أفشة يفتش عن الظهور الأول في عهد كيروش لتدشين صفحة جديدة مع الفراعنة
يتطلع محمد مجدى أفشة نجم النادى الاهلى ومنتخب مصر، لتدشين صفحة جديدة مع الفراعنة، باحثا عن تسجيل الظهور الأول مع المنتخب فى عهد البرتغالى كارلوس كيروش، حينما يواجه الفراعنة منتخب الجابون عصر الثلاثاء على استاد برج العرب بالإسكندرية بالجولة السادسة لتصفيات كأس العالم قطر 2022.
ولم يحصل أفشة على فرصة مع المنتخب فى عهد كيروش، حيث تم استبعاده فى مباراتى ليبيا فى الجولتين الثالثة والرابعة بتصفيات المونديال، كما لم يشارك أمام أنجولا، واكتفى بمشاهدة اللقاء الذى انتهى بالتعادل الإيجابى 2-2 من على مقاعد البدلاء.
وتأهل منتخب مصر الأول لكرة القدم بقيادة البرتغالي كارلوس كيروش إلى المباراة الفاصلة لنهائيات كأس العالم 2022، بعد التعادل أمام منتخب أنجولا 2 / 2، في الجولة الخامسة لتصفيات كأس العالم دون انتظار لنتيجة مباراة المنتخب أمام الجابون.
وخلال مشاركته في مائة مباراة مع الاهلى، سجل أفشة 20 هدفاً مع الفريق الأحمر، بينما صنع 26 هدفاً أخرى لزملائه بالفريق ليضع بصمته على 46 هدفاً سجلها الفريق الأحمر.
أفشة نجح في التتويج مع الأهلي بـ6 بطولات هي بطولة الدورى الممتاز، والسوبر المصرى، ودورى أبطال أفريقيا مرتين، بالإضافة إلى كأس مصر، والسوبر الأفريقي بجانب إحراز الميدالية البرونزية لكأس العالم للأندية.
واستبعد كيروش أفشة من قائمة مباراتى ليبيا الماضية ليعيده مرة أخري بعد الأرقام التي قدمها اللاعب مع القلعة الحمراء، حيث نجح في تسجيل هدفين فى جميع المسابقات بالموسم الحالى وصنع 3 أهداف بواقع 4 مباريات وإجمالى 308 دقائق شارك فيها بالقميص الأحمر مناصفة بين الدورى المصرى ودورى الأبطال.
ويختتم منتخب مصر تدريباته اليوم، الاثنين، باستاد برج العرب، استعدادا لمباراة الغد أمام الجابون فى ختام التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022، ويضع كيروش وجهازه الرتوش الأخيرة على خطة المباراة والتعليمات الأخيرة للاعبين.
ويسعى كيروش لتحقيق أقصى استفادة من مباراة الغد، خاصة أن منتخب الجابون هو وصيف المجموعة، لذا يرغب الخواجة في التأكيد على زعامة المجموعة والتصدر بفارق كبير عن أقرب المنافسين، بجانب امتلاك منتخب الجابون أكثر من لاعب محترف في أوروبا، وعلى رأسهم أوباميانج، نجم أرسنال الإنجليزى، لذا يرى كيروش أنها تجربة قوية للفراعنة بعد ضمان التأهل، هذا بالإضافة إلى رغبة كيروش في تحسين ترتيب الفراعنة في تصنيف الفيفا قبل قرعة الدور الثانى بالتصفيات على أمل اقتحام قائمة الخمسة الكبار أفريقيا.
لم يجد محمد مجدى أفشة، صانع أفراح الأهلى، طريقه مفروشًا بالورود أو مُمهدا ومُزينا من أجل تحقيق أحلامه، بل كافح واجتهد، وعشق العمل من صغره ومساعدة والديه من أجل العيش، فى ظل نشأته فى أسرة بسيطة، وعلم جيدًا أن نيل رضا الوالدين ودعائهما سيكون السبيل لاجتيازه جميع الأنفاق المظلمة التى قد تمحنه الحلم الكبير.
