«عم حامد» خرج للبحث عن «قوت يومه» فقتلته الكلاب
اشتهر عم حامد، كما يطلق عليه أهله وجيرانه بالطيبة وحسن الخلق كما أنه مثال للرجل المكافح الذي يكسب قوته بعرق جبينه، حيث يظل يعمل منذ الساعات الأولى من شروق الشمس ويعود في المساء برزق يومه إلى أسرته ليقضى بينهم ساعات قليلة قبل أن يخلد للنوم حتى يستيقظ مبكرًا، ليبدأ رحلة كفاحه فهو عامل بسيط ليس له مصدر رزق سوى عمله باليومية، ورأس ماله قوته وعافيته اللتان تعيناه على مواجهة مشقة الحياة ومتاعبها وتحمل أي عمل مهما كانت صعوبته .
وعلى الرغم من تقدم عم حامد، في العمر حيث بلغ العقد الخامس إلا أن إصراره على استكمال مسيرته جعله لا ينظر إلى الشعر الأبيض الذي انتشر في رأسه ولم يمثل له أي قلق، بل كان يقلقه شيء آخر لا يتوقعه أحد فقد لاحظ عم حامد، أثناء خروجه من منزله بمركز المنشاة في ساعة مبكرة من الصباح بحثًا عن عمل يحصل منه على قوت يومه، انتشر بعض الكلاب الضالة التي تطارده بشراسة أثناء سيره في طريقه وهى تنبح بصوت مخيف وكأنها ذئاب ضلت طريقها بحثًا عن فريستها فلم يجد عم حامد,، أمامه سوى إبعاد هذه الكلاب الضالة بإلقاء الحجارة عليها حتى يبلغ مأمنه ساعتها يسترد أنفاسه ويتمالك أعصابه استعدادًا لمشقة يوم طويل في عمله.
كان هذا المشهد يتكرر يوميًا وتتكرر معه معاناة عم حامد، مع الكلاب الضالة وفى البداية لم يخبر زوجته بشيء حتى لا ينتابها القلق عليه ولكنه اضطر أن يخبرها بأمر هذه الكلاب التي تعترض طريقه يوميًا في رحلة الذهاب إلى عمله، وكأن قلبه يحدثه بأنها سوف تتمكن منه في يوم من الأيام وتصيبه بمكروه.
وبالفعل صدق حدث الرجل، ففي يوم الحادث خرج كعادته في الصباح الباكر وفى يده بعض قطع الحجارة التي يستخدمها في الدفاع عن نفسه ويطارد بها الكلاب الشرسة، ولكنه فوجئ بعدد من الكلاب تطارده ولم تفلح حجارته سوى في إبعاد القليل منها وفجأة انقض عليه أحد هذه الكلاب وعضه في رقبته عضة قوية جعلت الدماء تتدفق منها بغزارة جعلته على وشك أن يفقد حياته، لولا تجمع المارة وأخذوا في إلقاء الحجارة والطوب على الكلاب التي كادت أن تفتك بالرجل حتى فرت هاربة تاركة عم حامد، غارقًا في دمائه فأسرع المواطنون إلي نقله إلى المستشفى لإنقاذه وتلقى العلاج اللازم.
كان اللواء محمد شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج قد تلقى أخطارًا من مأمور مركز شرطة المنشاة بوصول حامد، 50 سنة عامل، مصابًا بحالة سعار ادعاء عقر كلب ضال بالوجه ولفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله للمستشفى.
تم تشكيل فريق بحث ضم الرائد إبراهيم صقر رئيس مباحث أخميم بإشراف اللواء محمد زين، مدير إدارة البحث لكشف ملابسات الواقعة، وبالانتقال والفحص وسؤال زوجته ربة منزل وتقيم بذات الناحية، أفادت بتعرض زوجها لعقر كلب ضال أصابه بالرقبة وقد تم تقديم العلاج اللازم له بالتردد علي أحد المستشفيات، للحصول علي مصل عقر الكلب إلا أن حالته ساءت وأصيب بالسعار وتم نقله إلي مستشفي أخميم حيث لقي مصرعه علي أثر ذلك.
أفاد الفحص والتحريات بوفاة المذكور نتيجة لمضاعفات تعرضه لعقر الكلب وبتوقيع الكشف الطبي علي الجثة، بمعرفة مفتش الصحة أفاد بأن سبب الوفاة هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية ولا توجد شبه جنائية، وتم إخبار النيابة فصرحت بدفن الجثة وتولت التحقيق.