أبطال أكتوبر في ضيافة بيت الشعر على طريق الكباش
بالتعاون مع مكتبة مصر العامة بالأقصر وإقليم جنوب الصعيد الثقافي واحتفالًا بذكرى انتصارات أكتوبر المجيد، أقام بيت الشعر بالأقصر أمسية شعرية على المسرح المكشوف على الجناح المطل على طريق الكباش الجديد لثلاثة شعراء شاركوا في حرب السادس من أكتوبر، وهم الشاعر أحمد سويلم والشاعر أحمد عنتر مصطفى والشاعر عبدالعزيز موافي، في لقاء مفتوح تحدثوا فيه عن ذكريات وفصول من ذاكرة حرب أكتوبر المجيدة، وقام بتقديم الأمسية الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر، وذلك في تمام السابعة مساء أمس السبت ٩ أكتوبر ٢٠٢١.
بدأ القباحي الأمسية مرحبًا بالضيوف الحاضرين ومهنئًا الجميع بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة التي تعيد إلى الوجدان الوطني مشاعر الانتماء والإيثار والتضحية، وهي فرصة لاستذكار مآثر أبطالنا وجنودنا المصريين والشهداء الذين كتبوا بدمائهم أروع السطور في تاريخ الوطن.
وشارك الشاعر أحمد عنتر مصطفى بكلمة تحدث فيها عن الكواليس التي سبقت الحرب والخداع الاستراتيجي ومشاعر الوطنية التي كانت تسيطر على الجميع وتدفعهم في معركة روحية كبيرة لتحرير الأرض، كما تحدث أيضًا عن رصده لهذه الحالة في ديوان كامل كتبه عن هذه الفترة، وهو ديوانه "الذي لا يموت أبدًا".
أما الشاعر أحمد سويلم فقد استعاد ذكريات كثيرة عن الحرب راصدًا حالة الحزن التي أعقبت الهزيمة تلك الحالة التي ألهبت المشاعر الوطنية واشتعلت في نفوس الجنود والأبطال.
ثم اختتم الشاعر عبد العزيز موافي الحديث باستعادة فصول من بطولة الجنود المصريين ومنهم الشهيد الأقصري سيد زكريا من قرية الخضيرات بالأقصر، والذي كتب بدمائه أروع قصة في الفداء والتضحية حيث استطاع أن يوقف عددًا كبيرًا من جنود العدو بمفرده بعد أن استشهد جميع من في فرقته مجبرًا العدو على الوقوف له احترامًا ودفنه كما يليق ببطل.
ثم استمع الجمهور بعد ذلك إلى قصائد عن حرب أكتوبر المجيدة، حيث شارك الشاعر الشاعر أحمد سويلم بقصيدة "حبة رمل"
حبة رمل.. أم أوسمة فوق الصدر؟/ شمس محترقة.. أم حضن يدفئ قلب/ عانى كل صقيع الزمن.. وأشقاه الدهر؟/ أرض تتفجر غضبا.. أم مهد / مد ذراعيه بحلم أخضر،/ بعد سنين القهر؟./ تلك خطانا../ تمضى فى درب الشهداء/ تتغنى بالحلم المتجدد فى أيدينا../ تعلى فوق النهر منارات ضياء.../ ما أجمل أن نصغى لحوار ممتد / بعد زمان الصمت/ الرمل هنا يسأل.. والتل يجيب/ الشمس هنا تسأل.. والقمر يجيب/ الصخر هنا يسأل.. والبحر يجيب/ ثم يشير الموج إلى الريح/ فتنطلق سريعا / بين الأودية وبين جبال الأرض./ فإذا أنغام الفرحة تسرى../ شلالات لا تتوقف./ ما أجمل أن نصغى .. / لحوار ممتد بعد زمان الصمت./ فوداعا للصمت../ ووداعا للموت../ الشمس هنا.. باسمةٌ / والرمل لآلئ من ياقوت/ والأرض.. تغنى بالحلم الأخضر/ والشهداء الأحياء./ حملوا رايات الفرحة/ فى سيناء.
أما الشاعر أحمد عنتر مصطفى فقد من قصيدته "مرثية بائع تين شوكي"
يوليو ١٩٦٩ - منطقة فايد
وكان يتنقل بين معسكرات القناة يبيع للجنود ثمار التين الشوكي ويغني لهم المواويل الشعبية البسيطة، في إحدى الغارات خلال حرب الاستنزاف سقط شهيدًا.
ذبحتني عيناك بنظرة حزن
حين نظرت إليك
تركت قلبي نايًا مثقوبًا
تصفر فيه الريح الشتوية
والأحزان
جعلت روحي ظلًا مصلوبًا
ما بين هجير اللوعة والأشجان
صرعتني غصنا ..
هزمته الريح
تهاوي في قاع الأخدود
سحقتني دمعًا مضطربًا من غير خدود.
واختتمت الأمسية بالشاعر عبدالعزيز موافي الذي من قصيدته "رأس العش" ١٩٧٣
إنها رجفة السر أن يلتقط الهدف الذي زال
حين تتأبط الصحراء موته أو يتآكله النوم
بينما يخفي طفولته داخل الهيش
أو قي خليج نيران
وبينه وبين تواطؤ الليل عليه أرض ميتة
وخيط من النعاس يشبه شعلة سامة تنطفئ
للأجساد حرية أن تمضي وحدها
حيث يضرب الموت بعصاه بين الأسلاك الشائكة
فتنشق الظلمة عن أحجارٍ تطير بأجنحة من القار
وعن صقور معدنية تفترس الفضاء الحر.
وفي نهاية الأمسية استمع الجمهور إلى فرقة الأقصر للموسيقى العربية والفنان عبدالله جوهر وباقة من الأغاني الوطنية والقصائد المغناة.