قفشات الريحانى أيام الفقر .. النصب التذكارى لضحايا الطعمية والشحات الفصيح
لم يكن الفنان الكبير الضاحك الباكى نجيب الريحانى خفيف الظل فى أعماله فقط، ولكنه كان كذلك فى حياته العادية واليومية، خفيف الظل وسريع البديهة يضحك ويلقى النكات والقفشات حتى فى أصعب الأوقاات والأزمات التى مرت عليه.
وواجه الريحانى الكثير من المواقف الصعبة فى حياته ولكنه كان يقابلها بالضحك وخفة الظل، وكثيرا ً ما تعرض لأزمات مالية ومرت عليه الكثير من الفترات وهو مفلس، ومن بين هذه المواقف عندما جلس على مقهى فى شارع عماد الدين، واقترب منه أحد المتسولين، وقال له :" حاجة لله يابيه"، فقال له الريحانى :" الله يسهلك ..ممعييش غير شلن" ، فرد الشحات بكل بساطة : " كفاية أوى ، رضا من عند ربنا هاته يابيه"، فضحك الريحانى واعجبته خفة ظل الشحات وسرعة بديهته، وبالفعل كافئه ومنحه الشلن الذى يملكه.
وخلال الحرب العالمية الأولى كان نجيب الريحانى يعانى من الأزمة المالية معاناة شديدة، وكان يضطر مرغماً إلى تناول الطعمية فى وجباته الثلاثة خلال اليوم، والسبب هو وجود رجل يبيع الطعمية وكان الوحيد الذى يقبل أن يبيعها "شكك"، للفنانين المفلسين ومنهم الريحانى.
وذات يوم دار حديث بين الريحانى وأحد أصدقائه المفلسين الذين يتعاملون مع بائع الطعمية، فقال له الريحانى :" سندوتشات الطعمية دى أشد فتكاً بالناس من رصاص الإنجليز، وأقترح إقامة تمثال فى شارع عماد الدين نكتب تحته " قبر الزبون المجهول ضحية الطعمية"