إيران فوق البركان.. حكاية أول كتب محمد حسنين هيكل فى عهد الملكية
تمر اليوم الذكرى الـ98 على ميلاد الأستاذ الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، أحد أساتذة الصحافة المصرية والعربية عبر تاريخها، وهو أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين فى القرن العشرين، ساهم فى صياغة السياسة فى مصر منذ فترة الملك فاروق حتى وفاته سنة 2016، فقد تولى مناصب صحفية مهمة مثل رئيس تحرير جريدة الأهرام.
ترك الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل خلفه إرثا ضخما من الكتب، وصل إلى ما يقرب من 40 مؤلفا عن أهم القضايا التى تشغل العرب، باللغتين العربية والإنجليزية، والتى أثرت المكتبة السياسية العربية، واكتسبت رواياته مصداقية كبيرة، إذ أنه حرص على دعمها بوثائق متنوعة وشهادات من صناع القرار ومن شهود العيان، رؤساء وملوك وساسة؛ وكذلك بما فيها وثائق من أجهزة مخابراتية، لذلك تعد كتبه من المراجع الرئيسية.
وكان كتاب "إيران فوق البركان" هو أول كتاب لهيكل، حيث كتبه بعد رحلة إلى إيران استغرقت شهرا كاملا، والإصدار الوحيد الذى صدر له فى عهد الملك فاروق، حيث أصدره فى 1951، ويقع فى 185 صفحة من القطع الصغير، يضم ثمانية فصول، والكتاب محصلة شهر عاشه هيكل فى إيران، على إثر مقتل رئيس وزرائها الجنرال على رزم آراه يوم 7 مارس 1951، وذلك إبان عمله مراسلا صحفيا فى بداياته، والكتاب حقق مبيعات عالية، خاصة أنه لم يتم تناول الشأن الإيرانى آنذاك.
وصدر الكتاب فى مرحلة ما قبل الشباب الباكر، كان الأستاذ محمد حسنين هيكل يشغل وظيفة المراسل المتجول فى الشرق الأوسط لجريدة أخبار اليوم، وكان بين المهام التى قام بها أزمة البترول الإيرانية عام 1950 – 1951.
والكتاب حصيلة شهر عاشه الأستاذ هيكل فى إيران، إثر مقتل رئيس وزرائها الجنرال على رزم آراه يوم الأربعاء 7 مارس 1951، ولقد سافر إلى كل أنحائها من الشمال إلى الجنوب، من جولفا على الحدود الروسية إلى عبادان على الخليج العربى، وقضى أياما طويلة فى ظلمات طهران وسراديبها الغامضة.
وقابل كل قيادات العهد القديم من السياسيين أمثال السيد ضياء الدين طباطبائى، وقوام السلطنة، والدكتور محمد مصدق، وأهم رجل من رجال الدين الشيعة فى ذلك الوقت ومؤيد مصدق المتحمس آية الله كاشانى، وفى ذلك الوقت أيضا دارت أول أحاديثه مع الشاه محمد رضا بهلوي، كما تعرف على شقيقته التوأم الأميرة أشرف، التى كان زوجها الأسبق أحمد شفيق - وهو مصرى - صديقا له.
أما أول كتاب لهيكل فى عصر الرئيس جمال عبد الناصر، وثانى كتاب له، ويقع فى 168 صفحة من القطع الصغير، مقسمة إلى 7 فصول، وصدر فى عام 1958، كان شهادة على الأحداث منذ مطلع الخمسينات، ويهاجم السياسة الأمريكية، وخاصة سياسة وزير خارجيتها دالاس نحو الشرق الأوسط.