المغاوري: شاتيلا يمثل الدور الرئيسي للعروبيين المستقلين في لبنان
بدعوة من قيادة حزب التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي في مصر، زار رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني الاخ كمال شاتيلا المقر الرئيسي للحزب في القاهرة، وألقى محاضرة حول المتغيرات الدولية وأحوال الأمة والوضع اللبناني، في قاعة جمال عبد الناصر، ضمن فعاليات منتدى خالد محيي الدين التي ينظمها حزب التجمع.
وذلك بحضور نائب رئيس الحزب النائب في البرلمان ورئيس الهيئة النيابية للحزب عاطف المغاوري، وأعضاء من المكتب السياسي، وأمانة ومسؤولي قطاع الشباب، وعضو البرلمان الدكتورة ضحى عاصي، والأمين العام المساعد هاني الحسيني، وقيادات وأساتذة جامعيين.
افتتح اللقاء النائب عاطف المغاوري بكلمة نقل فيها تحية رئيس الحزب سيد عبد العال للأخ كمال شاتيلا "الذي يمثل الدور الرئيسي للعروبيين في لبنان"
وأضاف شاتيلا نلتقي اليوم بمناضل عربي وقف مع مصر وكان من القيادات العربية النادرة التي زارت سيناء عقب تحريرها مباشرة، وهو الذي جمع التيار العروبي المؤمن في لبنان وكرس استقلاليته عن كل التيارات والمحاور.
وجه كمال شاتيلا التحية لحزب التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي وقال: إننا نتابع نشاطكم ومواقفكم دائما، فانتم أصحاب تجربة عميقة وطويلة ومن أركان العمل الوطني التقدمي في مصر.
وتناول شاتيلا تطورات الوضع العالمي فأكد ان الدور الأميركي بدأ بالتراجع دوليا حيث تشير الوقائع علميا إلى انتقال الولايات المتحدة من دولة عظمى إلى دولة كبرى، مستشهدا بتعاظم الدين العام فيها إلى أكثر من 40 تريليون دولار ما دفع المفكر الأميركي بول كندي إلى القول باستحالة ان تنفرد أميركا بالقرار العالمي، ومستعرضا حالة التفكك الداخلية في الولايات المتحدة وإحساس السود والكاثوليك ومهاجري أميركا اللاتينية والاسيويين والمسلمين بالاضطهاد والتميز
إضاف كمال إلى فشل الولايات المتحدة في إخضاع دول في أميركا اللاتينية مثل كوبا وفنزويلا، وعجزها عن تقسيم العراق، وسقوط مخطط ويسلي كلارك في تدمير الكيانات الوطنية في سبع دول عربية، وانهيار صفقة القرن في فلسطين، وتحطيم الحلقة المركزية لمشروع الشرق الأوسط الكبير في مصر من خلال ثورتها في 30 يونيو، وفي الانسحاب الأميركي المذل من أفغانستان.
وأوضح شاتيلا ان حركة طالبان هي في الاساس غير تكفيرية ولا إرهابية داعشية ولديها نزعة تحررية وقومية وينتمي معظمها إلى قبيلة البشتون المنتشرة أيضا في باكستان.
وهناك قلق اميركي حقيقي من تقارب طالبان مع الصين وروسيا.
وتابع شاتيلا قائلا: ان الحضارة البشرية توهجت في آسيا ولن يكون القرن الواحد والعشرين أميركيا بل اسيويا، ولم يعد الصراع ايديولوجيا بل تحول إلى قومي، ففي الصين نجد ثقة شعبية عارمة بالقيادة الصينية وحزبها الثوري الذي ادخل الراسمالية الوطنية غير المستغلة إلى منظومته بعدما حقق للصين التحرر والوحدة والتقدم. وفي روسيا نجد حضارة وتاريخا كبيرا وإمكانيات ضخمة.
وأضاف كمال شاتيلا ان أمام العرب ومع التراجع والتراخي في القبضة الأميركية فرصة ذهبية للتضامن خاصة وأن الحماية الأميركية كانت حبرا على ورق ومادة استنزاف لثرواتنا، فالعروبة هويتنا التاريخية والحالية والمستقبلية، وهي مميزة باعتبارها عروبة حضارية إنسانية.
وأكد شاتيلا ان أول متطلبات التضامن يتمثل بإحياء مقررات قمة شرم الشيخ عام 2015 وخاصة إنشاء القوة العربية المشتركة وتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك وإقامة تكامل اقتصادي عربي. وقال ان المطلوب اليوم هو تحقيق تكامل عربي يحترم الخصوصيات الوطنية ويمنع التدخل السلبي في الشؤون الداخلية إضافة إلى تطوير جامعة الدول العربية باتجاه فدرالي.
وتابع كمال منذ انطلاق الثورات العربية حددنا بوضوح ان المعيار هو وحدة كل قطر عربي وعروبته واستقلاله وحرية شعبه في اختيار نظامه بعيدا عن أي تدخل او وصايات أجنبية.
وحول الوضع اللبناني شرح كمال شاتيلا مراحل نشوء الطبقة السياسية الحاكمة وانقلابها على اتفاق الطائف للوفاق الوطني عام 1989 والدستور الوطني المنبثق عنه الذي حقق المساواة في المواطنة والتوازن في المعادلة السياسية الداخلية.
وقال كمال شاتيلا ان أول خطوات هذا الانقلاب تمثل في ضرب السلطة القضائية وتحويلها إلى جهاز يتبع أطراف الطبقة الفاسدة، فيما كان أخطر هذه الخطوات الانقلابية تعطيل أهم قانون إصلاحي وهو إجراء الانتخابات النيابية من خارج القيد الطائفي وإقامة مجلس شيوخ يمثل الطوائف.
وأضاف ان المؤسسة الوحيدة التي تمثل الضمانة لمقومات الدولة في لبنان هي الجيش الذي أعيد توحيده بعد اتفاق الطائف على اساس وطني واستراتيجية واضحة تحدد الصديق من العدو وتم ذلك بفضل الرئيس إميل لحود.
وقال شاتيلا ان لبنان يعيش الآن تحت سطوة كبرى الشركات العقارية والمصارف واحتكارات النفط والدواء والغذاء، وتحت الحصار الاميركي وقانون قيصر ضد لبنان وسوريا، وأمام مخططات اطلسية واسرائيلية لاحداث صراعات داخل الطوائف والمذاهب.
وأشار كمال شاتيلا إلى أهمية انتفاضة 17 تشرين واستمرارها رغم ما تعرضت له من اختراقات سلطوية ودخول جمعيات ممولة أجنبيا بين صفوفها وانتشار وباء كورونا، مؤكدا ان أحرار الانتفاضة يواصلون تحركهم بوحدة وطنية تتجاوز العصبيات الطائفية، مطالبين بتطبيق الدستور في إصدار قانون انتخابي سليم، وصولا إلى برلمان غير طائفي ومجلس شيوخ يمثل الطوائف، إضافة إلى تعزيز الجيش وإصلاح القضاء كسلطة مستقلة، داعيا إلى تدخل عربي ضاغط لتحقيق هذه الأهداف وتشكيل حكومة توقف الانهيار.
وفي نهاية اللقاء دارت مناقشات واسعة وغنية تناولت الشؤون الدولية والعربية والوضع اللبناني، وشكر الآخ كمال شاتيلا الحضور واكد على استمرار التعاون والتواصل بين المؤتمر الشعبي اللبناني وحزب التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي في مصر.