى كوان يو: «لم يكن دورى أن أغير سنغافورة، كان دورى أن أغير الإنسان السنغافورى، وهو يغير سنغافورة».
واذكركم عندما أراد الصينيون القدامي أن يعيشوا في أمان بنوا سور الصين العظيم واعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن، خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات، وفي كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه، بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب ، لقد إنشغل الصينيون ببناء السور ونسو بناء الانسان ، فبناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه شبابنا اليوم..
إن مصر فى أمس الحاجة إلى بناء الإنسان اجتماعيًا وأخلاقيًا، فالبناء الاجتماعى والأخلاقى هو الأساس للتقدم والحفاظ على مكتسبات التنمية، فالإنسان بانى الحضارة يمكن أن يتحول إلى معول هدم وتخريب إذا ما دمرت أخلاقه وقيمه وانحدر تعليمه وأصبح عبئًا على الدولة.
وعلى الدولة أن تجدد خطابها السياسى، الدينى، الإعلامى، الثقافى والفنى، والتعليمى.. وهى مهمة ليست سهلة لكنها ليست مستحيلة.
فالنهضة الحقيقية لن تكتمل دون إعادة بناء الإنسان المصرى وإعادة تشكيل فكره ووجدانه وطريقته فى التفكير والسلوك، فالنهضة تقوم على البشر فى المقام الأول.
لذلك فنحن فى أمس الحاجة لتحرك قوى وفاعل لبناء الشخصية المصرية وإعادة بناء الإنسان المصرى بما يليق بمصر وحضارتها وبما يليق بمبادرات الرئيس عبد الفتاح السيسى الانسانية ومتطلبات العصر الحديث.
كاتبة المقال الدكتورة "عصمت الميرغنى " رئيس حزب الاجتماعى الحر، والمحاميه بالنقض و الدستورية العليا، ومؤسسه و رئيسة مجلس إدارة جمعية بنت مصر الخيرية للتنمية والخدمات، ورئيسة الاتحاد الافرواسيوى لحقوق الانسان
.