محمد مجدى أفشة، مواليد برج القوس فى الخامس من ديسمبر من عام 1996 بقرية كومبرة التابعة لمركز كرداسة بمحافظة الجيزة، وهو الثانى فى ترتيب إخوته الثلاثة، حيث يكبره شقيقه "طه" ويصغره شقيقتين.
"أفشة"، الطفل الحالم كان يحتضن الكرة وهو نائم مع بلوغه السابعة من عمره، حيث بدأ تعلقه بالمستديرة فخطفت قلبه وسيطرت على مشاعره ووجدانه وعقله، ولكن تزامن ذلك مع مساعدة أسرته فى العمل، حيث سبق أن قال فى تصريح تليفزيوني: "أنا مفيش حاجة ما اشتغلتهاش من صغري، مكنش بقول على أى شغلانة لأ".
وروى محمد مجدى أفشة ممارسته لأكثر من مهنة مختلفة منها ميكانيكى سيارات وبائع للخضروات فى سوق قرية كومبرة، كذلك العمل فى بيع الطيور، حيث كانت ملاحقته للدجاج ومحاولته "القفش" بها سبب فى إطلاق اسم "أفشة" أو "قفشة" عليه.
نجم وصانع ألعاب الأهلي، إنساناً بارًا بوالديه، فمع اقتحامه عالم الشهرة والنجومية بعد التوقيع للأهلى لم يبخل مطلقاً فى تلبية مطالب الأسرة، فمن أجمل ما قال فى تصريحات سابقة: "أتمنى أن أفعل كل شيء لأهلى ولوالدتى على الأخص، الآن لبيت لها كل ما تتمناه ويبقى فقط أن أجعلها تعتمر وتزور بيت الله الحرام".
وقضى أفشة 11 عامًا داخل أسوار نادى إنبى قبل أن يكون محط أنظار القطبين فى صيف 2019، بعدما خطى خطوة مميزة بانتقاله لصفوف نادى بيراميدز، واشتعل الصراع بين الأحمر والأبيض على ضمه قبل أن يختار أن يكون فردًا داخل قلعة التتش ويوقع للأهلي.
أفشة كان على موعد مع دخول التاريخ من أوسع أبوابه، ودوّن سطور المجد فى السابع والعشرين من نوفمبر من العام المنصرم 2020، بصاروخ أطلقه فى الوقت القاتل سكن شباك الزمالك وأعلن عن اعتلاء الأهلى عرش أفريقيا بعد غياب دام 7 سنوات، ليصبح واحدا من أساطير قلعة الجزيرة، تتغنى جماهير الأهلى باسمه، تحمله على الأعناق، يتصدر هدفه الشهير مواقع التواصل الاجتماعي، أفشة كان حديث الساعة والشارع الرياضى فى مصر منذ هذه اللحظة.
الطريف فى الأمر أن والدة "أفشة" شاهدت هدفه الذى أطلق عليه الأهلاوية "القاضية" فى نهائى القرن أمام الزمالك، فى منامها قبل 48 ساعة من المواجهة، ولكنها لم ترد إخباره.
ولم يكتفِ "أفشة" بذلك، فكان هدف "القاضية" هو بداية الانطلاق الحقيقية، والخطوة الأولى فى طريق الأمجاد والتاريخ، فعاد من جديد ليُدون اسمه بحروف من ذهب بل من ماس، ويسجل هدفًا يحسم به مباراة الأهلى أمام كايزر تشيفز ويقتل به طموحات وأحلام أبناء "مانديلا" بنهائى دورى أبطال أفريقيا، مكرراً السيناريو، مؤكدًا أن أهدافه الحاسمة باتت ماركة مسجلة فى تاريخ قلعة التتش ومصدر سعادة عشاق النادى الأحمر العريق.
محمد مجدى أفشة، صانع الألعاب الموهوب وتاجر السعادة فى الأهلي، لم يستسلم لبعض الظروف المحيطة حوله التى نشأ وسطها، فتمسك بالأحلام واّمن بموهبته وبتوفيق الله وأخذ بالأسباب حتى وصل إلى أهدافه المنشودة وأحلامه، التى قد اعتقد البعض أن تحقيقها يندرج تحت بند المستحيلات.