”أقنعة الملائكة” في ثاني أيام مهرجان مسرح الهواة ببورسعيد
برعاية د. إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، وفى اليوم الثانى لمهرجان مسرح الهواة بالجمعيات الثقافية فى دورتة الثامنة عشرة دورة "ملك الجمل.. خالتى بمبة"، برئاسة الشاعر مسعود شومان، والذى تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، من خلال الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة د. هانى كمال، بفرع ثقافة بورسعيد بإقليم القناة وسيناء الثقافى برئاسة الكاتب محمد نبيل، والذى يقام على مسرح قصر ثقافة بورسعيد فى الفترة من 2 إلى 7 أكتوبر الجارى.
تضمنت فعاليات الليلة تقديم عرضين مسرحيين، الأول بعنوان "أقنعة الملائكة" إعداد وإخراج خالد العيسوى، للجمعية المصرية لهواة المسرح، وهي إحدى مسرحيات المؤلف اليوناني نوتيس برياليس والتي تعبر بصدق عن اهتماماته الأساسية، فقد ظل مشغولا بأحزان الحياة وحقيقة الموت المؤلمة، ولقد خلق هذا في نفسه شعورا مطلقا بالعطف علي كل مخلوقات الأرض، واحساسا عميقا بتفاهة الإنسان ووحشيته وقبحه وعجزه عن مجابهة الموت، وفي نفس الوقت يؤمن بحساسية الإنسان وقدرته علي التقبل والرضا وبانتصار براءته وطهره، كما أن أقنعة الفرح والحزن والموت تلائم كل البشر، أما أقنعة الملائكة فهي لا تلائم إلا المستضعفين العاجزين، ولكن القادرين المذنبين فلهم في النهاية أقنعة الموت.
العرض الثانى جاء بعنوان "النهر يغير مجراه"، تأليف أحمد الأبلج، إخراج خالد محمد ربيع، للجمعية المصرية للتوعية الفنية والثقافية، ويدور حول مناقشة الظلم ومناهضته، من خلال القبض على حكيم القرية بسبب وقوفه أمام طغيان الحاكم "قوة غير معلومة تحركهم وتتحكم فيهم"، ويدخل في صراع مع ضابط القرية الذى يعانى من حب زوجته لسلطته وليس لشخصه، أما زوجة المتهم فكانت رمزا للضمير الذي يرشده للحكمة وطريق الصواب، ثم يدخل الظابط وحكيم القرية في صراع أخر بسبب إصدار الحاكم أمرا بتغيير الأدوار، فيصبح المتهم ضابطا والضابط متهما، ليأخذ الموضوع منحى أخر وهو الصراع حول من يمسك زمام القرية، وتتدخل زوجة الحكيم الممثلة للضمير، لتعيد الأمور إلى نصابها.
أعقب ذلك ندوة نقدية للعرضين شارك فيها د. عمرو دوارة والذى تحدث عن الصعوبات التى تواجه فرق الهواة، وعن التمويل الضئيل لفرق الجمعيات، موضحا أن هناك هاوى تمثيل، لكن ليس هناك هاوى اخراج، حيث يجب أن يكون المخرج دارسا وممتلك لأدواته وفاهم لرؤيته، فهو قائد يضبط ايقاع العمل، وأن مخرج مسرح الهواة عليه عبئا اكبر من المحترف، معربا عن سعادته بعرض "أقنعة الملائكة" بشكل عام نظرا لتكامل الموسيقى والاشعار والديكور والإضاءة، كما أوضح د. حسام ابو العلا أن عرض "أقنعة الملائكة" فيه فلسفة حياتية عن الصراع مع الاخر ومع الحياة، وأن الإنسان استطاع السيطرة على قوى مختلفة منها صراعه مع الآلهة والمجتمع والسلطات السياسية، فكلنا يرتدى أقنعة بطبيعة الحياة طوال اليوم نحاول أن نغيرها، واستطاع مخرج العرض أن يعبر عن هذا الصراع بفكرة الأقنعة، وأشار الناقد محمد الروبى إلى أن مؤلف العرض وصف المكان بأنه أشبه بساحة بين المنازل وبه حانة، وأن المخرج اختار التجريد لأنها حالة مختلفة من العلاقات وهو اختيار جيد، لكن ما يمكن الاستغناء عنه يجب الاستغناء عنه، ومبدأ أن تكون قادرا على حذف العلامات والرموز المتعلقة بالحدث رغم إعجابك بها اخذت منى جهدا فى تفسيرها، لكنى تخيلت أنها غير موجودة، وبالرغم من جودة الأغانى والألحان والأشعار بالعرض إلا انه كان بدونها أفضل.
وعن عرض "النهر يغير مجراه"، أوضح د. حسام ابو العلا أن من الثابت وجود عروض ضعيفة، لكن هناك حقيقة لا تغيب عن مجال المسرح، وهى أن هناك عروض تبنى خبرات وأخرى تبرزها، والمخرج فى هذا العرض يبرز ويبنى خبراته، ووجه التحية لفريق العمل لأنهم فى بداية تكوين الخبرات، موضحا أن الترجمة البصرية فى الديكور بالحبال وفكرة أن الإنسان مخير أو مسير مع وجود قوة عليا تتحكم فيه كانت جيدة، لكن كان من الممكن استخدامها بشكل أفضل.