إثيوبيا تواجه المجهول.. الحكومة تدعو للفوضى و”تيغراي” يحاصر العاصمة ومجلس الأمن يبحث الأوضاع
تشتعل الأوضاع ما بين كل ساعة وساعة في أثيوبيا، بعد دعوة رئيس الحكومة الأثيوبية، الشعب الأثيوبي لحمل السلاح، من أجل الدفاع عن العاصمة أديس أبابا، وسط تجاهل للدعوات والمناشدات الدولية لوقف إطلاق النار.
و تمضي كل من الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير شعب "تيغراي" في تصعيدهما العسكري المتبادل، والذي بدأ قبل أكثر من عام بعد إرسال قوات الجيش الفيدرالي إلى الإقليم الواقع في أقصى شمال البلاد.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه جبهة تحرير تيغراي الأربعاء الماضي، أنهم باتوا على بعد مسافة مئات الكيلومترات من العاصمة أديس أبابا.
فيما أعلنت الحكومة الإثيوبية أمس الخميس أنها لن تتراجع في تلك "الحرب الوجودية"، قائلة هي الأخرى أنها أوشكت على الانتصار.
وكتب مكتب اتصالات الحكومة الإثيوبية على "فيسبوك"، أن "هذه ليست دولة تنهار تحت الدعاية الأجنبية! نحن نخوض حرباً وجودية".
وأضافت الحكومة "جرذ يبتعد عن جحره أصبح أقرب إلى الموت"، في إشارة على ما يبدو إلى هجمات جبهة تحرير تيغراي التي تقدمت بشكل كبير إلى ما وراء الإقليم.
وتابعت : "شعبنا الذي يدرك أننا في الفصل الأخير من إنقاذ إثيوبيا، يجب أن يواصل نضاله البطولي".
وأعلنت جبهة تيغراي سيطرتهم على مدن استراتيجية عدة في أمهرة، حيث حققوا تقدماً بعدما استولوا على كامل مناطق إقليم تيغراي في يونيو الماضي.
وأكدوا الأربعاء أنهم سيطروا على بلدة كيميسي على مسافة 325 كيلومتراً شمال العاصمة الإثيوبية.
وقال ناطق باسم الجبهة إن متمردي تيغراي انضموا إلى مقاتلي جيش تحرير أورومو، وهم مجموعة متمردة تابعة لإثنية أورومو وتحالفوا معهم. وقال ناطق باسم جيش تحرير أورومو إن أديس أبابا قد تسقط في غضون أسابيع.
ونقلت تقارير إعلامية عن دبلوماسيين، اليوم الجمعة، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة في وقت لاحق من اليوم لمناقشة الوضع في إثيوبيا، وذلك بالتزامن مع تسارع الجهود الدبلوماسية، لتجنب تدهور الأوضاع.
من جانبه، أعلن المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، أنّ الولايات المتّحدة "تشعر بقلق عميق" إزاء الوضع الراهن و"تطالب جميع الأطراف بإنهاء الأعمال العدائية على الفور، بما في ذلك الجبهة الشعبية لتحرير تيغري والحكومة الإثيوبية".
كما جدد الاتحاد الأوروبي دعواته إلى وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات، مقدراً أن "التصعيد الأخير... يهدد بجرّ البلاد إلى مزيد من الانقسامات والنزاعات المسلحة الأوسع ومفاقمة وضع السكان".
وإثيوبيا ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان (أكثر من 110 ملايين نسمة) هي عبارة عن مجموعة مختلفة من الشعوب المتحدة في نظام يعرف باسم "الفيدرالية الإثنية".
وكان رئيس الوزراء آبي أحمد أعلن الانتصار في 28 نوفمبر2020 بعدما أوفد جيشه إلى إقليم تيغراي لإطاحة السلطات المنشقة المنبثقة عن جبهة تحرير تيغراي، بعدما اتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية فيدرالية.
لكن في يونيو الماضي، استعاد مقاتلون موالون للجبهة الجزء الأكبر من المنطقة وواصلوا هجومهم في إقليمي عفر وأمهرة المجاورين.