نوسة .. رفضت الطلاق خشية كلام الناس.. وتحملت عذاب الكناس
عادات وتقاليد بالية ينظر إليها البعض علي انها عار يجب أن يداري أو ينسي ليغيب عن الناس.. ويبعد عن الأذهان.. فمازال الطلاق أن يكون من المحرمات بين أبناء الطبقة المتوسطة.. ومجرم بين الفقراء.. أو بمعني آخر مرفوض عند الجهلاء.
يعتبرونه جريمة أقدمت عليها المرأة لتعيش علي هواها بلا رادع أو شخص يجبح لجام شططها أو جنوح عقلها أو ميل وانحراف قلبها.. عليها أن تتحمل مهما كانت الظروف أحيانا من أجل أولادها واستقرار أسرتها.. وأخري من أجل الحفاظ علي كرامة أسرتها أو عائلها وكأنها ترتكب فعلا شيئا.. ويطالبونها بالصلح والتحمل.. وإن كان علي حساب كرامتها ومشاعرها.. أو تتحمل عواقب فعلتها إذا أصرت عليها.. أو سمع لها أحدًا بتحقيقها والحصول علي طلاقها.
حينها عليها أن تتحمل نظرات الرجال.. ومضايقات وملاحقات الذئاب التي لا تري في المرأة سوي جسدها وأنوثتها.. فهذا جزء من نتائج حصول المرأة علي لقب مطلقة.. إهانات ومآسي ومشكلات لا تنتهي وقد تصل إلي نهاية مؤسفة أما إذا تحملت فيكون الذل والإهانة أو الموت هو جزاؤها.
ونري في هذه القصة المؤلمة التي وقعت أحداثها في "قرية نشا" بمركز نبروه مثالا لهذه المعاناة.. والنتائج المؤلمة لهذه العادات الرثة.. "نوسة" فتاة في العقد الثاني من عمرها.. لا تعمل.. فهي من زسرة بسيطة تتسم بالتدين والأخلاق الحميدة.. تزوجت منذ إحدي عشر عاما من "عامل" يعمل لرزق يوما بيوم.
مع مرور الأيام.. وإدمانه للمخدرات أهمل عمله وأصبح عاطلا غير قادر علي توفير احتياجات أسرته.. لكن "نوسة" لا تعرف شيئا عن سلوك زوجها حين ارتبطت به.. لقد وافقت عليه ليكون لها سندا.. وتغييرا في حياتها الرتيبة.. لكنها فوجئت بعد زواجها أن زوجها "سيد.ع.ا" 37 عاما يتعاطي المواد المخدرة.. وأهمل شغله كعامل نظافة.
أدمن المخدرات.. أهمل عمله وأسرته.. تراكمت عليه الديون
حاولت إبعاده عنها.. وتحدثت معه كثيرا للإقلاع عن المخدرات ليحافظ علي استقرار الأسرة وسعادتها.. وافقها في بداية الأمر.. لكن تكررت جولاته في عالم الإدمان.. وبدإت الخلافات تعرف طريقها إلي بيت "نوسة" وكان زوجها يرضيها أحيانا ويقنعها بابتعاده عن المخدرات.. وأحيانا يهينها ويضربها عندما تحدثه عن مزاجه وسلوكه في البيت.. خاصة مع وجود أولاد.
عملت في البيوت لسداد الأقساط.. والإنفاق علي طفليها ومزاج زوجها
حلق لها شعرها.. وعذبها حتي الموت!
تحملت المعاناة من أجل طلباتها اللذين أصبحا الأمل في حياة مستقرة أصبحا مبررا كي تستمر "نوسة" وتصبر ولكن كلما وجدها الزوج صابرة كلما ازداد إدمانه لإهانتها وضربها المبرح.. خاصة انه علي يقين انها ترفض مبدأ الطلاق حبا لأولادها في أحد الأيام طلب منها أن تذخب لعمل قرض من إحدي الجمعيات حتي يقيم مشروع وتتحسن أحواله فأسرعت فرحة بتغييره واقترضت مبلغ مالي فأخذه وخلال شهر صرفه علي تعاطي المخدرات وانهال ضربا عليها وزصبح شبح السجن يطاردها فذهبت للعمل في الغيط باليومية وفي البيوت حتي تسدد الدين الذي حول حياتها لجحيم ورعب من السجن وساعدتها شقيقتها في سرعة السداد وقبل أن تلتقط أنفاسها من أقساط القرض فوجئت أن الزوج المدمن يطالبها بقرض جديد فرفضت بشدة قائلة انه يكفيها أنها سددت القرض السابق وتتحمل نفقات البيت ومصارف مزاجه فقام بتوثيقها بالحبال وحلق شعرها بموس حلاقة وأغلق فمها وانهال عليها ضربا بالعصا وقطعة خرطوم حتي لفظت أنفاسها الأخيرة وعندما تأكد من وفاتها تركها يومين وكل من يسأل عنها يجيبه انها نائمة وعندما شعر بتغير في جسدها وظهور رائحة لجثنتها ذهب بها رلي مستشفي نبروه العام يستغيث لإنقاذها لأنه فوجئ بوفاتها ولكن المستشفي اكتشفت من الوهلة الأولي تعذيبها وحلق شعرها بالموس وأبلغت مركز شرطة نبروه ليتم القبض عيه.. والزج به خلف القضبان بتهمة قتل زوجته!
تلقي اللواء سيد سلطان. مدير أمن الدقهلية إخطارا من اللواء إيهاب عطية مدير المباحث الجنائية إخطارا من مأمور مركز شرطة نبروه بورود بلاغ من مستشفي نبروه المركزي وصول "نوسة محمد زكي" "29 عاما" من قرية نشا دائرة المركز جثة هامدة وأكد الأطباء وفاتها منذ فترة وعليها اثار ضرب وتعذيب.
انتقل ضباط وحدة مباحث مركز شرطة نبروه بقيادة الرائد محمد علي إسماعيل. رئيس المباحث وبسؤال أسرة المتوفاة اتهموا زوجها ويدعي "سيد.ع.ا" "37 عاما" "عاطل" بقتلها.
لم تلب طلبه بالحصول علي قرض جديد..
بتقنين الإجراءات تمكنت قوة من ضبط مباحث المركز من إلقاء القبض عليه وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وتعديه علي زوجته بالضرب بسبب رفضها الحصول علي قرض وأحضر لها طبيب إلا أنه فوجئ بوفاتها.
قالت "آية.م" شقيقة المتوفاة فى تصريحات خاصة إن "شقيقتها" سبق وأن أخذت قرض باسمها وكانت تعمل وزوجها صرف النقود ورفض السداد وتضامنت معها أختها الكبري حتي تمكنا من سداده إلا أنه منذ 10 أيام طلب منها أخذ قرض جديد باسمها فرفضت وبدأ في ضربها وتعذيبها وحلق شعرها.
أضافت. أن أختي كانت تريد أن تعيش لتربي أبنائها رغم سلوك زوجها تحملت الضرب إلا أنه المرة الأخيرة تسبب لها في نزيف داخلي. ولما وجدها طبيب بالقرية طلب من الزوج نقلها إلي المستشفي وهناك أكدوا وفاتها لأن وجهها وجسمها كله عليه آثار ضرب.
أمرت النيابة العامة بنقل الجثة إلي مستشفي المنصورة الدولي. وانتداب الطبيب الشرعي لتشريحها وبيان سبب الوفاة.. وأمرت بحبس المتهم 4 أيام علي ذمة التحقيقات جددها قاضي المعارضات 45 يوما أخري لاستكماله التحقيقات.