الكاتب الصحفى مصطفى أمين يكتب لبوابة الدولة الاخبارية.. هنا القاهرة .. أثيرعبر الزمان

الإذاعة تعد وسيلة من وسائل الاتصال التي تساهم في التقريب بين الناس في عصر تتطور فيه وسائل الإعلام بصورة متسارعة،و تحتفظ الإذاعة بمكانة خاصة داخل كل مجتمع كمصدر يسهُل الوصول إليه لاستقاء الأخبار والمعلومات المهمة فالإذاعة تمثل أيضا مصدرا للابتكار، حيث كانت لها الريادة في إنتاج برامجها التى تتفاعل مع الجماهير وبث المحتوى المستمدّ من المستخدمين قبل عقود من تحوّل هذه الممارسة إلى تيار شائع فهى تزخر بتنوع رائع من حيث أشكالها ولغاتها، تنوع يتجلى حتى في صفوف المهنيين الإذاعيين أنفسهم
ولاهمية الدور الذى تقوم به الأذاعة خصصت اليونسكو يوما دوليا للاذاعة بوصفها احدى الوسائل الاكثر نجاحا فى توسيع الوصول الى المعارف وتعزيز حرية التعبير وكذلك تشجيع الاحترام المتبادل والتفاهم مابين الثقافات فى هذا العالم الذى يتغير بسرعه فقد تم اعتماد اليوم العالمى للاذاعة ليكون 13 فبرايرمن كل عام تاريخ بث اذاعة اللامم المتحدة 1946
الإذاعة أصبحت من خلال الحرية التي توفرها، وسيلة فريدة لتعزيز التنوع الثقافى فهى وسيلة يسهل الوصول إليها لتبادل خبراتها، وتعزيز ثقافاتها، والتعبير عن أفكارها بلغاتها الخاصة وتنقل هموم المستمعين ومايدور باذهانهم ومشكلاتهم ، لكل فئات المجتمع والتي لولا الإذاعة لما استطاعت إسماع صوتها والتأثير بهذا القدرعلى الرأي العام
فالإذاعة تمثّل وسيلة إنسانية تسهم في مكافحة التحيز والتمييز، إذ تدعو المستمعين إلى توسيع آفاقهم، واكتشاف وجهات نظرهم الجديدة، وتعزيز التفاهم بين الثقافات وتعمل على تعزيز المساواة بين الجنسين في وسائل الإعلام على قياس مدى مراعاة هذه المساواة في وسائل الإعلام والمحتوى الإعلامي، وتتيح في الوقت نفسه تقييم التقدم الذى تحقق والمراد الوصول اليه الذي يتم يتعين تقييمه تقيما ملموساً لإعطاءه هذا التنوع مزيداً من الاهتمام .
لا أحد ينكر ان الاذاعة واحدة من اقوى واقدم وسائل الاتصال التى يمكن ان توثر فى مختلف شرائح المجتمع ويمكن قياس ذلك بعدد الساعات التى يمكن ان يقضيها الانسان وهو يستمع الى الأذاعة وياتى على راس البرامج فى كافة الاماكن فقد استطاعت منذ البث الاول قبل ما يزيد على مائة عام ان تكون مصدرمعلومات قوي لتعبئة التغييرالاجتماعى ونقطة مركزية لحياة المجتمع وتمتاز البرامج الاذاعية بالتنوع حيث تستطيع ان ترضى كافة الاذواق فعلى الرغم من ان الاذاعة تواجة بشكل عام تحديات كثيرة فى الوقت الحاضر مع انتشار وسائل اعلام اخرى مثل الفضائيات ومواقع الانترنت التى تجتذب قطاعا واسعا من الجماهير الا انها ستظل بالنسبة لشريحة كبيرة من المستمعين صديقا وفيا ينتظرونة
أن البث الإذاعي يمكن أن يكون منبرا للحوار والنقاش حول العديد من القضايا خاصة الشائكة وأن يساعد على رفع مستوى الوعي بين المستمعين ويلهم الفهم لوجهات نظر جديدة ويمهد الطريق لعمل إيجابي وايضا التاكيد على العاملين في وسائل الإعلام بأهمية الراديو باعتباره وسيطا إعلاميا ذا تاريخ طويل من الاستمرارعلى قيد الحياة والتأثير منذ بدء أول بث إذاعي في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، وحتى عصر المعلوماتية والتكنولوجيا الرقمية، وهو يعد الآن أكثر الوسائط الإعلامية جذبا للمستمعين في أرجاء العالم كافة من حيث وصوله إلى أكبر عدد منهم وتشير مؤشرات المتابعة والاستماع إلى أن الراديو بكل محطاته، ما يزال وسيلة لها بريقها وكأنها تتحدى الزمن بتطوره، فما زال الملايين يستمعون للموسيقى والأخبار عبر الراديو، في مناطق مختلفة من العالم، خاصة في المناطق القروية والبدائية، والتي تحتاج إلى وسيلة بسيطة، كما أن الراديو ما يزال يمثل وسيلة إعلامية للملايين .

