البحوث الإسلامية: الزعم بانفصال العلوم الشرعية عن الإنسانية هراء لا قيمة له
قال الدكتور نظير عيّاد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية خلال كلمته التى ألقاها فى الجلسة الختامية لمؤتمر كلية الدعوة الإسلامية والذى يعقد بعنوان: "دور العلوم الشرعية والإنسانية فى خدمة الدعوة الإسلامية"، أن هذا المؤتمر الذى يأتى فى وقته وحينه يمثل أهمية فى هذا التوقيت فهو يُعدُّ محاولة علمية جادة تقوم بها كلية الدعوة من أجل إثبات مدى التوافق الإيجابى بين العلوم الشرعية والإنسانية من جانب ودورهما فى خدمة الدعوة الإسلامية من جانب آخر.
أضاف عيّاد أن هذه القضية التى نحن بصددها الآن هى من أبرز المسائل والقضايا التى كانت لها مساحة كبيرة فى الكتابات الإسلامية فى عصرنا الحاضر خاصة بعد ما تعالت بعض الأصوات التى تزعم انفصال العلوم الشرعية عن العلوم الإنسانية وأن الدعوة الإسلامية ورجالاتها فى الفترة الماضية لم يستطيعوا التوفيق بينهما، فالزعم بانفصال العلوم الشرعية عن العلوم الإنسانية هراء لا قيمة له فى ميزان العقل السليم والمنطق الصحيح.
كما أوصى عيّاد خلال كلمته بمجموعة من المقترحات التى من الممكن أن تسهم فى نجاح هذا المؤتمر وتحقق أهدافه والتى من أهمها: ضرورة الاهتمام ببيان مكانة العلوم الإنسانية فى الشريعة الإسلامية، وإثبات أن الإسلام يدعم العلم النافع، ولا يقف عقبة أمام أى تقدم علمى راشد قائم على الحقائق والبراهين الثابتة والمستقرة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال البحوث العلمية الجادة والدراسات المتنوعة، مؤكدًا جاهزية مجمع البحوث الإسلامية لطباعة كافة البحوث العلمية التى تحقق أهداف هذا المؤتمر، وتبين مكانة العلوم الإنسانية فى الشريعة الإسلامية.
كما أوصى الأمين العام بضرورة معرفة وإدراك ما توصل إليه الإنسان من علوم ونظريات أسهمت-ولا تزال- فى بناء الحضارة الإنسانية المعاصرة، وتوظيفها فيما يخدم الدعوة الإسلامية بل ووسائلها وأساليبها.
وأكد عيّاد على ضرورة الاهتمام بتجديد الخطاب الدينى والدعوى فيما يتعلق بنظرته للعلوم الإنسانية؛ خاصة بعدما تم رصده فى الفترة السابقة من خطاب يزعم انتسابه للدعوة يسفه من العلوم الإنسانية ودراساتها والتخصص فيها، وهذا لا شك قد أساء للدعوة وأصبح كلامه محل استهزاء وسخرية عند البعض.