رفع شعار التنمية والوعى.. متحف العاصمة الإدارية يسرد تاريخ العواصم المصرية عبر العصور
تبدأ الحضارات ببناء الإنسان، وكي نبني هذا الإنسان يجب أن توجد المؤسسات والهيئات التى تساعد على ذلك، والتى تدخل به إلى مرحلة جديدة من التفكير ومن هنا تأتي قيمة العاصمة الإدارية الجديدة، إذن العاصمة الإدارية الجديدة ليست مجموعة من المباني التي تضم مؤسسات الدولة بحسب، بل إنها صممت خصيصًا لتصبح مصدرًا للإشعاع الثقافي والتنويرى وتطبيق الفكر التنموى في أرجاء جمهورية مصر العربية، فكما بنوا المصريين القدماء حضارتنا العظيمة يستكمل أبناء هذا الوطن بقيادة سياسية واعية تاريخ أجدادنا القدماء، فنشهد متحفا يحكى عن تاريخ عواصم العالم، ونلقى الضوء على هذه المؤسسات التى ستصنع طفرة فى تلقى المعرفة والتنوير وبناء الوعى، وسيترتب على ذلك وجود أجيال مستقبلية تبنى وتنهض بمجتمعها لأنها نشأت على مساحة أكبر من عذاء الروح.
متحف العاصمة الإدارية
متحف العاصمة الإدارية هو متحف عواصم مصر، ويروى تاريخ العواصم المصرية عبر العصور المختلفة، حيث يتكون من قاعة رئيسية يُعرض فيها آثار لعدد من عواصم مصر القديمة والحديثة يبلغ عددها 7 عواصم هى "منف، طيبة، تل العمارنة، الإسكندرية، القاهرة الإسلامية، القاهرة الخديوية" هذا إضافة إلى عرض مجموعة من المقتنيات المختلفة التى تمثل أنماط الحياة فى كل حقبة تاريخية خاصة بكل عاصمة على حدة مثل أدوات الزينة، وأدوات الحرب والقتال، ونظام الحكم والمكاتبات المختلفة.
أما القسم الثانى من المتحف فهو عبارة عن جناح يمثل العالم الآخر عند المصرى القديم، ويتكون هذا الجزء من مقبرة توتو التى تم اكتشافها عام 2018 بمحافظة سوهاج، بالإضافة إلى قاعة للمومياوات والتوابيت وفتارين تحتوى على الأواني الكانوبية ومجموعة من الأبواب الوهمية ورؤوس بديلة تحاكى الطقوس الدينية فى مصر القديمة.
ونجد ضمن سيناريو العرض أيضًا مومياوات كهنة وكاهنات المعبود آمون، حيث استقبل المتحف مومياء نسيى خنسو الزوجة الثانية لكبير كهنة آمون بانجم الثانى، التى تعتبر نموذج متميز لتطور أسلوب التحنيط بالأسرة 21، حيث أعطت العينان المطمعتان بالأحجار واللون الأصفر الداكن للبشرة الإحساس بالحيوية والنضارة، كما يعرض مجموعة من أحجار التلاتات التى تصور الملك أخناتون وزوجته الملكة نفرتينى من مخزن متحف الأقصر، ومركبة كوبية وكالاش ونموذج لعجلة حربية كانت مهداه للملك فاروق، كما نجد عدد من الأوانى الكانوبية وصندوق خشبى نقش عليه صورة للمعبود أنوبيس، وتمثال رائع مزدوج للملك مرنبتاح والآلهة حتحور من منطقة آثار ميت رهينة.
ومن ضمن مقتنيات المتحف أيضًا سجادتين إحداهما من الصوف عليها نص كتابي باللغة الفارسية يُقرأ: "صفازاره كاشان" وتتوسطها جامة باللون الأحمر والبيج، أما السجادة الثانية فعليها زخارف نباتية وهندسية بالألوان الكحلي والبرتقالى، يحدها من الجوانب شريطين، وساحة السجادة يتوسطها جامة مسننة ينبثق منها أشكال نباتية وهندسية. بالإضافة إلى قطع خزفية تحاكي أنماط الحياة اليومية من الزخارف والموتيفات عند المصري القديم، وتمثال نصفي من البرونز للخديوي إسماعيل، والتي تثري الجزء المخصص لعرض القاهرة الإسلامية والخديوية والحياة اليومية فى هذه الحقب.
وسيتضمن العرض المتحفى، استخدام التكنولوجيا الحديثة حيث تم تزويد قاعات العرض بشاشات تعرض فيلم بانورامى تفاعلى "المالتى ميديا" لعرض التاريخ، صوتا وصورة، وعرض توضيحى لشكل كل عاصمة من العواصم المصرية القديمة موضوع العرض وطبيعة العمارة السكينة والمبانى الدينية بها وأشهر معالمها، لتضيف لمسة إبداعية جديدة، تجذب الزائرين والسائحين.