النفايات الإلكترونية| تسبب خلل بالنمو العصبي وتتلف الحمض النووي للأطفال
تمثل المخلفات الإلكترونية خطرا كبيرا على صحة الإنسان والبيئة عند التخلص منها بطريقة غير آمنة بعد انتهاء مدة صلاحيتها، وهناك زيادة هائلة في كميات النفايات الإلكترونية بسبب زيادة نمو استخدام الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، حيث يتم استبدال الأجهزة بدلاً من إصلاحها، فتعمل الشركاء على تشجيع العملاء باستبدال وإحلال أجهزتهم بأجهزة جديدة مما يزيد من نسب النفايات الإلكترونية.
ومن المتوقع أن يصل حجم المخلفات الإلكترونية العالمية التي سيتم التخلص منها إلى 74.7 مليون طن متري بحلول عام 2030، أي ما يقرب من ضعف المخلفات الإلكترونية في 16 عامًا فقط، بما يعني أن المخلفات الإلكترونية هي الأسرع نموًّا من بين المخلفات المنزلية على الصعيد العالمي.
ومن المتوقع أن يرتفع متوسط نصيب الفرد من المخلفات الإلكترونية ليصل إلى 9.0 كجم لكل فرد خلال عام 2030 مقابل 7.5 كجم لكل فرد خلال عام 2020.
وقد ارتبط التعرض للرصاص الناجم عن أنشطة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية بحدوث انخفاض كبير في معدلات التقييم السلوكي العصبي لدى حديثي الولادة، وزيادة معدلات اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، والمشاكل السلوكية، والتقلبات في مزاج الطفل، وصعوبات التكامل الحسي، وانخفاض المعدلات الادراكية واللغوية.
وتشمل الآثار الضارة الأخرى التي تلحق بصحة الطفل جراء النفايات الإلكترونية التغييرات في وظائف الرئة، والتأثيرات على الوظائف والتنفسية، وتلف الحمض النووي، والخلل في وظيفة الغدة الدرقية، وزيادة احتمال الإصابة ببعض الأمراض المزمنة في وقت لاحق من الحياة، مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية عن «الأطفال ومكبات النفايات الرقمية»، يواجه العمال الذين ينقبون عن مواد نفيسة مثل النحاس والذهب خطر التعرض لأكثر من 1000 مادة ضارة، منها الرصاص والزئبق والنيكل والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات.
أما بالنسبة للمرأة الحامل، فقد يؤثر التعرض للنفايات الإلكترونية السامة على صحة جنينها ونموه منذ ولادته ولبقية حياته، وتشمل الآثار الصحية الضارة المحتملة الحصائل السلبية للولادة، مثل الإملاص والولادة المبتسرة، وانخفاض الوزن والطول عند الولادة.
ويسبب التعرض للنفايات الإلكترونية في مرحلة ما قبل الولادة إلى نتائج سلبية على الولادة، كحدوث خلل في النمو العصبي والسلوكي، التأثير على وظائف الرئتين ووظائف الجهاز التنفسي، اختلال وظيفة الدرقية، حدوث تغيرات على وظائف القلب والأوعية الدموية، وتلف البصمة الوراثية، وتزايد مخاطر الإصابة بأي مرض مزمن خلال فترات متلاحقة في الحياة.