الكاتبة الصحفية أمال ربيع تكتب .. القلوب الصافية
قد نشتري كل شيء في هذه الحياة إلا القلوب الصافية فهي تمنح نفسها بلا مقابل وهم أصحاب القلوب البيضاء، القلوب الصافية التي تحلق في سماء النقاء، لا تعرف الحقد ولا الحسد، يملؤها الرضا بما قسم الله، تلك القلوب لا يملكها إلا الأتقياء الأنقياء.
تجد صاحب القلب الأبيض الصافي دائماً بشوش الوجه صافي السريرة، الابتسامة دائماً على وجهه ومحياه، يبتسم كلما رأيته حتى وإن كان يحمل هموماً أثقلته كثيراً، يغمره الحب والخير لكل الناس، يعرف قيمة الابتسامة في وجه أخيه المسلم قال -صلى الله عليه وسلم-: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة)، تمر به الأحزان والهموم فلا يجزع لأنه يعلم أنه حتى الشوكة يشاكها له بها أجر.
ما أعظم ذلك القلب وما أسعد صاحبه، تستطيع بذلك القلب أن تملك قلوب أعدائك بأدواتك البسيطة وهي سمو أخلاقك وتعاملك الحسن وتبسمك.
هناك أمور تساعدنا على أن نملك مثل هذا القلب منها نبذ الحسد الذي يزرع الكراهية بين الناس فالحاسد والعياذ بالله نجده دائما مهموما كثير الشكوى لا يعيش سعيداً راضيا بما قسم الله له، ولا يحب لغيره أن يعيش سعيداً بما رزقه الله كالكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، ومنها الرضا بما قسم الله لك لأن في ذلك سلامة الصدر من الحقد والحسد.
في المقابل نجد القلوب لسوداء التي هي كالمسمار الاعوج كلما حاولت إصلاحها إزدادت أعوجاجاً، فأبتعدوا عن أصحاب القلوب السوداء والنفوس الخبيثة ،وتمسّكوا بمن يغضّ طرفه عن السيئات ،من يدخله السرور حينما يرى النعمة عند الغير ،ومن لم يؤول أحاديث ومواقف الغير على سوء الظن ،تشبثوا بمن كان قلبه ليناً رقيقاً وقادر على مسامحة الناس والعفو عند المقدرة
أصحاب القلوب السوداء يملكون أجندة خاصة بهم طوال الوقت، وهذه الأجندة هي التي تبقيهم في حالة من التركيز كي يتمكنوا من المضي قدماً وتحقيق أهدافهم في الحياة.
ولذلك هم مستعدون للقيام بكل شيء؛ من أجل ضمان تحقيق أهدافهم بعض النظر عن هذه الأهداف ونوعيتها، وعليه سيتلاعبون بالآخرين مرة تلو الأخرى، وسيتعاملون معك كما لو كنت دميتهم. لا شيء ولا أحد يعني لهم شيئاً، فحياتهم كلها مبنية على الخداع والتلاعب بالآخرين والأكاذيب.
أصحاب القلوب السوداء حين ينظرون إلى الاخرين، ينظرون لهم بعين ناقمة تفتش عن العيوب وتبحث عن المساوئ فأن وقع نظر أحدهم على شخص يحمل أخلاق حسنة متعددة ولكن لديه خصلة سيئة فلا يرى سواها ،ونادراً ما تجده يمدح إنسان في الغيب ،ونفسه تميل الى السوء فيحمل تصرفات الآخرين على الجانب السلبي
كثيراً ما نقابل أشخاص يكيلون بمكيالين خلف ستار مكارم الاخلاق ويموهون عن أخلاقهم السيئة بإسم الحياد والنزاهة .
فهم قد ابتعدوا عن ظلال العدل والايمان ولغة الحب والوفاء ، يتلاعبوا بالآخرين من أجل الوصول إلى غاياتهم وإن كشفهم أحد يلحقون الاذى به ،فهم لايريدون الكشف عن حقيقتهم تحت أي ظرف من الظروف؛ لانهم يعلمون حقارتهم جيداً ولكن يخدعون أنفسهم ،بأن هذة هي القوة ،وإذا إستقيظ ضمير أحدهم أخمدوه بقوة إيمانهم بأنَّ هذا زمن الاقوياء وقساة القلوب ، وأنهم على حق فلا يشعرون بالذنب فهم لايكترثون إلا بأنفسهم فقط .
أخيراً أقول، هناك أناس رسموا في قلوبنا بصمة رائعة بكلمة جميلة أو عبارة شيقة أو نصيحة قيمة أو ذكرى طيبة ومهما ابتعدوا وذهبوا فإننا نذكرهم كلما لاح طيفهم في الأفق فندعو لهم من قلوبنا كأقل واجب نقدمه لهم.
ما أحوجنا في هذا الزمن خاصة لتطبيق قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، ما أحوجنا للتعامل فيما بيننا بصفاء نية وحسن مقصد وطوية ، ما أحوجنا للتعامل فيما بيننا وقد أمن بعضنا بعضاً، فلا شيء أجمل ولا أروع من صفاء قلوب الجميع، قلوب يجمعها المحبة في الله والوفاء فيما بينها والصدق في المعاملة، وأن يحب الإنسان لأخيه المسلم من الخير والسعادة ما يحب لنفسه سواء فيما يتعلق بالعمل أو فيما يتعلق في شتى شؤون الحياة، فإذا شئتم أن تذوقوا أجمل لذائذ الدنيا، وأحلى أفراح القلوب، فجودوا بالحب والعواطف كما تجودون بالمال
أسأل الله تعالى أن يجعل قلوبنا جميعاً قلوباً طيبة مطمئنة طائعة لك، تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك وتخشاك حق خشيتك.
كاتبة المقال الكاتب الصحفية أمال ربيع بمؤسسة أخبار اليوم
مقالاتقد تهمك:-
الكاتبة الصحفية أمال ربيع تكتب .. إن كان حبيبك عسل ما تلحسوش كله اضغط هنا