مدين له بجنيه ولن أرده.. طه حسين يتحدث عن أقرب أصدقائه
كان لعميد الأدب العربي طه حسين الكثير من التلاميذ الذين شقوا طريق الحياة الإبداعية على يديه، بخلاف التلاميذ الذين درس لهم في الجامعة، لكن بالتأكيد كان هناك مقربون وأصدقاء حميميون لعميد الأدب العربي، ومن هنا توجهت للكاتب الصحفي إبراهيم عبد العزيز الذي أصدر 4 مجلدات كاملة عن عميد الأدب العربي صدرت عن دار بتانة للنشر والتوزيع تحت عنوان "وثائق طه حسين المجهولة".
وقال عبد العزيز: "كان زميل عميد الأدب العربي فى الأزهر أحمد حسن الزيات (صاحب مجلة الرسالة الشهيرة) الذى أصبح صديقه وصاحب فضل عليه، أو كما يقول عنه طه حسين: "عرفت بعد التحاقي بالأزهر محمود حسن زناتي، وفى يوم قال لي :"انتظر حتى أعرفك بزميل لنا، وكان هذا الزميل هو الأستاذ الزيات، ومن يومها توثقت بيننا أواصر الصداقة والأخوة، كنا نقرأ فى كتب الأدب معا، ويهجو كل منا الآخر بالشعر، وحين تقدمت للجامعة الأهلية كان على أن أدفع جنيها واحدا رسم تسجيل، ولم يكن معي ما أدفع، فطلبت من الزيات أن يدفع هذا الجنيه، ولم أرده له، ولن أرده .. ولما أنشأ الزيات مجلة الرسالة كنت أكتب فيها دون مقابل، كان الزيات معي لطيفا جدًا، وكانت سهراتنا ممتعة للغاية، ولما عينت وزيرًا كتب عني فى الرسالة كلامًا طيبًا، وكذلك لمّا نلت درجة الباشوية جمع الزيات التحيات فى بيت من الشعر كان يردده فى بعض مقالاته وفى البيت وهو "أهلاً وسهلاً طيبون وحشتنا، سلامات ازيك وكيف الحال".
يكمل عبدالعزيز: "ظلت علاقتنا قوية طوال حياة الزيات، ولم تفتر قليلاً إلا فى أواخر أيامه، ولم يعرف طه حسين لذلك سببا، لكن سكرتيره د. محمد الدسوقي سأل الزيات وكان يعمل معه فى لجنة المعجم الوسيط، وكشف له الزيات السر قائلاً: إن العلاقة لم تفتر، لكن زوجة الدكتور هي المسؤولة عن ابتعاد أصدقاء الدكتور عنه، وأنت تعلم أنه لا يستطيع إغضابها كانت تحول بينه وبين لقاء مَن يود، وكنا إذا ذهبنا إليه ورغبنا فى اصطحابه معنا، فإنها كانت لا تمكنه من ذلك بحجة أن صحته لا تساعده على الخروج ، لهذا ابتعد أصدقاء الدكتور عنه شيئا فشيئًا حتى انقطعت صلته بهم تقريبًا".