تهم “بالإرهاب وأحكام مدى الحياة”: أسماء الأسرى الفلسطينيون الذين فروا من سجن جلبوع اشهرهم التنين والصياد
هرب ستة سجناء أمنيين فلسطينيين من سجن جلبوع عبر نفق مرتجل بلغ عمقه 20 مترا صباح يوم الاثنين، فيما وصفه أحد المسؤولين في السجون الإسرائيلية بأنه “كارثة لم تشهدها مصلحة السجون الإسرائيلية من قبل”.
والفلسطينيون الستة هم خمسة نشطاء من حركة الجهاد الاسلامي والقيادي البارز في كتائب شهداء الاقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، وجميعهم من مناطق حول مدينة جنين بالضفة الغربية.
وأدين العديد منهم بارتكاب “جرائم يُعاقب عليها بالإعدام ويقضون عقوبة السجن مدى الحياة”.
“التنين والصياد”
الهارب الأكثر شهرة هو بلا شك القائد الفتحاوي وعضو مجلسها الثوري زكريا زبيدي، الذي أشرف على هجمات ضد إسرائيليين خلال الانتفاضة الثانية من معقله في جنين.
والزبيدي مسؤول عن العديد من العمليات، بما في ذلك تفجير استسهادي في قلب تل أبيب أسفر عن قتلى وجرحى إسرائيليين.
وزعم الإعلام العبري ان نشاط الزبيدي في العمليات المعادية لإسرائيل جاء بعد مقتل والدته وشقيقه، اللذين قال أنهما قتلا برصاص جنود إسرائيليين خلال معارك شوارع في جنين خلال الأيام الأولى للانتفاضة، وجاءت العملية ردا على موجة من التفجيرات الانتحارية الفلسطينية داخل اسرائيل.
في عام 2007 ، توصل جهاز الأمن العام (الشاباك) والسلطة الفلسطينية إلى اتفاق منح عفو لآلاف الفلسطينيين الذين قاتلوا ضد إسرائيل خلال موجة العنف. والزبيدي كان واحدا منهم، بعد إطلاق سراحه أسس “مسرح الحرية” في جنين مع المخرج جوليانو مير خميس.
بعد أكثر من عقد من الزمان، اعتقلت القوات الإسرائيلية زكريا الزبيدي، متهمة إياه باستئناف نشاطه ضدها. وقال الشاباك في وقت لاحق إن الزبيدي اعترف بارتكاب عمليتي إطلاق نار على حافلتين خارج مستوطنة بيت إيل في وسط الضفة الغربية في نوفمبر 2018 ويناير 2019 مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص.
وعندما مثل الزبيدي أمام المحكمة في مارس 2019، كانت لائحة اتهامه طويلة: تهمتان بالتسبب بالقتل عمدا – وهو ما يعادل القتل في النظام القانوني العسكري – بالإضافة إلى تهم متعددة بمحاولة التسبب في الموت عمدا، والانتماء إلى جماعة إرهابية، وإطلاق النار وإعداد تفجيرات ضد اسرائيل .
وتعود بعض التهم المزعومة إلى الانتفاضة الثانية، قبل اتفاقية العفو. لكن الشاباك قال إن مشاركة اازبيدي المزعومة في هجمات إطلاق النار المتجددة ألغت اتفاق العفو، وجعلته عرضة للمحاكمة على أنشطته في مطلع الألفية الجديدة.
ولا تزال محاكمة الزبيدي جارية ولم تتم تبرئته رسميا أو إدانته أو إصدار حكم عليه.
في عام 2018 – قبل اعتقاله من قبل إسرائيل – أكمل زكريا الزبيدي درجة الماجستير في جامعة بيرزيت. تناولت أطروحته، “التنين والصياد”، موضوع “السعي وراء التجربة الفلسطينية”.
وابتهج المسؤول في حركة فتح منير الجاغوب بعد فرار زبيدي وزملائه يوم الإثنين وحيا على توتير “الفتحاوي الأسمر زكريا التنين الذي انتصر على الصياد”.
“لن أكون الأول ولا الأخير”
الهاربون الآخرون هم نشطاء في حركة الجهاد الإسلامي ، وجميعهم من منطقة جنين.
أيهم كممجي (35 عاما)، من كفر دان، هاجم وقتل الإسرائيلي إيلياهو أشيري البالغ من العمر 18 عاما من مستوطنة إيتمار بالضفة الغربية، في عام 2006. قام كممجي، مع شحصين آخرين، باختطاف وإطلاق النار على أشيري من مسافة قريبة في رأسه.
وأفادت تقارير أن كممجي اعترف بهجومه في المحكمة، معربا عن فخره بارتكابه.
ونقلت صحيفة “جيروساليم بوست” عنه قوله خلال محاكمته في عام 2007 “إن المراهق الذي قتلت لم يكن صبيا. درس في كلية عسكرية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي. لن أكون الأول ولا الأخير، طالما استمر الاحتلال”.
اعتقال الشقيقين العارضة
محمود (46 عاما) ومحمد (39 عاما) – في عامي 1996 و2002 في تهم تتعلق بـ”الإرهاب”. يقضي كلا الشقيقين، من بلدة عرابة قرب جنين، في الوقت الحالي عقوبة بالسجن مدى الحياة وهما ناشطان في حركة الجهاد الإسلامي.
اعتُقل يعقوب قادري (49 عاما) بتهمة التخطيط لهجمات ضد إسرائيليين، فضلا عن عضويته في الجهاد الإسلامي. بموجب القانون العسكري الإسرائيلي، تعتبر العضوية في جماعة إرهابية بحد ذاتها جريمة جنائية يعاقب عليها بالسجن لسنوات.
مناضل انفيعات
المعتقل السادس والأخير هو العضو الجهاد الإسلامي مناضل انفيعات (26 عاما)، من بلدة يعبد بالضفة الغربية بالقرب من جنين. انفيعات، على عكس زملائه الهاربين، لم يُتهم بارتكاب جريمة، وإنما كان رهن الاحتجاز الإداري، وهي ممارسة تسمح لإسرائيل بسجن المشتبه بهم دون توجيه اتهامات لهم لأسباب أمنية.
الاحتجاز الإداري قانوني بموجب القانون الدولي، الذي يعترف بضرورته في الحالات القصوى ومع ذلك، فإن منظمات حقوق إنسان تؤكد أن إسرائيل تسيء استخدامه. يتم استخدام هذه الممارسة في الغالب ضد الفلسطينيين المشتبه في ارتكابهم “أعمالا إرهابية”.
بدأت الفترة الحالية التي يقضيها انفيعات في السجن الإسرائيلي في عام 2019. لكنه كان محتجزا إداريا من قبل، بما في ذلك لمدة أربعة أشهر في عام 2015، وفقا لتقارير إعلامية فلسطينية.