مكالمة هاتفية وخلافات شراكة تنهي حياة طالب جامعي
كانت الساعة لا تتجاوز الثالثة عصرًا، عندما تلقي مروان مكالمة من أحد أصدقائه بالمنطقة، ليخبره بأن والده تعرض للضرب من مجموعة بلطجية أمام المنزل، فهرع الشاب إلى مكان الحادث، ولم يمر أكثر من 3 دقائق من لحظة وصوله لتنتقل روح الشاب إلى بارئها.
تعالت الصرخات وتحول الهدوء لصخب مخيف، بعد أن تحول الشارع لبركة دماء الشاب البريء، وخلال لحظات عجت المنطقة برجال الشرطة يبحثون في هوية مرتكب تلك الجريمة، هكذا كان المشهد المأساوي لجريمة بشعة شهدت أحداثها منطقة حلمية الزيتون بعين شمس.
إلى حارة سيد طه بمنطقة حلمية الزيتون، «مسرح الأحداث لمقتل مروان محمد، 20 عامًا» "ضحية البلطجة التي فرضها المتهم وأولاده على والد الضحية ونجله، وللحديث حول تفاصيل جريمة القتل التي شهدتها المنطقة منذ أيام ضحيتها شاب في أوائل العشرينيات من العمر.
وقف محمد طلعت والد الضحية يروي تفاصيل تلك القصة التي بدأت بالاتفاق وانتهت بالدماء، والتي راح ضحيتها نجله، على يد عدد من البلطجية.
"ملحقتش أفرح بابني.. ياريت كان قتلوني أنا وهو لا".. بهذه الكلمات بدأ والد الضحية حديثه بنبرة امتزجت بالصراخ والبكاء، حسرة على فقدان نجله.
مطلع 2021، كانت أسرة "محمد طلعت" تسكن في منزل صغير مكون من 3 طوابق بمنطقة حلمية الزيتون، وبعد فترة طلب أحد المقاولين الذي يملك قطعة أرض مجاورة لمنزل والد المجني عليه، أن يقوم بمشاركته من خلال هدم المنزل وبناء عقار علي قطعة الأرض كاملة، مقابل حصوله علي حصة في الشقق بعد البناء، ووافق والد الضحية علي هذا العرض.
ويتابع: "عندما صدر قانون التصالح للعقارات توقفنا عن البناء، وكان قد انتهينا من بناء 4 أدوار، فذهبت لاستلام الوحدات السكنية الخاصة بي، تفاجأت برفضهم ذلك ومنعهم من دخولي العقار، وخلال ذلك نشبت مشاجرة بيني وبينهم على أثرها اعتدوا عليا بالضرب المبرح بالأسلحة البيضاء، فقمت بالتوجه إلى القسم لعمل محضر بالواقعة".
ويواصل والد الضحية: في هذا الوقت تلقي ابني من أحد أصدقائه مكالمة هاتفية ليخبره أنني تعرضت للاعتداء، فهرع مروان إلى مكان الحادث لإنقاذي، لكنهم قابلوه بالشوم والأسلحة البيضاء على رأسه وجسده، وأصابوه بكسر في الجمجمة، مما تسبب له بنزيف داخلي في المخ، كما أنهم رفضوا نقله إلى المستشفى لمحاولة إنقاذه، حتي لفظ أنفاسه الأخيرة.
وعن سلوك المجني عليه يقول أحد أصدقائه: "مروان طيب جدا وكان مثلا للسيرة الطيبة، ومش بتاع مشاكل وطول عمره فحاله".
التقط "سيد" أحد شهود العيان طرف الحديث قائلًا: عندما انتهي المتهمون من ضرب وسحل مروان، رفضوا نقله إلى المستشفى، ليقول أحدهم "اللي هيقرب منه عشان ينقذه بدل مهي جثة واحدة هيبقوا جثتين".
البداية عندما تلقى قسم شرطة عين شمس بلاغًا من أحد الأشخاص بالاعتداء عليه بالضرب ومقتل نجله "مروان .م"، ٢٠ عامًا، طالب جامعي على يد عدد من المقاولين، خلال مشاجرة نشبت بين والد الضحية والمتهمين إثر نزاع بينهما علي استلام حصته في عقار مملوك بالشراكة فيما بينه وبين المتهمين، على الفور انتقل رجال مباحث القسم، وتم القبض على المتهمين.
بالفحص والتحريات تبين أن المتهمين قاموا بالتعدي علي الشاب بالشوم والأسلحة البيضاء، مما أسفر عن مقتله، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.