الكاتب الصحفى مجدى عبد الرحمن .. يكتب .. كشف حساب برلمانى ماله وماعليه
انتهاء الدورة البرلمانية الاولى لمجلس النواب منذ أسبوعين تقريبا لاتعنى بأى حال من الاحوال أن تمضى دون حساب من الشعب ،الذى إختار ممثليه تحت قبة البرلمان منهم من أمضى سنة أولى ومنهم من أعيد إنتخابه وعددهم ليس بالكثير حيث خرج أبرز، رموزه من إنتخابات الرئاسة البرلمانية منهم فى المقدمة الدكتورعلى عبد العال رئيس البرلمان السابق ،وخروج صلاح حسب الله اول متحدث رسمى فى البرلمان ومازال يحتفظ بهذا اللقب حيث لم يختر البرلمان الحالى متحدثا رسميا باسمه حتى الان
وبعيدا عن المتهاهات والدخول فى أمور بيزنطية ليس من وراءها ،الا وجع القلب أقول وبكل ثقة ان الدورة الاولى لمجلس النواب الحالى الذى يقوده المستشار الدكتور حنفى الجبالى قد خلت تماما من مناقشة أو حتى ادراج أى إستجواب للعام السادس على التوالى اذا جمعنا حساب البرلمانيين السابق والحالى.
ورغم خلو أجندة البرلمان الحالى من أى إستجواب ،الا إن برلمان عبد العال ناقش وعلى استحياء فى اخر دوراته استجوابا قدمه أحد النواب الى وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد وكانت مفاجاة غير متوقعه ان الاستجواب تعلق بسوء الخدمة فى احد المستشفيات ،وليس مثلا بفيروس كورونا ،أوغيره من القضايا الهامه
اما فى البرلمان الحالى برلمان حنفى جبالى فقد اصاب النحس الاستجواب اليتيم الذى قدمه نادر مصطفى وكيل لجنة الاعلام الى وزير الدولة السابق للاعلام اسامه هيكل فقد اضطر نادر مصطفى الى سحب الاستجواب فور ان فضل هيكل تقديم استقالته من منصبه على ان يواجه فخ البرلمان الذى كان قد جهز غالبية نوابه المقصلة للوزيروالاطاحه به خارج حكومة الدكتورمصطفى مدبولى وطرح الثفه به وفضل إحتراماً لنفسه أن يغادر الحكومة وأختفى من ساحة الحياة السياسية نهائيا.
والله اعلم ان كان الوزير السابق قد قدم استقالته ،أوإنه تم تقديم النصيحة له من المقربين بتقديمها خاصة وان لجنة الاعلام التى ترأسها من كانت تحت رئاسته فى التليفزيون ورئيس اللجنة درية شرف الدين كانت قد اعلنت رفض اللجنة بالاجماع جميع خططه المستقبلية لوزارته التى قدمها ضمن خطط الوزراء الى البرلمان
وبعيدا عن هيكل وحدوته فيحسب لرئيس البرلمان حنفى جبالى ان نجح وبطريقة السهل الممتنع ان يقود النواب جميعا الى التزام قاعدة الانضباط ومنع التزويغ الذى تميزت به البرلمانات السابقة فلم تسجل مضابط البرلمان أى حالة غياب ،كما كان يحدث فى تأجيل التصويت النهائى على القوانين التى أصدرها فى دورته المنصرمه وذلك بالنسبة للقوانين التى تطلب موافقة الثلثين على الاقل وكان جبالى بكل هدوء كفيلا بان يبقى النائب فى القاعه حتى نهاية الجلسة
ويحسب لرئيس البرلمان الحالى انه لم يسع يوما الى ان يشتبك ،مع اى نائب كما كان يحدث بل أحتفظ بهيبته وكيانه رفيعا مترفعا عن النزول الى الصغائر.
ولى عتاب رقيق على المنصه فى البرلمان الحالى،واقول ليس عيبا أن تحدد وقتا للحديث للنواب فى موضوع ما ولكن ليس عيباً ،ان كان النائب يتحدث فى قضية مهمه أن يتجاوز عن المدة الزمنيه المحدده، وهو ما دفع النواب الى ان يضربوا أخماس فى أسداس ،عما كان النائب او النائبة ،النية فى طرح حديث ،والاغرب من ذلك ان النائب الذى يطالب بفسحة من الوقت يكمل حديث دون مايك ولم يسمعه أحد "وكأنك ياابو زيد ما غزيت" .
ويحسب لرئيس البرلمان الحالى انه نجح فى تحقيق أصعب معادلة فى التوازن مابين أداء البرلمان لدوره الرقابى او التشريعى على حد سواء.
ويرجع نجاحه فى ذلك الى الانضابط فى بدء الجلسة فى موعدها المقرر بالضبط دون تأخير ثانية واحدة فقط وفلت منه ان تنتهى الجلسات فى ساعه مبكرة نتيجة ضغوط النواب فى الرغبة فى الحديث.
ولم يكن طارق الملا ، وزير البترول اسعد حالا من وزير الاعلام السابق حيث واجه من بين الوزراء جميعًا أعنف حملة هجوم برلمانى عليه من أكثر من 25 نائبا حتى إن أحد النائبات الموظفات فى احدى شركات البترول ،ووصل الامر أن وجهت الاتهامات متمتعة بالحصانه التى تحول بينها وبين أى محاولة لمجازاتها ووصل الامر ان وصف احد النواب ،الوزارة فى عهد الملا بالعزبة ،واخر قال إن أحد السماسرة يستطيع إيجاد فرصة عمل لمن يطلب بمبالغ تتراوح مابين 50 و150 الف جنيه.
عموما إننى أعتبر الدورة البرلمانية الاولى للبرلمان الحالى دورة إستكشافية وجس نبض بين الحكومة والبرلمان ولننتظر ماذا سيحدث فى الدورة الثانية التى ستبدأ قبل الخميس الاول من أكتوبر القادم
كاتب المقال .. الكاتب الصحفى مجدى عبد الرحمن .. مدير تحرير جريدة المساء