قبل ما تشتري شقة.. اتفرج على كارافان يارا
يارا شلبي خريجة كلية الهندسة جامعة عين شمس دفعة 2003، وتعمل مهندسة برامج لدى أحد البنوك، لكن حبها للصحراء والسفارى دفعها لأن تكون أول سيدة مصرية تدخل سباقات رالى، وهي الرياضة الشاقة التى ظلت لفترة طويلة للرجال فقط، إلا أنها قررت أن تخترق هذا العالم الخاص حتى أصبحت من أفضل المتسابقين فى العالم، ولعشقها التواجد في الصحراء قررت العمل علي مشروعها الخاص " my house bus" التي طالمها حلمت به لتحقق حلمها في التواجد بمسكن خاص بها تستطيع التنقل والمبيت به خلال أثناء رحلاتها.. تفاصيل أكثر في السطور التالية.
حكايتى مع الرالى
تقول يارا: استهوتني جدا فكرة البقاء في الصحراء منذ أن كنت طفلة، فكنت أخرج في رحلات سفارى مع أسرتي وكنا نعمل "كامبنج" أو تخييم في الواحات وسيوة. ولذلك فإن تواجدى فى الصحراء دائما هو حاجة ممتعة بالنسبة لى، وجربت مع نفسى أسوق فى الصحراء مع مجموعة من أصدقائى، وعرفت بالصدفة أن هناك سباقات رالي تقام فى الصحراء. ومن هنا بدأت أفكر جديا في اقتحام هذا العالم. ودخلت أول سباق وكنت أعرف أن فرصة الفوز ضعيفة، وإنما شاركت من باب التجربة، ثم دخلت سباقات أخرى حتى وصلت للمستوى المطلوب من الخبرة، وهناك مناطق صحراوية ممتازة جدا، وفى سباق الفراعنة كنا نلف من الجونة للصحراء الشرقية كما كنا نجوب الواحات أيضا، وحصلت علي عدة بطولات علي مستوي الجمهورية ثم بدأت خطواتي للمشاركة في المسابقات العالمية في 2015 ، فشاركت في مسابقات الرالي المقامة في الإمارات والأردن والمغرب وكنت أول فتاة تشارك في سباق رالي يقام بالسعودية.
الحاجة أم الاختراع
تقول يارا: إن فكرة الأتوبيس أو الكارفان جاءت لها بسبب تواجدها في الصحراء لفترات طويلة خلال تدريباتها للمشاركة في المسابقات أو لحضور البطولات أو للاستمتاع بقضاء إجازاتها فكان أقصي مدة تستطيع أن تمكثها أربع أو خمسة أيام فقط وذلك لنفاد المياه والكهرباء والمأكولات وبالتالي تضطر للعودة للقاهرة ومن هنا جاءتها الفكرة فهي تريد أن تقضي فترات أطول وبالتالي تحتاج لتوفير مصادر الطاقة بكميات أكبر تساعدها علي قضاء شهور وأيام طبيعية بدون نفاد بطاريات الهاتف أو اللاب توب أو الاستغناء عن شكل الحياة الطبيعية، ومن هنا جاءت الفكرة حيث قررت يارا العمل دراسة خلال فترة إجازة الكورونا العام الماضي والعمل من المنزل التفرغ لتنفيذ ودراسة فكرة الأوتوبيس أو الكارافان التي راودتها منذ فترة طويلة ولم تستطع تنفيذها لارتباطها بمواعيد عملها ومدرسة ابنها ومواعيد تمارينه.
حل مشكلة الإيجار
توضح يارا أن تنفيذ فكرتها ساعدتها كثيرا في توفير نفقات إيجار منزلها التي تضطر لاستئجاره نظرا لارتفاع أسعار شقق التمليك واستحالة تحمل نفقات قسط شقة والاستئجار في نفس الوقت وكذلك وفرت نفقات المبيت في حالة استئجار الوحدات الفندقية في المدن التي تسافرها للتخييم وأيضا وفرت عليها مصاريف السفر وكهرباء وغيره فهي حاليا في مرحلة انتقالية لتستعيض بالكارافان وتعتمد عليه بشكل أساسي خلال فترات سفرها خارج القاهرة لأنها وفرت بداخله كل ما هو أساسي في المنزل، وتشير إلي أنها حاليا في مرحلة استخراج رخصة بصفة كارافان بديلا عن رخصة الأوتوبيس السارية الخاصة بالرحلات وتصريح مبيت فى أقرب نقطة حرس حدود علي الساحل الذي تبيت في نطاقه.
