جدل حول أسباب وأهداف زيارة نجل خليفة حفتر إلى إسرائيل
تناقلت تقارير إعلامية حالة الجدل المنتشرة في ليبيا، حول ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن زيارة خاطفة قام بها صدام حفتر وهو نجل قائد "الجيش الوطني الليبي" المتقاعد خليفة حفتر، إلى إسرائيل في 1 نوفمبر، قالت إن الهدف منها عرض إقامة علاقات دبلوماسية مقابل الحصول على مساعدة عسكرية ودعم دبلوماسي.
ونقلت وكالة "فرانس24 " عن "هأرتس العبرية "، إن هذه الزيارة ترتبط بالانتخابات الرئاسية الليبية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبرالمقبل (بالتزامن مع انتخابات برلمانية) من شأنها تحديد هوية الطرف الذي يتزعم البلاد وحكومتها الموحدة المرجوة. وبالتالي فإن عرض حفتر ونجله صدام مرهون بنتيجة الاقتراع.
وبحسب "هآرتس"، فإن الطائرة التي أقلت صدام حفتر لمطار بن غوريون في تل أبيب (من طرف فالكون الفرنسية والمخصصة عادة لنقل أفراد عائلة حفتر وكذلك معاونيه) أقلعت من دبي لتستقر في مكانها مدة ساعة ونصف الساعة قبل أن تواصل طريقها إلى ليبيا.
وكانت تقارير إعلامية أخرى تحدثت في الأشهر الماضية عن وجود علاقات -وربما شراكة- استشارية بين خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي (نجل معمر القذافي) وبين شركات عامة إسرائيلية بشأن الانتخابات الرئاسية.
وقال مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي ودول المتوسط في جنيف حسني عبيدي أن زيارة صدام حفتر لتل أبيب "لا يمكن تنظيمها بدون إيعاز" من والده.
وأضاف عبيدي أن توقيت الزيارة يحمل دلالات سياسية مهمة بالنسبة للمشهد الليبي وكذا المشهد العربي، وستكون لها انعكاسات مباشرة على الخارطة السياسية في ليبيا. وذلك لأن الزيارة تأتي عشية انتخابات مفصلية من شأنها تحديد مصير المشير خليفة حفتر الذي يرفض مغادرة المشهد السياسي بدون ضمانات له وكذلك للمحور الذي يقوده في شرق ليبيا.
بالإضافة إلى ذلك فإن المشير حفتر يرغب في الترشح في الانتخابات الرئاسية والتأثير عليها مباشرة على غرار تعديلاته على القانون الانتخابي الأخير الذي يعطي فرصة له في الترشح في الانتخابات المقبلة والعودة لمنصبه العسكري إن فشل.
وأ,ضح عبيدي أنه في ظل التحالفات الداخلية والإقليمية الجديدة، يبحث المشير خليفة حفتر على تحقيق هدفين: الهدف الأول هو الحصول على دعم دبلوماسي وإعلامي في مجال العلاقات العامة ليس فقط من قبل إسرائيل وإنما كذلك من قبل الولايات المتحدة، مؤكدا أن حفتر يعلم بأن تل أبيب أقصر الطرق لخطب ود واشنطنن كما يعمل على تحسين علاقته مع الولايات المتحدة لأن أي انتقادات حادة من قبل واشنطن تتعلق بالسجل الحقوقي للرجل القوي في الشرق تؤثر على عودته سياسيا أو عسكريا.
وأشار إلى أن الهدف الثاني يتمثل في الدعم الاستخباراتي والعسكري لإسرائيل كعامل أساسي في الإبقاء على ميزان القوى العسكري لصالح المشير الذي رغم فلول نجمه مؤخرا إلا أنه يحاول توظيف ميزان القوى العسكرية للحصول على المزيد من المكاسب السياسية.
وأوضح عبيدي أنه من المؤكد أن أي مساعدة يتلقاها معسكر المشير خليفة من قبل إسرائيل سيكون لديها استثمار سياسي واقتصادي بالنسبة لإسرائيل التي تبحث عن بوابة شرقية في المتوسط وهي تعلم جيدا بأن أي تطبيع للعلاقات الدبلوماسية مع ليبيا سيكون اختراقا تاريخيا لها وانتصارا مهما جدا يقربها إلى منطقة تعتبر حساسة وهي الجزائر التي تعتبر أحد أهداف السياسة الإسرائيلية في المنطقة العربية بعد تطبيع العلاقات مع المغرب.