الليلة.. صالون عبد الناصر هلال يستهل فعالياته بلقاء مع أدونيس
في أولى فعاليات موسم صالون عبد الناصر هلال، يبث في الثامنة من مساء اليوم، عبر تطبيق زووم، لقاء مع الشاعر السوري الكبير، علي أحمد سعيد إسبر المعروف باسمه المستعار "أدونيس"، ويدير اللقاء مع "أدونيس"، الدكتور عبد الناصر هلال.
يتطرق اللقاء مع الشاعر أدونيس، إطلالة علي مسيرته الإبداعية، والتي استهلها في العام 1944، عندما تمكن من إلقاء إحدى قصائده أمام الرئيس السوري الأسبق شكري القوتلي.
وبحسب ما وصفته جريدة "دير شبيجل الألمانية"، قاد أدونيس ثورة حداثية في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث كان له تأثير زلزالي، على الشعر العربي يمكن مقارنته بشعر تي إس إليوت في العالم الناطق بالإنجليزية.
فمنذ أن أصدر "أدونيس"، ديوانه المعنو بــ "أغاني مهيار الدمشقي"، الصادر عن دار الآداب البيروتية فى العام 1988، أحدث جدلا حوله وحول إبداعه مازال مستمرا حتي اليوم، يظهر علي السطح كلما جاء موعد الإعلان عن جوائز نوبل العالمية في الآداب.
منذ العام 2011 ومع نشوب الأزمة السورية وحتى اليوم، أثار أدونيس الكثير من اللغط السياسى والثقافى حول موقفه مما سمى الربيع العربى، والثورة السورية منه تحديدا، حيث لم يكف أدونيس يومًا عن شن هجمات شرسة ضد ما حدث ويحدث فى سوريا رافضا وصفه بأنه ثورة شعبية ضد نظام الأسد، بل يسميها «الثورة الوهابية»، ومنذ اللحظات الأولى لإندلاعها يصنف من قاموا بها بأنه أتباع للمملكة العربية السعودية.
ويعتبر أدونيس «أن ما يحتاجه العالم العربى ليس حراكا دينيا كما هو واقع اليوم، لأن الحراك الدينى موجود منذ 14 قرنا، بل يحتاج قطيعة معرفية وسياسية مع الحراك الدينى»، منوها إلى أن «بناء الدولة الديمقراطية والحديثة يجب أن يقوم على الاعتراف بحقوق الفرد كاملة بعيدا عن كل أشكال الاستمرارية، التى تجعل من غير المسلمين مواطنين من الدرجة الثانية، لا يمكن أن تضع قانونا واحدا صالحا لجميع المواطنين داخل البلد الواحد إذا لم تفصل الدين عن الدولة».
وهو ما يؤكد عليه أدونيس أيضا في أخر إصداراته «كتاب الغرب»، والصادر قبل عام عن دار التكوين للطباعة والنشر في دمشق، وفيه يذهب إلي أن ما أنجزه الغربُ الأوروبيّ - الأمريكيّ ثلاثَ ثورات علميّة - تقنيّة، تُوَجِّه القرنَ الحادي والعشرين وتخلع عليه طابعها.
الثورة الكمّيّة التي أدّت إلى التحكُّم في المادّة، وإلى نشوء أشكالٍ للحياة نفسِها تُعرَف للمرّة الأولى. وهي ثورةٌ أنْهَتْ على صعيدها الخاصّ المعرفةَ اليونانيّة - الثورة الإلكترونيّة التي أسّسَت لعالَمٍ معرفيٍّ جديد.
و الثورة الحَيَوِيَّة - الجُزَيئيّة (البيو - تقنيّة)، وهي التي أخذت تتحكَّم الآن في الحياة نفسها بأشكالٍ مُتَنوِّعة تستجيب، كثيرًا أو قليلًا لرغبات البشر.
ويعتبر "أدونيس" أن هذه الثورات خلخَلَت اليقينيّات كلّها، وتوَلَّدَت عنها مشكلات «خَلق الإنسان نفسه» وتعميق الفوارق بين الناس (الجينات والكيمياء البيولوجية، تهديد حريات الفرد، والحريات المدنيّة، الثورة الإلكترونيّة) وهي مشكلات تطرح أسئلةً كثيرة على الإنسان نفسه، سواء كان مُلْحِدًا أو مؤمِنًا. خصوصًا أنّها ربطت العلم بمتطلّبات الاقتصاد والسّياسة، وبمنطق السّوق.
ويؤكد أدونيس: لم يشارك العرب في أية ثورةٍ من هذه الثورات. الحياة العربيّة - اقتصادًا وثقافةً وسياسةً، هي برمّتها نتاجٌ غربيّ. - وقد بدأ الغربُ الأميركيّ - الأوروبيّ، بإعادة إنتاج الدين نفسه، سياسيًّا و«ثوريًّا».
ويمكن وصف حالةِ الشعوب العربيّة، اليوم، بأنّها لا تزال، منذ أربعة عشرَ قرنًا، حالةَ «أطفالٍ» يعيشون في بلدانٍ ليست إلاّ «دورَ حضانةٍ» تسهرُ عليها السياسةُ الدّينيّة، تربيةً وتعليمًا.
وفي هذا ما يفسّر سُباتَ «الثّباتِ» العربيّ، ويفسِّرُ أنّ ما يتغيّر في «دور الحضانة» هذه هو «المعلِّمُ» وحده. والأفضل في هذا «التغيير» هو أن يكون المعلّم الذي يخلفه «مثله» تمامًا، ويسير على نهجِه تمامًا. وهو ما يفسِّرُ أيضًا أنّ ما يُسَمّى بـ «المعارضة» ليس إلاّ «قفا» الصّفحةِ - الحاكمة. وغالبًا ما يكون هذا القفا، أكثرَ سوءًا بكثير ممّا سبَقَهُ.
التحق أدونيس بالمدرسة لأول مرة فى سن الثالثة عشرة. حفظ القرآن على يد أبيه، درس الفلسفة فى جامعة دمشق وتخرج فيها سنة 1954، حكم عليه بالسجن لمدة عام، بسبب انتمائه إلى الحزب السورى القومى الاجتماعى، درّس فى الجامعة اللبنانية ونال درجة الدكتوراة فى الأدب عام 1973 من جامعة القديس يوسف، وأثارت أطروحته «الثابت والمتحول» سجالًا طويلًا. بدءًا من عام 1955 تكررت دعوته كأستاذ زائر إلى جامعات ومراكز للبحث فى فرنسا وسويسرة والولايات المتحدة وألمانيا. تلقى عدداً من الجوائز العالمية وألقاب التكريم وتُرجمت أعماله إلى ثلاث عشرة لغة.