متحف الأقصر يستعرض تاريخ الجعران في العصر المصري القديم
استعرض المتحف الأقصر القومي تاريخ الجعران في العصر المصري القديم، حيث تعدد استخدام الجعران في مصر القديمة فقد استخدم كتمائم وأختام وجعارين تذكارية وجعران القلب ، الجعران هو نوع من الحشرات من فصيلة مغمدات الأجنحة ويعرف في اللغة المصرية القديمة باسم ḫprr .
ويرجع السبب الرئيسي لاستخدام المصري القديم للجعران إلى ما كان لهذه الحشرة بالذات من مكانة في اعتقادات المصريين الدينية ليس لسهولة نحتها، فلقد ارتبط الجعران منذ أقدم العصور بعدد من المعبودات الخالقة وبفكرة البعث ودورة الخلق مثل أتوم ورع وأوزير. وقد جاء هذا الارتباط الشديد من ملاحظة المصريين القدماء للعادات الغريبة والخاصة لهذه الحشرة منذ أقدم العصور، حيث لاحظوا أن الجعران يقوم في الصباح بجر أو دفع كور الروث التي تضع بداخلها بيضها والذي يفقس ويخرج منها جعارين صغيرة مكتملة التكوين، وهذه الظاهرة الغريبة جعلتهم يربطون الجعران بكثير من الأفكار الدينية ويحتل لديهم هذه المكانة المميزة.
ومن الناحية الأثرية فالجعران أو الجعل عبارة عن تميمة وختم مصنوعة من الحجر أو المعدن أو الزجاج أو الخزف وقد استعين بشكلة لزخرفة الجزء الأعلى بينما اتخذت القاعدة شكلًا بيضاويًا ونحتت على سطوحها السفلي بالنقش الغائر علامات أو أشكال أو رسوم ذات طابع ديني أو سحري أو تاريخي أو فني. لقد اختلف حجم الجعران على حسب الهدف الذي صمم من أجله أما التي استخدمت كتمائم تلبس حول الررقبة أو كخاتم في الأصبع فلقد كان حجمها متواضعًا، أما تلك التي استعملت كخاتم فكان يترواح طولها فيما بين 7مم و3سم، أما تلك التي استخدمت للأغراض الجنائزية أو لتسجيل أحداث تارخية فكانت ذات أحجام كبيرة تصل إلى 11سم في الطول و8سم في العرض.
ومن استخدامات واشكال الجعران(الجعل) مايلي: -
تميمة الجعران: يعتبر من أقدم التمائم التي اتخذت على شكل حشرة من فصيلة الجعارين وترجع إلى نهاية عصر ما قبل الأسرات وقد كانت خالية من النقوش وشكلها أقرب للخنافس والصراصير عن الجعران وتسخدم كتميمة ولم يظهر الجعران إلا من بداية الأسرات وهي معروفة منذ ذلك الحين إلى نهاية العصور الفرعونية.
وأقدم دليل على استخدام هذه الحشرات كتمية ما عثر عليه منها مجففًا في أواني من عصر ما قيل الأسرات، كما عثر في عصر نقادة على نوعين من هذه التمائم الحجرية من نفس الفصيلة والتي أشارت إليهما نصوص الأهرام وهو نوع ورد في نصوص الأهرام باسم cnḫ والنوع الاخر ورد في النصوص باسم ḫprr وهذان النوعان من التمائم خاليًا من من النقوش تمامًا، ويبدو ان الحشرة نفسها هي التي كانت تحمل المعنى التمائمي، لذا اعتاد المصريون تزيين المومياء بعدد كبير من تمائم الجعران أو دفنها مع المتوفى والتي كانت تضمن للمتوفى إعادة بعثه في العالم الأخر ولارتباطها بالشمس فهي تزوده بالضوء وتحمي جسده من الأخطار المختلفة التي قد يتعرض لها أثناء وجوده في العالم الآخر.
ويعرض متحف الأقصر للفن المصري القديم مجموعة من الجعارين مختلفة الأشكال والاستخدام.