«بنحبك ياناصر» هتافات من محبي «جمال» أمام ضريحه والرئيس ينيب وزير الدفاع
عاش بمقاييس الزمن حياة قصيرة، إلا أن سنوات حكمه مثلت فصلاً استثنائياً في المشهد المصرى والتاريخ العربي كله، وبقيت كاريزمته حية رغم مرور السنوات، وعدم معاصرة الجيل الحالي له، إلا أنه يبدو وكأنه غادرنا بالأمس، إنه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذي تحل اليوم الأربعاء الذكرى 102 على ميلاده.
51 عام مرت على رحيل "جمال"، لكن صورته حاضرة في العقل المصري والعربي، ويبدو فيها رمزاً عصياً على الغياب، ولم تنقطع وفود الزائرين عن ضريحه، عادة ما يتوافدون ثلاث مرات كل عام، في 15 يناير ذكرى ميلاده، و23 يوليو ذكرى الثورة، و28 سبتمبر ذكرى رحيله، ليرفعوا أياديهم ثم يتلون الفاتحة على روح ذلك الذى يرقد، ويدعون له بالرحمة والمغفرة.
فقد فتح ضريح "ناصر" أبوابه أمام الوافدين صباح اليوم، ولا يغلقها إلا منذ قليل، وهو وقت كافٍ يستوعب كل من يرغب فى زيارته، وفي العادة يكون عدد من أبناؤه واحفاده أول الحاضرين ويترأسهم "عبدالحكيم" الذي يواظب على الحضور دائما، ويقف على الباب الخارجي يستقبل الزائرين، ويشد على أياديهم، قبل أن ينصرفوا جميعاً، تاركين المكان يغرق في صمت مهيب، يقطعه بعض الزائرين ممن اعتادوا التردد على المكان.
و شهد الضريح، اليوم، توافدا كبيرا من محبي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إلى ضريحه بمنطقة كوبري القبة، لإحياء الذكرى 51 لوفاته، بحضور عدد من أفراد أسرته، ، والسياسيين وقيادات الأحزاب وبعض الشخصيات القومية العربية.
وحمل عدد من المواطنين أعلام مصر، وصور الرئيس الراحل، هاتفين هتافات ثورية : « ناصر ياحرية» و « بنحبك ياناصر».
ومن أمام الضريح، قال محمد حسانين ، أحد محبي عبد الناصر، والذي حرص على زيارة الضريح: إن عبد الناصر حي في قلوب المصريين، ولا يمكن نسيانه.
وأضاف: «بنحبه لأنه كان صادق وحاسس بالناس وكان نفسه يعمل كل حاجة علشان خاطر مصر والمصريين، جمال زعيم حقيقي».
وقال المحامى حجاب عبد الله، شبيه "عبد الناصر"، والذى قال إنه يحرص على زيارة ضريح الزعيم في ذكرى ميلاده ووفاته، وأضاف أنه وجه الشبه بينه وبين الزعيم "عبد الناصر" أمر يسعده كثيرا لأنه يحب "عبد الناصر" كما يحبه الملايين في مصر والوطن العربى، متابعا : "شرف ليا أكون شبه الزعيم عبد الناصر، وأفادنى كثيرا فى محبة الناس ليا، اللى بيوقفونى فى الشارع يسلموا عليا ويتصوروا معايا عشان بفكرهم بالزعيم جمال عبد الناصر".
وأشار جمال غزالي نائب رئيس الحزب الناصري خلال حضوره بضريح الزعيم، أنه من أحد أبناء محافظة أسيوط وهي مسقط رأس الزعيم خالد الذكر، وإنه أتى إلى الضريح اليوم بوفد الحزب بحضور المهندس محمد النمر رئيس الحزب، وذلك حبا في الزعيم الراحل ومنهجه، مردفا قائلا : " الناس مؤمنة بفكر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فهو كان لديه مشروع وحلم لو تحقق لكانت مصر في مصاف الدول العظمى، وكان لديه مشروع للقومية العربية، وعبد الناصر زعيم لن يتكرر أو من الزعماء القليلين على مدى التاريخ".
وذكر نائب رئيس الحزب العربي الناصري في كلماته قائلا : في ظل هذه الذكرى الوطنية يقيم الحزب بعد قليل، ندوة تثقيفية موسعة بعنوان ( هل الناصرية مشروع الضرورة للأمة العربية) وذلك في تمام ال6 مساء بعد قليل، بمقر الحزب الكائن ب8 طلعت حرب - وسط البلد - القاهرة ويترأس افتتاح الندوة المهندس محمد النمر رئيس الحزب وحسام جمال الدين النائب الأول للرئيس.
فيما أعلن حزب الوفاق القومي الناصري، برئاسة محمد محمود رفعت رئيس الحزب، عن إقامة ندوة تثقيفية غدا الأربعاء تحت عنوان ( عبد الناصر وقضية فلسطين )، بحضور الباحث الفلسطيني كمال حمدان والوفد المرافق له .
كان الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد أناب الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، للمشاركة فى إحياء الذكرى السنوية لوفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
ووضع الفريق أول محمد زكى إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقرأ الفاتحة ترحماً على روحه الطاهرة، ونقل القائد العام للقوات المسلحة خلال لقائه أسرة الزعيم الراحل إعتزاز وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسى والشعب المصرى بما حققه الرئيس عبد الناصر لمصر من مكانة رائدة إقليمياً ودولياً ، وما قدمه من خدمات جليلة لدعم القضايا العربية والإقليمية ومساندة الشعوب فى نضالها من أجل الإستقلال والحرية ، مؤكداً أن هذه الذكرى ستظل نموذجاً فريداً تحتذى به الأجيال القادمة فى العمل والكفاح والتضحية من أجل مصر وشعبها العظيم .
مشيراً إلى أن التاريخ المصرى يزخر بما حققته ثورة يوليو المجيدة من إنجازات حمل لواءها الرئيس عبد الناصر مع طلائع القوات المسلحة وأيدته جموع الشعب المصري للقضاء على الإستعمار والتبعية وبناء الجيش القوى القادر على حماية الوطن ، وأن شعب مصر العظيم وقياداته الوطنية الواعية تصنع اليوم حقبة جديدة من التاريخ بإرادة حرة قادرة على مواصلة المسيرة التنموية والحضارية لخلق حياة كريمة يطمح لها كل المصريين ، حضر المراسم عدد من كبار قادة القوات المسلحة وأسرة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر .