رئيس الوزراء اليوناني: مصر تستطيع القيام بدور محوري في موضوع الطاقة الخاص بأوروبا
أكد رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، اليوم الثلاثاء، أن مصر واليونان وقبرص ستصبح مركزا مهما للطاقة، موضحا أن الطاقة ليست فقط نقطة التقاء للمصالح المشتركة، بل هي أولوية استراتيجية وجسر من مصر إلى أوروبا، موضحا أن مصر تستطيع أن تقوم بدور محوري فيما يخص الأمن الخاص بالطاقة لأوروبا لا سيما خلال الاضطرابات الجسيمة التي يشهدها سوق الطاقة حاليا
وقال رئيس وزراء اليونان - خلال المؤتمر الصحفي مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس القبرصي عقب القمة الثلاثية بينهم في أثينا - إنه تم عقد اتفاقيات في مجال التجارة والملاحة ، موضحا أن القمة الثلاثية أضافت مذكرتين تعاون للربط فيما بين الثلاثة دول لنقل الكهرباء والتعاون في مجال المغتربين .
وأوضح أن مصر تشارك بفاعلية في شبكة نقل وتوزيع مصادر الطاقة الغاز الطبيعي، مشيرا إلى أن هذا ما يرتبط به توقيع اتفاقية مذكرة التفاهم للربط بين مصر واليونان وقبرص ، مرحبا في ذات الوقت بعقد القمة التاسعة الثلاثية بين اليونان ومصر وقبرص.
وأكد ميتسوتاكيس السعي إلى تنويع مصادر الطاقة، وذلك يجعل مصر المورد الأساسي للطاقة الكهربائية الناجمة عن الطاقة الشمسية وعبر اليونان تصل إلى أوروبا.
وقال إن " بلادنا تعتبر مركزا هاما للطاقة في منطقة البحر المتوسط، ونحن نتعاون في عدة مجالات أخرى، خاصة فيما يتعلق بجائحة كورونا"، مشيرا إلى أن بلاده قدمت لمصر 250 ألف جرعة من لقاحات فيروس كورونا .
وأضاف "نحن أيضا نتعاون في مجال تغير المناخ على المدى البعيد، وعلى المدى المتوسط من خلال انتاج الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة، كما أتيحت لنا الفرصة لبحث التطورات الاقليمية"، مؤكدا أن مواقفهم متطابقة في ادانة السلوكيات والخطاب الهجومي من جانب تركيا وأيضا الاختراقات داخل المنطقة الاقتصادية.
وأوضح أن أطماع تركيا ضد جيرانها في منطقة شرق البحر المتوسط هي بمثابة تهديد للسلام في المنطقة بشكل اوسع، مؤكدا التزامهم بقرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن.. ومطالبا بضرورة إعادة البدء في الحوار .
وقال إن " اليونان بأفعالة يقوم بضمان أمنه، وأنه يوقع دائما على اتفاقيات في اطار القانون الدولي، فضلا عن قيامه بتوطيد دوره في المنطقة في اطار الشرعية الدولية والعمل على احلال السلام".
وأكد ميتسوتاكيس، أن بلداننا الثلاثة ملتزمة باحترام الشرعية الدولية، حيث أبرمت قبرص واليونان اتفاقيات لترسيم الحدود البحرية مع مصر في إطار اتفاقية البحار الدولية، وهذا ما تم على مدار فترة زمنية طويلة، إلا أن هذه الاتفاقيات النموذجية تعد نموذجا يحتذي به لسلوكه ذات الطريق بعيدا عن أى تعسف أحادي من أى جانب ينتج عنه تهديدات بالحرب وهو ما لا يتفق مع مفهوم القرن الحادي والعشرين.
وقال ميتسوتاكيس "تبادلنا الأفكار حول الوضع في ليبيا، حيث أن تطورات الوضع في ليبيا تؤثر على المنطقة بشكل أوسع، كما أن إجراء الانتخابات في ديسمبر دون أى تأجيل هي بمثابة خطوة نحو إحلال الاستقرار، وإبعاد وانسحاب كافة المرتزقة والقوات الأجنبية.
وأضاف أن الدول الثلاث أكدت على أهمية التحول الديمقراطي في ليبيا ونقوم بأخذ المبادرات للتعاون الاقتصادي، لافتا إلى أن إسهام مصر وقبرص واليونان سيتبلور على مستوى اللقاء الوزاري في طرابلس وأيضا في المؤتمر الذي من المقرر أن ينعقد في باريس حول ليبيا.
وقال ميتسوتاكيس، إن "اليونان ومصر وقبرص تدعم الاستقرار في أفغانستان بشكل عاجل، حيث تتعاون الدول الثلاث فيما يتعلق بقضية اللاجئين وهي قضية تشغل اليونان التي كانت وما زالت تدافع عن حدودها، وهي الحدود الأوروبية أمام تدفقات بشر يعانون، إلا أنهم أصبحوا أداة في يد أطراف أخرى من ضمنهم المهربين.
وأشاد بالموقف الهادئ الذي تتبعه مصر فى هذا الشأن، حيث لم تطلب أى مقابل في مجال معالجة تدفقات اللاجئين، بل أنها تحارب شبكات تهريب اللاجئين، فهي نموذج يحتذى به بعيدا عن أي سلوكيات تحاول استغلال هذه القضية".
وتابع:" نحن مع الأخوة القبارصة ننتمي إلى نفس الأم، ومع الأخوة الأصدقاء في مصر ننتمي إلى نفس المجتمع، مجتمع الحضارة والثقافة منذ (مستوطنة نكراطيس) الواقعة فى الدلتا، ودائما كان اليونانيون حاضرين في مصر، والآن في السنوات الأخيرة لدينا في اليونان عشرات الآلاف من المصريين"، لافتا إلى أن هذه العلاقة تمليها علينا الأواصر التاريخية والظروف السائدة، ونحن نرحب بالربط بين مصر والاتحاد الأوروبي الذي تم التوقيع عليه مؤخرا في القاهرة وسنقوم بدفع الربط بين مجلس أوروبا مع مصر، كما أننا أكدنا خلال اجتماعنا "ميد9" مع قادة الدول الأوروبية المتوسطية، على البعد المتوسطي للاتحاد الأوروبي.
وأكد رئيس الوزراء اليونانى أن الدول الثلاث تستطيع أن تستند على التعاون فيما بينها لموضوعات تتعلق بتغير المناخ، والأمن، والحدود البحرية، كالاتفاقية التي قمنا بالتوقيع عليها والطاقة، حيث يستدل من قرارنا اليوم للربط الكهربى بين بلادنا الثلاث في كافة المجالات، كما أن آفاق التعاون بيننا كبيرة مثل البحر المتوسط الذي يوحدنا جميعا.