واؤكد هنا أن الاذاعة استطاعت ان تهيمن ليس فقط عبر الأثير،بل على الفضاء الافتراضي أيضا فأصبح بإمكان المستمعين الاستماع إلى مئات المحطات الإذاعية دون حاجة إلى جهاز الراديو، ولكن يمكن سماعة عبر الإنترنت، ومن خلال التطبيقات على أجهزة الهواتف الذكية، والأجهزة الإلكترونية المحمولة. وقد تكون طبيعة الراديو ذاتها أحد العوامل التي هيأت له البقاء حتى الآن. فهو وسيط يمنحك حرية الرسم والتصوير لما تسمعه. إذ يمكنك رسم تصور للمذيع أو المذيعة في ذهنك وخيالك للصورة التي تحلو لك، ورسم صورة للأحداث التي تنقل إليك بحرية يفتقدها مشاهد التليفزيون.

وإذا كان الراديو يتحدث للملايين، في القرى والمدن، والأقطار، فإنه في الوقت نفسه يتحدث إليك أنت وحدك، فأصواته موجهة إليك، تتسلل إلى وجدانك وخيالك عبر أذنيك لتظل بداخلك فيكون تأثيرها أكبر، فهو أداة شخصية فتشعر بمتعه " تسمع و كأنك ترى "
لقد بسط الراديو سيطرتة بصفتة وسيطا اعلاميا ذا تاريخ طويل من الأستمرارمنذ اول بث اذاعى فى اوائل العشرينيات من القرن الماضى وحتى وقتنا هذا فى عصر المعلوماتية والتكنولوجية الرقمية فهو يعد الان اكثر الوسائط الاعلامية جذبا للمستمعين فى ارجاء العالم حيث يصل الى اكبر عدد ممكن فالأذاعة لأتزال لها مكانتها الفريدة فقد ظهرت فى فالوطن العربى بمبادرات فردية حيث ظهرت على يد قوات الأحتلال التى كانت تهدف الى من نشرها لتحقيق اهدافها العسكرية والاستراتيجية
تعد مصر والجزائر اولى الأقطار العربية التى عرفت الإذاعة المسموعة فعرفتها مصر عام 1925، حينما استصدر هواة اللاسلكي رخصا من وزارة المواصلات لإنشاء محطات إذاعية أهلية في كل من القاهرة والإسكندرية (راديو القاهرة، راديو الأميرة فوزية، راديو فؤاد، راديو مصر الملكية، راديو مصر الحرة، راديو فيولا، راديو أبو الهول، راديو الجيش، راديو مصر الجديدة
فالإذاعة المصرية التي بدأ بثها خلال عام 1934 من أقدم الإذاعات في العالم، وتمثل أرشيفاً وتجسيداً هائلاً للتاريخ المصري الحديث ورافداً مهماً في تشكيل الوجدان المصري والعربي وعندما قامت ثورة يوليو 1952 لعبت الإذاعة المصرية دوراً كبيراً فى انجاحها وتثبيت دعائمها من خلال بث الأغاني الوطنية والبرامج الإذاعية تأييداً للثورة واهدافها بهذه الجملة الرشيقة هنا القاهرة شديدة الدلالة بدأ بث الإذاعة الحكومية في مصر يوم 31 مايو ومنذ عام 1981 بدأت الإذاعة المصرية في تطبيق نظام الشبكات الإذاعية، وأصبحت تتكون من 7 شبكات، وتمَّ العمل بنظام رقمنة البث الإذاعي، وهو ما يتيح انتشاراً أوسع لمحطات الإذاعة المصرية، وتمَّ تدشين إذاعات إقليمية ضمت 10 إذاعات هي: القاهرة الكبرى 1981، وسط الدلتا‏ 1982، شمال الصعيد ‏1983،‏ شمال سيناء‏ 1984،‏ جنوب سيناء ‏1985،‏ القناة‏ 1988، الوادي الجديد 1990، مطروح‏ 1991، وإذاعة جنوب الصعيد 1993
