مجلة «القوافي» تحتفي بـ«الجيزة» في عددها الجديد
احتفت مجلة القوافي الشعرية، والتي تصدر شهريًا عن بيت الشعر بدائرة الثقافة بالشارقة، بمدينة الجيزة المصرية ووصفتها بأنها أم المدائن وحضارة الأهرامات الخالدة وذلك في مقال مصور كتبه الشاعر المصري إيهاب البشبيشي.
وجاءت افتتاحية العدد الجديد تحت عنوان "ذاكرة القصيدة العربية وفضاءات التغريب والتجريب"، وأكدت هذه الإفتتاحية أن القصيدة العربية سوف تبقي حاضرة في وجدان روادها ومحبيها بلغتها وإيقاعاتها وحضورها، ولذلك يسعى كتّابها إلى التّعايش مع كل زمن بمستجداته وقضاياه، فيختارون المفردات التي تتناسب مع كل حدث.
وأشارت إلي أن التجريب في القصيدة العربية، ليس حكراً على حقبةٍ زمنية معينة، باعتباره هاجسا وجوديّا وفطريّا للإنسان، وكذلك الشاعر، فهو بطبيعته يميل إلى التأمّل والسباحة في عوالم التخييل، لإصطياد صور وأفكار جديدة؛ وأكدت هذه الإفتتاحية علي أن فضاءات التأويل والابتكار واسعة، وسماوات التجريب مفتوحة، لكنها لا تنفصل عن ثوابتها التي هي حجر الأساس وواسطة العقد. وتنوعت أبواب هذه العدد الجديد من القوافي بين الإستطلاعات والحوارات والأبواب الثابتة وغيرها ففي باب إطلالة العدد تحدثت الدكتورة باسلة موسي عن التغريب والتجريب في الذّاكرة الشعرية.
وفي باب "مسارات" تتبع الإعلامي حمدي الهادي موضوع المطبوعات الشّعرية بإعتبارها صدى الذاكرة في الماضي والماضي. وتضمن العدد لقاء مع الشاعر السعودي محمد إبراهيم يعقوب وحاورته الشاعرة والإعلامية منى حسن. كما استطلعت الشاعرة الدكتورة حنين عمر الآراء حول الشعراء القدوة وكيف أثروا في أقرانهم عبر الزمن.
وفي باب "أجنحة" حاور الإعلامي أحمد اللاوندي الشاعرة المصرية هاجر عمر. وتنوعت فقرات "أصداء المعاني" بين حدث وقصيدة، ومن دعابات الشعراء، وقالوا في، وكتبها الإعلامي فواز الشعار. وفي باب مقال كتب الشاعر حسن المطروشي عن أحلام الشعراء والقصيدة الحلمية، وكتب الدكتور محمد زيدان عن السرد الشعري وبلاغة النص.
أما باب "عصور" كتب الشاعر عقبة مزوزي عن الشاعر مالك بن الريب. وفي باب "نقد" كتب الإعلامي محمد زين العابدين عن تأويلات الأشجار في الشعر وأبعادها الدلالية. وفي "تأويلات" قرأ الشاعر حسن الراعي قصيدة "لآنسةٍ من خطاي" للشاعر السوداني أحمد اليمني، وقرأ الدكتور محمد صلاح زيد قصيدة "لحظة البدء" للشاعر الموريتاني المختار صلاحي.
وتناول الشاعر محمد العثمان ديوان "آدم الأخير" للشاعر عارف الساعدي في باب "استراحة الكتب". وفي باب "الجانب الآخر" تناول الشاعر خالد بودريف موضوع "الشعراء والفروسية"، كما تناول الإعلامي محمد الجبوري موضوع "ألقاب الشعراء.
وزخر العدد بمجموعة مختارة من القصائد التي تطرقت إلى مواضيع شعرية شتى.واختتم بحديث الشعر لمدير بيت الشعر بمدينة الشارقة الشاعر الإماراتي محمد البريكي تحت عنوان: "قصيدة بإيقاع غير ثابت" وجاء فيه:
"دخلتُ من باب الشّعر، حيث كانت الأخيلة تتأرجح على الطرقات، وكانت النّصوص الشّعرية مثل سرب حمام في الأفق، والأشجار في ساعة المغيب، وعلى الجوانب أصوات قبّرات وبلابل، فكلُّ شيءٍ في هذا التوقيت يدعو إلى الموسيقى والغناء؛ فالشّعر ما هو إلّا موسيقى وغناء وطيور سائرة في الجبال والغابات، وأنا أستمتع بهذه القمة العالية التي جعلت من الشعر غذاء لأوراق الشّجر التي كانت تتمايل على وقع الهواء المتسرّب من الأعلى، فلا أعرف فنّاً أجمل من الشّعر، ولا جامعَ مثل الشّعر".