السلطة الفلسطينية تطلب أموال حماس من السودان والأخيرة تتهمها بالصيد في الماء العكر
بعد إعلان السودان مصادرة أصول "تعود إلى حركة حماس" الفلسطينية، دعت السلطة الفلسطينية الخرطوم إلى تسليم الأصول المصادرة إليها.
لكن حماس، التي نفت وجود استثمارات لها في السودان، اتهمت السلطة بـ"الصيد في الماء العكر".
السلطة الفلسطينية تطالب السودان بأموال حماس
حثت السلطة الفلسطينية الحكومة السودانية اليوم السبت (25 سبتمبر) على تسليم أصول صادرتها في إطار حملة استهدفت عمليات تتخذ من السودان مقراً لها لتمويل "حركة المقاومة الإسلامية" الفلسطينية (حماس).
وظل السودان حليفاً لحماس لفترة طويلة في عهد الرئيس السابق عمر البشير، لكن بعد الإطاحة به في عام 2019، سيطرت السلطات السودانية على استثمارات وشركات تقول إنها كانت تحول أموالاً للحركة الإسلامية لسنوات.
حسن الشيخ يدعوا لتسليم الاموال
وقال رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ، القريب من الرئيس محمود عباس، على تويتر: "نتمنى على دولة السودان الشقيقة التي كانت دوماً شعباً وحكومة مع شعب فلسطين أن تسلم الأموال المنقولة وغير المنقولة التي تمت مصادرتها إلى دولة فلسطين ولحكومة فلسطين"، وأضاف: "الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون لهذه الأموال وتحديداً شعبنا العظيم الذي يرزح تحت الحصار في غزة".
حماس لاعلاقة لنا بالشركات
وقالت حماس أمس الجمعة إنها ليست لها علاقة بالشركات والأفراد التي استهدفتها الحملة في السودان وإن مستثمرين ورجال أعمال فلسطينيين يمتلكون الأصول المصادرة. واتهم موسى أبو مرزوق، المسؤول البارز في حماس، حسين الشيخ "بالصيد في الماء العكر".
وقال أبو مرزوق على تويتر: "ما جرى في السودان هو صراع داخلي لاستجلاب التأييد الأمريكي للشق المدني في حكومة حمدوك في مواجهة العسكر. لعبة رخيصة استخدم فيها اسم الحركة افتراءً، ومطلوب من السودان تصحيح الموقف ورد الحقوق إلى أصحابها".
وفي الخرطوم، لم يرد مسؤول كبير في قوة مهمات تشرف على العمليات التي تقودها الحكومة لمصادرة الأصول على طلب تعليق. وقالت قوة المهمات إنها لا تصادر ممتلكات خاصة مشروعة وإنما تسترد ممتلكات عامة اختُلست خلال فترة حكم البشير الطويلة.
حماس: ليس لدينا مشكلة مع أي جهة سودانية
وكان مصدر في "لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 واسترداد الأموال العامة" في السودان أفاد لوكالة فرانس برس الخميس بأنه تمت مصادرة أصول تعود إلى حركة حماس الفلسطينية التي نفت أن لديها استثمارات في البلاد.
لجنة مصادرة الاموال تشكلت بعد الاطاحة بالبشير
وقال المصدر في اللجنة التي تشكلت عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019، إنه "تمت مصادرة شركات تتبع لحركة حماس وهي حسان والعابد للإنشاءات والرواد العقارية، إضافة الى مشروع زراعي باسم البداية وفندق بردايس في وسط الخرطوم ومكتب للتحويلات المالية كانوا يستخدمونه لنقل الأموال إلى الخارج باسم الفيحاء".
وأضاف: "صادرنا أيضاً أسهماً للحركة في شركة مع رجل أعمال سوداني في منطقة دنقلا" الواقعة على مسافة 450 كيلومتراً شمال العاصمة الخرطوم.
لكن الحركة نفت وجود استثمارات لها بالسودان وقال المتحدث باسم حماس حازم قاسم لوكالة فرانس برس: "لا يوجد لنا أي استثمارات في السودان، ونؤكد أنه ليس لدينا أي مشكلة مع أي جهة سودانية".
وأقام نظام البشير علاقات جيدة مع حركة حماس التي كان قادتها يترددون على الخرطوم.
وقد اتهمت إسرائيل السودان باستمرار بتهريب السلاح إلى حماس في قطاع غزة بالتعاون مع ايران، وهو ما كانت تنفيه حكومة البشير.
واتهمت الخرطوم تل أبيب عام 2012 بقصف منشأة للتصنيع العسكري جنوب الخرطوم. لكن الحكومة التي تولت السلطة بعد الإطاحة بالبشير بدأت تطبيع العلاقات مع اسرائيل، ووقعت في يناير الماضي على "اتفاقيات إبرهام" للتطبيع مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة.