الاديبه منى الزمر تكتب: من قال أن عيد الحب للعشاق ؟
٤ نوفمبر عيد الحب المصري يعتبر الكاتب الصحفى الراحل مصطفى أمين، هو صاحب الفكرة الأولى لدخول مصطلح “عيد الحب” فى مصر، والسبب فى ذلك انه عندما خرج مصطفى أمين من السجن فى يناير 1974 تصادف أن شاهد فى حى السيدة زينب نعشا يسير خلفه ثلاثة من الرجال فقط، فاندهش من هذه الوحشة التى لا تناسب علاقات أهل الحى المشهور، وهنا سأل أحد المارة عن الرجل المتوفى؟ فقال له: هو رجل عجوز بلغ من العمر السبعين، لكنه لم يكن يحب أحدا فلم يحبه أحد، ومنذ ذلك الحين أخذ الكاتب الصحفى الكبير على عاتقه المناداة بتخصيص يوم يكون عيدا للحب يراجع فيه كل إنسان حساباته مع نفسه ومع كل من حوله، وأعلن أن 4 نوفمبر يكون يوم الحب المصرى.
كانت دعوة صادقة من قلب عرف الخير والحب فأراد أن يعممهما ..
فمن قال إذاً أن عيد الحب للعشاق ؟ من يقف عند هذا المعنى فهو محدود الفكر ضيق الأفق.
والآن، أين نحن مما كان عليه مجتمعنا أيام الراحل مصطفى أمين ؟؟؟ من ذاك الموقف الذي هز وجدانه فدعا لتخصيص يوم للحب ؟
لا داع لأن أذكركم بمشاهد القتل الوحشية و الغير مقبولة و المستحدثة شكلا وموضوعا في مجتمعنا. و لا ما آلت إليه العلاقات بين الناس، و حب الدنيا و النفاق و الغرور و السيطرة و النفوذ و استغلال السلطة و البذاءة و فاحش القول و قلة الأصل و الدناءة و الخسة و الحقارة ... ماذا تبقى من أخلاقنا و عاداتنا التي تربينا و فطرنا عليها ؟ أين نحن من ديننا ؟ بل من الأديان السماوية جميعها التي كان هدفها السامي عبادة الله و نشر المحبة والخير و السلام ؟
نحن في أشد الحاجة لإعادة التربية ، لإعادة التنشئة ، لإعادة التوجيه لأجيال فقدت معنى الحب و سيطرت حب المادة و سطوة السلطة والنفوذ و منطق القوة واللاأخلاقيات على تفكيرها.
نحن في أشد الحاجة لزرع الحب في القلوب من جديد، لإعادة العلاقات و روابط المحبة التي دمرتها وسائل عدة كلنا نعلمها جيدا و ننساق وراءها دون وعي لما تدمره فينا.
نحن بحاجة إلى لمة الأسرة ، التجمع الاسبوعي في بيت العائلة، زيارة المرضى ، صلة الرحم القريب و البعيد ، تلبية دعوة الأفراح والمناسبات، احترام المرأة والشيخ الكبير ، إغاثة الملهوف بدلا من الوقوف وتصويره بكاميرا الموبايل..
نحن بحاجة ماسة إلى الحب ..
دمتم بكل الحب ،،،،
كاتبة المقال منى صلاح الزمر كلية الاقتصاد المنزلي شبين الكوم /المنوفية