الدكتور سيد مشعل وزير الانتاج الحربى السابق .. يكتب كلمة رثاء للمشير محمد حسين طنطاوي
القائد العظيم إبن مصر البار المخلص الأمين رمز الوطنية والجندية والعسكرية المصرية رفيع المقام عالي الهامة رمز الرجولة والشهامة
قائدي ومعلمي وحبيبي المشير طنطاوي رحمة الله عليك القائد العظيم غادرتنا ونحن ندعوا لك ونحتسبك عند الله من الطيبين الأبرار.
دافعت عن وطنك وقاتلت في أحلك الظروف وسيئ الأقدار فكنت بطلا شجاعا مقاتلا جسورا وقائدا حكيما شهد له الجميع وسطر بطولته التاريخ وكتب أسمه بحروف من نور علما من أعلام التاريخ وقائدا من قادة مصر العظام .
عرفناك رجلا لا يخشي في الله لومة لائم صادق القول حكيم القرار شديد البأس حاسم الفعل لا تكل ولا تمل العمل عندك عبادة والخيار لديك إرادة والوطن فيك عزة وسيادة
ليس في الحق لديك هوي أو حيود أو رياء ودائما رافع الرأس بلا إنحناء معتز الكرامة في شنن وإباء وعزة ومناعة وشموخ وكبرياء .
سيدي القائد العظيم حافظت علي الوعد والقسم فقاتلت وحاربت ووفيت وحسنا أبليت وصدقت ما عاهدت الله عليه فأعزك ونصرك بجند من عنده فكانت كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلي وخرجت في حرب أكتوبر منتصرا بكتيبتك مرفوع الرأس عالي الهامة رحمك الله
وواصلت المسيرة ضابطا حرًا منضبطا شهد بجنديته الجميع قادة وجنود وتوليت القيادة والمسئولية وأرتقيت فكنت نموذجا في الفكر والأبداع والتطوير وأخذت علي عاتقك الأنطلاق بالقوات المسلحة لأعلي القدرات والأستعداد القتالي العالي للدفاع عن الوطن ودفع الشر والخطر عنه في كافة الظروف والملمات وفي أي مكان وزمان .
ولا يسعني المقام في سرد الوقائع واللحظات التي عشناها معك أيها القائد العظيم في درء الخطر عن البلاد قبل وقوعه فهي كثيرة لكنني لايسعني المجال في الأستمرار في سردها فلها من يسجلونها في مجلدات
ومضيت يا سيدي تحمل مسئولية الوطن ومصر وشعبها حين وقعت الكارثة وتآمر عليها الماردين من أبناءها وتحالفوا مع الشياطين وعبدة الشيطان.
وتجمعوا علي مصر والمنطقة وظنوا أنهم قادرون عليها وأسقاطها في بحور من الدم والأقتتال والغدر والخيانة لعنهم الله ومثواهم النار وبئس المصير.
وكنت أنت يا سيدي رجل الزمان والساعة وصاحب القرار والحكمة واجهت الموقف وحافظت علي قواتك المسلحة وجنبتنا الأقتتال وحفظت لمصر وشعبها وحدتها ولممت شمل الأمة وواجهت الغمة بكل حكمة وحقنت الدماء ودفعت عنا الهم والبلاء وآثرت علي نفسك الصمت وعدم الكلام وهذا من شيم الكرام وعبرت بوطنك مصر من أصعب المواقف وأصعب اللحظات في هدوء وأمان وسلام حتي أكرمها الله برجل عسكري عظيم بطل مضي بالوطن بشجاعة الرجل الجسور الذي لا يهاب الصعب ولا يخشي إلا الله أدخره الله وأختصه للحظة حانت ليخرج بالوطن من عنق الزجاجة بكل جرأة وصلابة ليحفظ لمصر أمنها وسلامة شعبها وعزتها وريادتها وقيادتها لمنطقتها ومواجهة الأخطار التي تحيق بها أعانه الله علي أداء الأمانه وأحاطه بالمخلصين من أعوانه.
قائدي المشير حسين طنطاوي.. لا أقول وداعا بل أقول ستبقي دائما باقيا فينا بأقوالك وأفعالك وما تركت في مصر وما صنعت من معروف سيذكرها التاريخ والمنصفين من كتبة التاريخ وتلامذتك ورجالك العارفين بقدرك.
رحمك الله رحمة واسعة أيها القائد العظيم وطيب ثراك وأحسن مثواك وحفظ ذكراك
وأسكنك فسيح جناته وجعلك مع المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر وفي صحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا سنظل نذكرك بالخير دائما وندعوا لك حتي نلقاك في نعيم مقيم .. خالص عزائي لقواتنا المسلحة حفظها الله ومصر وشعبها وقائدها نصره الله.
تلميذك الأمين سيد مشعل