شكلت الإذاعة المصرية طوال تاريخها الذي يمتد لـقرابة87 عاماً الوجدان المصري والعربي من جيل إلى جيل، من خلال برامجها الإذاعية العامة والمتخصصة، وارتبط المستمع المصري والعربي بالعديد من أسماء الإعلاميين الذين تميزوا أثنار عملهم بالإذاعة المصرية ومنهم: بابا شارو، سلوى حجازي، ماما سميحة، فهمي عمر، أبلة فضيلة، فؤاد المهندس من خلال برنامج "كلمتين وبس"، صفية المهندس وبرنامجها "ربات البيوت"، أحمد سمير، همت مصطفى، ليلى رستم، عمر بطيشة، جلال معوض وامال فهمى وعلى الناصية وتسالى لايناس جوهر وغيرهم من رواد الإعلام في مصر
ومن منطلق الارتباط الوجدانى المصرى والعربى و اهمية العلاقات المصرية السودانية الراسخة وخصوصيتها والتاريخ الطويل الذى يجمع بين الشعبين الشقيقين على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والاعلامى فعقب مرور 10 سنوات على بث الاذاعة المصرية الرسمى منتصف ثلاثينيات القرن الماضى جاءت فكرة انشاء اذاعة ركن السودان والتى تغيرت فيما بعد 36 عاما الى وادى النيل والتى منذ اطلاقها اخذت تطورات كبيرة خلال فترة طويلة استطاعت الاذاعة بين الدولتين ان تكون جسرتواصل هام وكانت كل برامجها الاساسية تدور حول مايهم البلدين وطموحاتهم وتطلعاتة
واشير هنا الى نقطة هامة تفردت اذاعة وادى النيل بانها الاذاعة الاقيلمية الوحيدة التى تملكها دولتان يتناوب فيها فريقى العمل فى البلدين فترات الهواء .ونظرا للثورة التكنولوجية كان لابد من مواكبة هذا التطور هناك مشروع قائم لاقائمة محطة ارسال قوية فى منطقة وادى كركر باسوان لتقوية ارسال وادى النيل اف ام على اتكون قدرتها 100 ميجاوات وتعمل الاذاعة مناصفة بنظام 50% بين الجانبين المصرى السودان .
قد يكون اليوم جهاز الراديوكجهاز قد اختفى من منازلنا، واتخذ موقعا متحفيا فخما دون وظيفة حقيقية محددة، إلا أن الإذاعة كفكرة مازالت موجودة من خلال البرامج التي تبث على موقع "يوتيوب أو من خلال تطبيقات الراديو على الإنترنت، وتطبيقات بودكاست" وغيرها قد حلت محل الإذاعة التقليدية، الا انها اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ضرورة الإذاعة لما لها من عشق ورونق خاص حتى مع وجود كافة وسائل البث التلفزيوني والفيديو وعلى الإنترنت فنحن لا زلنا نحتاج إلى نبرة المذيع (الذي لا نراه)، بينما يبدأ حديثه بـ "هنا القاهرة … وغيرها من العواصم العربية، لنستمع إلى آخر الأنباء، والأخبار والبرامج
"وفى النهاية سنظل نؤكد على متعه الاحساس وشعور تسمع وكانك ترى "

كاتب المقال الكاتب الصحفى مصطفى أمين مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الاوسط