تحرك صيني عاجل لمحاصرة بؤرة كورونا والسلالة دلتا
بعد أن أغلقت السلطات في مدن جنوب الصين، المدارس وأمرت بإجراء فحوص فيروس كورونا (PCR) لملايين الأشخاص، أمس الثلاثاء، وسط مخاوف من انتشار العدوى بين التلاميذ غير الملقحين، شددت الصين اليوم الأربعاء تدابير الإغلاق وكثفت طلباتها لإجراء اختبارات جماعية في المدن الواقعة على طول ساحلها الشرقي، وفق ما ذكرت صحف أمريكية.
ورغبة في الحسم، زودت السلطات في الصين نقاط التفتيش في محطات تحصيل الرسوم بجميع أنحاء مدينة بوتيان في مقاطعة فوجيان بأجهزة رصد للمرض، مع إغلاق اثنتي عشرة منطقة بالكامل.
وقيدت سلطات الصين في مدينتي شيامن وتشوانتشو المجاورتين حركة السفر حيث تنتشر سلالة "دلتا" في المنطقة.
وقالت لجنة الصحة الوطنية اليوم الأربعاء إنه تم تشخيص 50 إصابة إضافية في عدة مناطق بفوجيان معظمها في بوتيان.
وفرضت الصين منذ تفشي الجائحة اختبارات صارمة وعمليات إغلاق وحجر صحي وجعلت ارتداء أقنعة الوجه إلزاميا.
وسجلت فوجيان ما لا يقل عن 152 إصابة جديدة في الأيام الماضية، ما أدى إلى صدور أوامر بالبقاء في المنازل وإغلاق أماكن الترفيه، إلى جانب إلغاء الأنشطة الجماعية.
وعلقت السلطات خدمة حافلات المسافات الطويلة إلى أجزاء أخرى من المقاطعة.
وأوقفت الصين انتشار الفيروس إلى حد كبير لكن موجات تفش جديدة لا تزال تحدث في أجزاء مختلفة من البلاد.
وانتشرت سلالة "دلتا" في شهري يوليو وأغسطس الماضيين في عدة مقاطعات، ما أثار القلق بشأن السلالات الجديدة الأكثر عدوى.
وكانت بداية الأمر في الموجة الجديدة، مع إصدار مدينة بوتيان، أمرا يقضي بإجراء فحوص لجميع المواطنين، بعد تسجيل حالات إصابة بالمتحورة "دلتا" من فيروس كورونا، نسبت إلى شخص عائد من سنغافورة، حيث تفشت في أنحاء المقاطعة لتطال أكثر من مئة شخص.
وتعد "البؤرة في فوجيان هي الأكبر منذ أسابيع، وتأتي بعد إعلان السلطات الصينية السيطرة على تفش للوباء ناجم عن المتحورة دلتا، ما يمثل اختبارا لمساعي الصين الهادفة للتوصل إلى صفر إصابات".
وأعطت الصين أكثر من ملياري جرعة من لقاحاتها ضد فيروس كورونا، وفق وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا)، لكن معظم الفتيان الصغار السن لم يتلقوا اللقاح، ما دفع حكومة بوتيان إلى إصدار أمرللمدارس، بإغلاق الصفوف، وحذت حذوها مدينة شيامين أمس الثلاثاء.
من جانبها، وجهت السفارة الصينية لدى سنغافورة تنبيها لرعاياها، بـ"وجوب توخي "الحذر" بشأن السفر إلى الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، وإلى أن يكونوا "مستعدين نفسيا واقتصاديا" لمواجهة صعوبات الدخول مجددا إلى الصين".