الليلة.. عرض الفيلم الروائي ”ايدا” بقصر السينما بجاردن سيتي
ضمن فعاليات قصر السينما بجاردن سيتي التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، يعرض في الثامنة من مساء اليوم الثلاثاء، الفيلم الروائي الطويل I"da"، أو "إيدا"، وذلك في إطار أنشطة نادي السينما الأوروبية، ويعقب عرض الفيلم حلقة نقاشية حوله، تقدمها الناقدة نشوي نبيل.
وفيلم "إيدا"، إنتاج بولندي روسي مشترك عام 2013 وتبلغ مدة عرضه 82 دقيقة، من إخراج بافل بافليكوفسكيو ورشح الفيلم لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية في العام 2015.
تدور أحداث فيلم "إيدا"، حول الفتاة اليهودية اليتيمة "إيدا"، والتي تتربي في الدير ولا تعرف شيئ عن العالم خارج أسوار هذا الدير. وعندما تخرج "إيدا" خارج أسوار الدير تقابل الخالة "فيندا"، وهي أول من أخبرتها بأنها يهودية وتم وضعها في الدير لحمايتها واسمها الحقيقي هو "إيدا"، بينما كانت تعدي في الدير "آنا".
وعن فيلم "إيدا" يقول المترجم والقاص أمجد جمال: الحقيقة فى هذا الفيلم لم تكن فقط أصول وتاريخ عائلة "إيدا"، بل هى حقيقة الوجود نفسه، وتاريخ كل شىء، الحقيقة هنا هى المعنى من الحياة نفسها، وعن إذا ما كان الأمر يستحق كل هذا العناء. إن شوق الأخيرة لمعرفة الحقيقة وإن دلّ على شىء فهو يدل على براءتها، تظن الحقيقة مصدراً للراحة وليست الخطوة الأولى فى رحلة التعاسة والمعاناة، تظن الحقيقة ببساطة وبدائية ما تم تلقينه إياها فى ذلك الدير الذى نشأت به ولا تعرف في الحياة غيره.
ولن نستطيع الاستطراد فى هذا الحديث دون الإشارة للشكل الفيلمى واللغة البصرية التى يتحدث بها الفيلم، والتى كان أبرز مفرداتها هو موقع الإنسان داخل الكادر، فالشخصيات فى الغالب لا تتصدر الشاشة أو تتوسطها بالشكل التقليدى، بل تتخذ زوايا ومنحنيات فى طلتها، سواء إلى جانب النصف الأيسر أو النصف الأيمن أو الربع السفلى من الكادر.
ويضيف "جمال": يحتوى فيلم "إيدا"، على عديد من المشاهد المذهلة التى لن نستطيع تحديد أيها الأفضل، ومشهد النهاية هو أحد تلك المشاهد التى وصل بها المخرج لأعلى مراحل التأثير، متلاعباً بأدواته البصرية والصوتية والإنفعالية بمهارة فائقة، فالكاميرا لم تتحرك طوال الفيلم إلا فى هذا المشهد، والموسيقى لم تصدر من خارج الدراما إلا فى ذلك المشهد، وإيدا لم تبد إنفعالات مؤثرة إلا فى ذلك المشهد.
فتحريك الكاميرا اليدوى المهزوز بعد 75 دقيقة من السكون التام لهذه الكاميرا يعطى المتفرج الشعور النموذجى بالتوتر المتناسب مع النقلة القوية لحالة البطلة النفسية فى تلك اللحظة.
كما أن اختيار مقطوعة بيانو ليوهان سباستيان باخ بعنوان I Call to You Lord Jesus Christ، لم يكن مصادفة، فبجانب تناغمها الشديد مع حالة الحزن والضعف والشفقة والأسى التى غلّفت المناخ العام للمشهد فإن كلماتها الأصلية التى كتبها "يوهان أجريكولا" للنسخة الكورالية تحتوى على كل معانى الضعف وتوسل الهداية التى تعطى الإنسان الأمل المفقود وتنقذه من العذاب النامى.