تنفيذ الفكرة
تشير يارا إلي أن تنفيذ الفكرة استغرق حوالي خمسة أشهر أعمل فيه يوميا وأتنقل ما بين مصنع وورشة لإتمام الخطوات وتقول: بدأت خطوات التنفيذ بالبحث واختيار الأوتوبيس المناسب بحجم مناسب وذهبت للعديد من الأسواق إلي أن استقررت علي شراء أوتوبيس ذات مساحة تخزين داخلية كبيرة وكان للأوتوبيس رخصة سارية وتقول: بعدها بدأت أبحث كثيرا عن متخصصين في تصميم وحدات الكارافانات وكل خدماتها فلم أجد خبرات في المشروع بشكل متكامل فقررت الإستعانة بخبرات مهندسين وفنيين متخصصين كل في مجاله لأضمن تحقيق أفضل إستغلال للمساحة فاستعنت بمهندس بترول متخصص في مجال المياه والصرف واستعنت كذلك بنجار صاحب مصنع أخشاب لتنفيذ التصميم الذي استقررت عليه من الداخل وكذلك استعنت بحداد ساعدني في رفع مستوي السقف لخلق مساحة أكبر واستغلالها لعمل غرفتين منفصلتين لي ولابني
وكذلك تصميم وحدات تخزين ومساحات لوضع الأجهزة الكهربائية، وفيما يخص الكهرباء تقول يارا: إن الأوتوبيس وكل الأجهزة الداخلية تعمل بالطاقة الشمسية فقط، فقد وفرت لها إحدى الشركات المتخصصة في مجال الطاقة الشمسية إمكانية التقسيط علي 12 شهر لتكلفة خمسة كيلو وات سعة الأحمال الكهربائية التي تحتاجها وفيما يخص الشكل الخارجي للأوتوبيس ففضلت يارا أن تبقيه علي نفس شكله العادي كأوتوبيس رحلات لتجنب المضايقات والفضول فهي لا يهمها أن تبهر الآخرين بتصميم لافت الأهم بالنسبة لها مساحة الراحة والأمان داخل منزلها المتنقل، وبالنسبة للأمان تقول لنا يارا: إن باب الأوتوبيس له باب حديد وقفل داخلي وخارجي والأوتوبيس كله من الخارج عليه طبقة زجاجية ضد الكسر والحرارة وسوف تقوم بعمل كاميرات مراقبة ونظام تتبع.
ردود الفعل
تقول يارا: وجدت ترحيباً كبيراً بالفكرة علي الصفحة باسم my house bus التي أسستها لتشارك جمهورها تجربتها الحياتية ويوميات العمل والتجهيزات في مشروعها وتستطلع الآراء في الفكرة وخطوات تنفيذها المختلفة ووجدت دعم وحماس لدي الكثيرين وأن الفكرة كانت طموحا لديهم، ولكنهم كانوا متخوفين من إجراءات وتعقيدات تنفيذها والتصاريح الخاصة بها ولكني لا أري شيئا صعبا طالما الصعوبة موجودة في تخيلاتنا وليست على أرض الواقع فالدولة حاليا تفتح صدرها للمشروعات الجديدة والفكر الشبابي الابتكارى طالما لدينا رؤية وإرادة ودراسة جيدة للمشروع، وتضيف أن الفكرة ليست جديدة فتقول: سافرت إلي العديد من دول العالم ووجدت الفكرة منتشرة في الخارج وناجحة ومنفذة ومقننة ومعممة في العديد من الدول في أوروبا وأمريكا والخليج ولها أماكن توفر خدمات للكارافانات مثل المياه والصرف والكهرباء وعوامل الأمان، وتقول: إنها سوف تبدأ في الترويج للفكرة ليستفيد منها الشباب خاصة في ظل ارتفاع الأسعار وسوف تتعاون مع مطورين لتقنين خطوات المشروع وتنفيذه علي السواحل بشكل مبدئي ثم التواصل مع الجهات المعنية وأصحاب الأراضي الخالية وغير المستغلة لدعم المشروع وتفعيله بشكل استثماري.