النتائج الأولية لانتخابات ”الأمة الكويتي”.. الإخوان و السلفيين يحققون مكاسب و نذر مواجهة بين البرلمان الجديد و العائلة الحاكمة
كتب - جمال عصام الدين
كشفت النتائج الأولية لانتخابات مجلس الأمة الكويتي (الانتخابات البرلمانية) عن أن المعارضة وحلفائها قد تمكنت من الفوز بحوالي نصف مقاعد البرلمان ، وهو الأمر الذى يثير مخاوف من عودة اندلاع الصراع السياسي بين الأسرة الحاكمة والبرلمان من جديد.
وتشير النتائج الأولية إلي أن المعارضة وحلفائها قد تمكنوا من الفوز بحوالي 24 مقعدا وذلك طبقا للنتائج الرسمية التى اعلنتها هيئة الانتخابات.
وتشمل المعارضة تيارات من المعارضة الاسلامية و القومية و الليبرالية التى قررت خوض الانتخابات بعد أربعة أعوام من المقاطعة اعتراضا علي تعديل الحكومة للنظام الانتخابي.
وتشير النتائج الأولية الرسمية إلي أن نصف المعارضة الفائزة تنتمي للتيار الإسلامي الذى يدين بالولاء لجماعة الإخوان المسلمين والسلفيين.
وهناك أمراة واحدة نجحت في الفوز بمقعد بينما قل عدد المقاعد التى حصل عليها نواب الأقلية الشيعية إلي ستة مقاعد فقط بعد أن كانت تسعة مقاعد في السابق.
وقد كشفت الانتخابات عن أن نسبة التصويت قد بلغت حوالي 70% وسط خلافات وانشقاقات حول الاستقطاعات الحكومية في الدعم المقدم نتيجة لانخفاض أسعار البترول.
وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح قد دعا لانتخابات فجائية بعد أن قام بحل البرلمان السابق نتيجة للخلاف بين الحكومة و ذلك البرلمان حول إلغاء الدعم ورفع اسعار وقود السيارات.
وبناء علي النتائج الأولية للانتخابات يكون الناخبون الكويتيون قد وجهوا ضربة ثقيلة إلي أعضاء البرلمان السابق الذى لم ينجح منهم سوي 40% فقط علاوة علي فشل ثلاثة وزراء في الاحتفاظ بمقاعدهم.
وتشير النتائج ايضا إلي أن أغلب من تم انتخابهم قد أعلنوا صراحة أنهم سوف يعارضون أى اجراءات تقشف قد تلجأ لها الحكومة من أجل زيادة الدخل القادم من مصادر غير بترولية.
وبذلك يكون نسبة المؤيديين للحكومة في البرلمان القادم قد تقلصت إلي أغلبية هامشية جدا ، و هو مايقلص أيضا من قدرة هيمنة عائلة "الصباح" الحاكمة علي البرلمان القادم.
والمعروف أن الكويت بخلاف دول البترول الغنية الأخري يوجد لديها برلمان منتخب له سلطات للمحاسبة حتى ولو كان أعضاء الأسرة الحاكمة هم المهيمنين علي أغلب المقاعد الوزارية.
وقد أدت التركيبة البرلمانية السابقة إلي صدام كبير بين الحكومة و العائلة المالكة من ناحية وبين البرلمان من ناحية أخري ، وكانت انتخابات أمس السبت هي سابع انتخابات برلمانية في عشر سنوات.
وهكذا فإن زيادة نفوذ المعارضة في البرلمان القادم سوف تزيد مرة أخري من اشتعال المواجهة بين الطرفين علما بأن أمير البلاد لجأ إلي حل البرلمان أملا في أن تزداد الأغلبية المؤيدة للحكومة و الأسرة الحاكمة وهو ما جاء بالعكس.
ويأىي البرلمان الجديد والكويت تواجه أسوا أزمة عجز موازنة في تاريخها حيث انخفض دخلها من البترول والذى يمثل 95% من دخلها القومي و قد انخفضت هذه الأسعار بنسبة 20% في العامين السابقين.
وقد بلغ العجز في ميزاينة الكويت في العام الماضي حوالي 15 مليار دولار وذلك لأول مرة بعد أن كانت الميزانية تحقق فائضا دائما علي مدار 16 سنة متوالية.