”دعهم يأكلون كعكا” هل حقا قالتها مارى أنطوانيت وكانت سببًا فى الثورة الفرنسية؟
تمر اليوم الذكرى الـ 228 على إعدام الملكة مارى أنطوانيت زوجة لويس السادس عشر ملك فرنسا بتهمة الخيانة، وهى التى ينسب لها المقولة المشهورة "إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء، دعهم يأكلون كعكاً" رغم أنه لا يوجد دليل على ذلك وأن الذى ذكر هذه العبارة هو جان جاك روسو فى كتابه "الاعتراف" ولم يذكر اسم النبيلة التى قالتها، إلا أن هذه الحكاية الواهية منتشرة بين العامة.
والمقولة السابقة من القصص الشهيرة التى نسبت لمارى أنطوانيت وساهمت فى تشويه سمعتها بكتب التاريخ، وقد برزت بالمصادر الفرنسية بشكل أدق تحت كلمات "دعهم يأكلون البريوش" والبريوش هو نوع من الخبز الفرنسى الفاخر الذى يصنع أساسا اعتمادا على الدقيق والبيض والزبدة، وقد قيل إن هذه الكلمات قد ارتبطت بمارى أنطوانيت عندما علمت بانتشار المجاعة وتفشى الفقر بين الفرنسيين وعدم قدرتهم على شراء الخبز.
إلى ذلك، سجلت هذه العبارات التى ربطت بين الفقراء والكعك ظهورها منذ قرون بمختلف أرجاء أوروبا فبرزت قصص مشابهة لها بمناطق عدة كإسبانيا وإنجلترا وروسيا. وخلال القرن السادس عشر، ظهرت بالمناطق الألمانية حكاية شعبية تداولها كثيرون عن تساؤل إحدى النبيلات الألمانيات عن سبب جوع الفلاحين الفقراء واعتمادها لعبارات "لماذا لا يأكل الفقراء الكروسيم" والذى كان نوعا من الخبز، حلو المذاق، شبيه بالبريوش الفرنسي.
وعن كيفية ارتباط هذه العبارات بشخصية مارى أنطوانيت، يشكك المؤرخون فى اعتمادها من قبل عدد من الأشخاص زمن الثورة الفرنسية لتشويه الملكة وشحن مزيد من الكراهية والغضب الشعبى تجاهها. إلى ذلك، كان الكاتب الفرنسى جان باتيست ألفونس أبرز من نفى هذه القصة. فمن خلال ما كتبه بجريدة عام 1843، تحدث كار عن عثوره على عبارات "دعهم يأكلون البريوش" بكتاب يعود لعام 1760 حيث كان عمر مارى أنطوانيت حينها 5 سنوات فقط.
ولدى الفرنسيين، كان الكاتب والأديب والفيلسوف الجنيفى (منحدر من جنيف) جان جاك روسو أول من قدّم هذه العبارات بكتابه الشهير "اعترافات جان جاك روسو" الذى كان عبارة عن سيرة ذاتية من تأليفه. وقد أتم جان جاك روسو كتابة هذه السيرة عام فى حدود العام 1767 ونشره عام 1782. لكن أثناء فترة إتمام كتابة هذه السيرة، لم يتجاوز سن مارى أنطوانيت 12 عاما وكانت لا تزال حينها بفيينا. من جهة ثانية، نسب جان جاك روسو هذه العبارة "دعهم يأكلون البريوش" لملكة عظيمة دون أن يحدد اسمها بشكل واضح. وأثناء القرون التالية، اختلف العديد من المؤرخين حول هذه الملكة واتجه بعضهم للحديث عن الأميرة الإسبانية ماريا تيريزا زوجة ملك فرنسا لويس الرابع عشر وملكة فرنسا ما بين عامى 1660 و1683.