”نجم الخريف ” يتلألأ في سماء الليل.. يُرى بالعين المجردة
رصد بسماء الوطن العربي اليوم السبت 11 سبتمبر، ولعدة ليالي مقبلة نجم «فم الحوت» الذي يعرف بـ«نجم الخريف» وهو مشاهد بالعين المجردة، وهذا العام سيكون كوكبي المشتري وزحل بالقرب منه على قبة السماء.
ووفقًا لجمعية الفلكية بجدة، فم الحوت نجم أبيض مزرق من القدر الثاني وهو أكبر بمرتين من الشمس و20 مرة أكثر إشراقًا يبعد عن الأرض 25 سنه ضوئية، وهو ألمع نجم ضمن مجموعه نجوم الحوت الجنوبي التي تتألف من سبعة نجوم تنتظم في مضلع سداسي غير منتظم.
يطلق على هذا النجم تسميات أخرى مثل «النجم الوحيد» بسبب أنه المع نجم يظهر في جزء فارغ من السماء، ويسمى أيضًا «النجم المنعزل» أو «النجم المنفرد».
في الليالي الأولى من فصل الخريف يرصد نجم فم الحوت ما بعد الساعة 7 مساءًا بالتوقيت المحلي حيث يظهر فوق الأفق الجنوبي الشرقي ولا يوجد نجم براق آخر يكون منخفضًا جدًا في الأفق الجنوبي الشرقي في هذا الوقت من السنة.
بمرور الساعات يصل فم الحوت أعلى نقطة فوق الأفق الجنوبي تقريبًا الساعة 11 مساءًا وبعد ذلك يغرب في الأفق الجنوبي الغربي تقريبًا الساعة 4 فجرًا حسب التوقيت المحلي، ويعود سبب هذه الحركة الظاهرية لهذا النجم وبقية النجوم في قبة السماء إلى دوران الأرض حولها محورها.
كما أن «فم الحوت» واحدًا من ألمع نجوم سماء الليل، فإن هذا النجم في غاية الأهمية حيث اكتشف منذ سنوات بأنه يمتلك قرص كوكبي، وهذه الحلقة من الغبار التي تحيط بـ«فم الحوت» ربما تشكل كواكب يومًا ما.
وأُعلن عام 2008 عن اكتشاف ما يعتقد بأنه كوكب تمت تسميته «فم الحوت - ب»، كأول كوكب خارج نظامنا الشمسي يتم اكتشافه مباشرة في الضوء المرئي، ومع ذلك، أثارت الأرصاد اللاحقة لذلك للكوكب المفترض تساؤلات حوله، فعلى عكس الكواكب الخارجية الأخرى، فهو ساطع في الضوء المرئي وغير مكتشف في الأشعة تحت الحمراء.
تم افترض أن السطوع الإضافي ناتج عن طبقة ضخمة أو حلقة من الغبار تطوق الجسم الذي قد تكون مرتبطة بالتصادمات، وأظهرت أرصاد «هابل» إلى أن الجسم قد لا يتبع مدارًا بيضاويًا، كما تفعل الكواكب عادة.
منذ العام 2014 أظهرت صور تلسكوب هابل عن اختفاء «فم الحوت - ب» بشكل غامض إضافة أظهرت صور سابقة أن الجسم يتلاشى باستمرار بمرور الوقت وهذا لا يحدث مع كوكب حقيقي.
كشفت دراسة نشرت في أبريل 2020، بعد تحليل جميع بيانات تلسكوب هابل الأرشيفية المتاحة عن «فم الحوت - ب»، بما في ذلك أحدث الصور التي التقطها تلسكوب هابل، عن العديد من الخصائص التي ترسم معًا صورة ربما لم تكن لجسم بحجم كوكب موجود في المقام الأول، ولكن سحابة غبار تتوسع ببطء انتشرت في الفضاء كنتيجة لاصطدام بين جسمين يشبهان المذنبات، حدث قبل وقت قصير جدًا من الأرصاد الأولى لـ«فم الحوت - ب».
جدير بالذكر أن الفترة الحالية والشهر القادم ستكون جيدة لرؤية هذا النجم ويكون في أفضل أحواله عند منتصف الليل.