”قمر الحصاد” يضيء السماء باللون البرتقالي غدا الاثنين
يظهر بدر شهر صفر غدًا، الإثنين، وهو البدر الأخير في صيف عام 2021، ويُسمى بـ "قمر الحصاد" في هذا التوقيت من السنة، في مشهد يترقبه جميع هواة الفلك والمهتمين بمجال الرصد والتصوير.
استخدم مصطلح قمر الحصاد لعدة سنوات، وهي تسمية "شعبية" تطلق على الأقمار البدر التي تحدث شهري سبتمبر وأكتوبر، وهي الأشهر القريبة من الاعتدال الخريفي، إضافةً إلى أنه خلال الشهرين يكون وقت شروق القمر قريبا إلى وقت غروب الشمس لعدة ليالٍ على التوالي في وقت طور البدر المكتمل بالنصف الشمالي للكرة الارضية.
سيشرق القمر من الأفق الشرقي الشمال الشرقي مع غروب الشمس، وسيلاحظ بأن الحجم الظاهري للقمر سيكون كبيرا عندما يكون بالقرب من الأفق، ومن الممكن أن يكون لونه ورديا أو برتقاليا ولكن بعد ارتفاعه في السماء يعود حجمه الصغير، وهذا مجرد وهم بصري يحدث في منتصف كل شهر قمري.
ويعد اللون الوردي أو البرتقالي الذي يمكن أن يظهر به القمر أثناء شروقه فهو بسبب الغلاف الجوي لكوكبنا، حيث تعمل مكوناته على بعثره الضوء الأبيض المنعكس عن القمر، بحيث تتشتت ألوان الطيف الأزرق ذات الطول الموجي القصير وتبقى ألوان الطيف الأحمر ذات الطول الموجي الطويل التي تصل إلى أعيننا، وهو نفس السبب الذي يجعلنا نرى الشمس الغاربة بلون ضارب للحمرة.
وسيصل قمر الحصاد الى أعلى نقطة في السماء عند منتصف الليل مائل باتجاه الجنوب، ويتبع ذلك و وصوله لحظة الاكتمال بزاوية 180 درجة من الشمس عند الساعه 11:54 مساءً بتوقيت غرينتش ويكون قطع نصف مدارة حول الأرض خلال الشهر ، وسيبقى مشاهدا إلى أن يغرب مع شروق شمس الثلاثاء.
وقال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق، إلى أنه للتمكن من مشاهدة أى ظاهرة فلكية مثل اقترانات القمر مع النجوم والكواكب أو ميلاد أهلة الشهور العربية، فإن الأمر يتطلب صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.
وأضاف الدكتور تادرس أن الظاهرة الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض ، هذه الظاهرة ليست نادرة و تتكرر في كل عام ، وتختلف من مرة لأخرى حسب زيادة حجم القمر، في ظاهرة تسترعي الانتباه وتجتذب علماء وهواة الفلك لمشاهدتها ورصدها وتصويرها.
تعتبر الأقمار البدر القريبة من وقت حدوث الاعتدال الخريفي مميزة نظرا لأن المسار لظاهري للشمس والقمر والكواكب يصنع زاوية ضيقة مع الأفق عند غروب الشمس .
إن كل قمر بدر يشرق مع وقت غروب الشمس وفي المتوسط يشرق القمر في اليوم التالي متأخرا بحوالي 50 دقيقة وهذا يحدث كل يوم ، ولكن في شهري سبتمبر و اكتوبر فإن الزاوية الضيقة لدائرة فلك البروج مع الأفق تجعل القمر يشرق مبكرا عن المتوسط في خطوط العرض الشمالية
ففي خطوط العرض الوسطى الشمالية بدلا من شروق القمر متأخراً 50 دقيقة في الأيام بعد البدر المكتمل فإن القمر الأحدب المتناقص سيشرق متأخراً بحوالي 35 دقيقة فقط لعدة ايام على التوالي، في حين أن المناطق الواقعة بخطوط العرض الأبعد القريبة من الدائرة القطبية الشمالية فإن القمر يشرق متأخراً بحوالي 15 دقيقة لعدة أيام .
هذا الأمر كان يعتبر هاماً في أوقات قديمة بالنسبة للمزارعين الذين يحصدون محاصيلهم قبل عصر التراكتورات المزودة بمصابيح الإضاءة، حيث لم يكن هناك فترة طويلة من الظلمة بين غروب الشمس وشروق القمر لعدة ايام بعد البدر المكتمل ما يعني بأن المزارعين كانوا يعملون في الحقول وجني المحاصيل تحت ضوء القمر ومن هنا جاءت تسمية قمر الحصاد.
يعتبر هذا التوقيت من الشهر مثاليا لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير خلافا لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة نتيجة لوقوع كامل القمر في نور الشمس ، تلك الفوهات المشعة عبارة عن رواسب لمواد عاكسة ساطعة تمتد من مركز الفوهات نحو الخارج لمئات الكيلومترات ويعتقد بأن تلك الفوهات حديثة التكوين وتعتبر فوهه "تيخو" اكثر الفوهات اشعاعا.