من الزعيم للأديب.. كيف أثرت ”عودة الروح” فى حياة نجيب محفوظ وعبد الناصر؟
تمر اليوم الذكرى الرابعة والثلاثين على وفاة الأديب الكبير الراحل توفيق الحكيم، الذى غاب عن دنيانا فى 26 يوليو عام 1987، عن عمر ناهز حينها 88 سنة، تاركا إرثا ثقافيا وأدبيا ودراميا كبيرا، لا يزال مخلدا وله صداه الواسع إلى اليوم.
وكان توفيق الحكيم واحد من أكثر أدباء ومفكرى عصره تأثيرا فى الأدباء وحتى الزعماء، خاصة روايته "عودة الروح" التى صدرت عام 1933، وكانت وليدة مجموعة عوامل أدبية وسياسية، تأثر بها الحكيم ككتّاب جيله في مصر في فترة ما بين الحربين، من أهمها ثورة 1919 التي شكلت انتصارا للفكرة القومية في المجال السياسي وبعثت في نفوس المفكرين أملا بتحقيق الشخصية المصرية.
وبحسب كتاب "جمال عبد الناصر وجيله" للبروفسور ب.ج. فاتكيوتس، فإن عبد الناصر له تأثر فى شبابه بكتابات العقاد والحكيم، وتنبأ الأخير نفسه بناصر، حيث تبنى فكرة خلود وإحياء مصر على يد بطل تاريخى الذي سيحيي الأمة من رقادها فى كتابه "عودة الروح" الذى صدر عام 1933، وعندما تقلد عبد الناصر رئاسة الجمهورية، قام الأخير بتأليف كتابه "فلسفة الثورة" عام 1954، وأهداه إلى هذين الكاتبين البارزين تقديرا لدورهما وتأثيرهما فى تشكيل أفكاره الوطنية.
وأهدى عبد الناصر إلى توفيق الحكيم وسام الجمهورية، ثانى أعلى وسام فى البلاد، وعندما افتتح محمد حسنين هيكل، أحد المقربين من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، المبنى الجديد للأهرام، خصص جناحا فى الطابق السادس لتوفيق الحكيم.
أما أديب نوبل العالمى نجيب محفوظ فقال عن توفيق الحكيم "اعتبر روحي تكونت كأديب من عودة الروح" ، ممتنًا ومحبًا لمعلمه الكبير الأديب الراحل توفيق الحكيم صاحب رواية عودة الروح"
وضرب توفيق الحكيم ونجيب محفوظ مثالًا حيًا، لأفضل صور العلاقات التي تتكون بين الأستاذ وتلميذه، فقد حرص توفيق الحكيم على التعرف بنجيب محفوظ، قبل حصوله على نوبل وتشجيعه على الإبداع بلون جديد من الأدب تميز به صاحب نوبل، وانتقده بعض المتخصصين في بداياته، وتحولت علاقة الأستاذ وتلميذه إلى علاقة صداقة، وحضر توفيق الحكيم إحدى اللقاءات الإذاعية التي سجلت معه في بيت محفوظ احتفالا بميلاده.
وصرح صاحب نوبل خلال اللقاء أن أقرب كتب توفيق الحكيم إلى قلبه هما "أهل الكهف ، وعودة الروح" ، لأنهما عاشا معه، واقتربوا من وجدانه بشكل كبير، وأضاف "اعتبر روحى تكونت كأديب من "عودة الروح".