كانت من عمال البناء..حكاية المطربة ألمظ التى حملت ”المونة” فى وعاء من الذهب
شاهد الكثيرون فيلم ألمظ وعبده الحامولى الذى قامت ببطولته الفنانة الكبيرة وردة والمطرب عادل مأمون والذى يحكى قصة حب المطربة ألمظ والمطرب عبده الحامولى اللذين كانا أشهر المطربين فى عهد الخديوى اسماعيل.
ولكن هل يعرف من يشاهدون الفيلم أن ألمظ المطربة الحقيقة كانت تعمل فى البناء وأنها كانت تحمل المونة فى وعاء من الذهب.
فى عدد نادر من مجلة الكواكب صدرعام 1956 نشرت المجلة موضوعاً عن قصة حياة ألمظ أشارت فيه إلى أن هذه المطربة سلبت العقول والقلوب بسحر صوتها فى عهد الخديوى اسماعيل وكانت المطربة المفضلة لديه ولدى عائلته ووالدته، وكان لا يرد لها طلباً وتمتعت بنفوذ كبير وكانت تستطيع بصوتها أن تدخل الفرح أو الحزن على نفوس الناس.
وذكرت الكواكب قصة بداية حياة ألمظ مشيرة إلى أن والدة الخديوى اسماعيل غضبت من زوجات ولدها وقررت أن تبنى لنفسها قصراً تعيش فيه وحدها مع جواريها وحاشيتها ، فأهداها ابنها قطعة أرض تقع فى المنطقة التى أصبحت الأن حى جارن سيتى، وأرادت أم الخديوى أن يكتمل بناء القصر فى أسرع وقت ، لذلك سخر المقاولون عدداً كبيراً من العمال لإتمام البناء بسرعة ووصل عدد العمال إلى 4 ألاف عامل، وكان من بينهم فتيات ونساء يساعدن فى العمل.
واشتهرت بين العمال فتاة ذات صوت جميل تقوى بصوتها وغنائها عزائم العمال ، وفطن الباش أغا إلى أهمية صوت هذه الفتاة وتسابق فرق العمال فى أن تغنى لهم ، ونقل الباش أغا قصة هذه الفتاة للوالدة باشا التى جاءت ذات مرة لتتابع سير العمل فى القصر واستمعت إلى صوت هذه الفتاة، واعجبت بصوتها بشدة حتى أنها أمرت بصنع قصعة من الذهب أهدتها للفتاة الفقيرة لتحمل ففيها المونة تقديراً لصوتها ودورها فى تحميس العمال على البناء، ولم تشأ أن تصطحبها معها حتى لا يؤثر غيابها على العمل.
وبعد انتهاء العمل فى القصر ضمت والدة الخديوى اسماعيل ألمظ إلى حاشيتها وكلفت من يدربها على أصول الغناء ، فحفظت الكثير من التواشيح والأدوار ، وقربتها منه حتى خصصت لها غرفة بجوار غرفتها، وأصبحت ألمظ تغنى فى الحفلات التى تقيمها والدة الخديوى ونالت إعجابه وإعجاب كل أفراد العائلة.
وبعد وفاة والدة الخديوى ترك الحرية لأفراد حاشيتها وجواريها إما فى الانتقال إلى حاشيته أو أن يتحرروا ويفعلوا ما يريدون ، فاختارت ألمظ أن تتحرر من الحياة فى القصور وانضمت إلى فرقة المطربة الشهيرة ساكنة وتفوقت عليها واحتلت شهرة ومكانة كبيرة فى نفوس المصريين ، وكانت العروس السعيدة هى التى تغنى ألمظ فى زفافها، وكانت ألمظ تغنى فى حفلات كبار القوم للنساء بينما يغنى عبده الحامولى للرجال، وجمعتهما قصة حب وتزوجا.